المباشرة بزراعة شتول التبغ شمالي الليطاني وغيابها عن القرى الامامية بسبب العدوان والنزوح
باشر مزارعو التبغ في الجنوب زراعة أراضيهم بالشتول في منطقة شمالي الليطاني، رغم ارتفاع التكاليف، من أجرة اليد العاملة وأسعار الشتول والسماد والمياه.
اما في منطقة جنوبي الليطاني، فلم يتمكن المزارعون من المباشرة بعملهم بفعل العدوان الإسرائيلي ونزوح المزارعين الذين لم يتمكنوا من حراثة الأرض والعناية بها، فغابت بلدات عيتا الشعب وكفركلا وميس الجبل وعيترون والضهيرة ويارين والبلدات المجاورة عن زراعة التبغ لهذه السنة، ما جعل الجنوب منكوبا زراعيا كما اطلق عليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الزراعة عباس الحاج حسن .
وقد تخوف المزارعون الذين باشروا عملهم من خطر القنابل العنقودية الإسرائيلية المطمورة بالأرض والقذائف الفوسفورية والفوسفور الأبيض الذي سمم الأراضي وأحرقها وهي بحاجة الى سنوات حتى يعود المزارعون اليها لزراعتها بالتبغ او بأي محصول اخر.
في العام الماضي، انتجت المساحة المزروعة بالتبغ في الجنوب 5 ملايين كلغ، وتراوح عدد العائلات التي تعمل في هذه الزراعة ما بين 15 الف و17 الف عائلة ، لكن هذا العام وبفعل العدوان الإسرائيلي والدمار الكبير في القرى الجنوبية التي تعتمد زراعة التبغ مصدرا لها ستتراجع المساحات المزروعة بالتبغ، حتى ان الايدي العاملة ستتقلص الى النصف.
وشكا مزارعو شمالي الليطاني من ارتفاع أجرة اليد العاملة التي وصلت الى 20 دولارا في اليوم، والغليل، وقفص الشتول بقيمة 8 دولارات وصهريج المياه مليون ليرة، اضافة الى العمل في المحصول طيلة سنة كاملة وما يتطلبه من شك التبغ والتدنيك والتجفيف وتعريضه للشمس والهواء.
فقيه
وأوضح نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان ورئيس اتحاد نقابات التبغ في لبنان حسن فقيه لـ”الوطنية”، “ان مزارعي التبغ في الجنوب وبخاصة في القرى الامامية التي تتعرض للقصف والغارات لم يتمكنوا من إقامة المشاتل بفعل العدوان الإسرائيلي، لذلك يجب التعويض عليهم جراء خسارتهم الموسم ونزوحهم عن بلداتهم، من كفركلا وميس الجبل وحولا وعيتا الشعب وعيترون وبنت جبيل ومارون الراس ويارون والضهيرة ويارين. لذلك، اتفقنا مع المدير العام لرئيس مجلس ادارة الريجي المهندس ناصيف سقلاوي على آلية لدعم المزارعين، وكان متجاوبا بالكامل”.
ولفت فقيه الى “ان القنابل العنقودية الإسرائيلية لا تزال تشكل خطرا على المزارعين والرعاة وعلى كل نواحي الحياة ، فكما قد تم بالتعاون بيننا وبين الريجي في العام الماضي زيادة أسعار التبغ، فهذا ما نطالب به للمزارعين الذين شكلوا أيام الاحتلال بيئة المقاومة الشعبية وصمدوا في أراضيهم غير آبهين بتهديدات الاحتلال الصهيوني”.
ودعا فقيه الى “زيادة موازنة وزارة الزراعة والمشروع الأخضر وإعادة استصلاح الأراضي وإعادة مشروع التنمية الريفية والبيئية وتأمين المياه من خلال البرك وشق الطرقات الزراعية، وتأمين لقمة عيش كريمة للعائلات التي تعيش في الريف، مع تربية النحل ودعم القمح والزيتون والحمضيات والموز، فهذه كلها تؤمن مردودا جيدا وممتازا. ويبقى التبغ على رأس المحاصيل لتأمين العيش الكريم لـ 16 الف مزارع وأسرة وزراعة 50 الف دونم في الجنوب والمساحة نفسها في البقاع والشمال”.
بشار
من جهته، أكد رئيس اتحاد جبل عامل لنقابات العمال والمزارعين في لبنان علي بشارة”ان الجنوب منكوب زراعيا نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي تسبب باحراق 55 الف شجرة زيتون معمرة، كما طالت حرائقه أحراش الهبارية وعيتا الشعب والليطاني، لانه يسعى لتحويل ارضنا الى ارض محروقة ومعدومة الحياة”. وطالب “بتعويض المزارعين لا سيما مزارعي التبغ الذين خسروا الموسم الحالي بفعل العدوان الإسرائيلي”.
وطنية – علي داوود