صيف الجنوب على موعد مع خيم صور البحرية!
صور هي المحطة الفاصلة بين الحياة والموت. دقائق تفصل المقهى في أحد أزقتها، عن أقرب قرية تتعرض للقصف الاسرائيلي بصورة يومية. تناقض هجين يثبت أن ثقافة الحياة تغلب ثقافة الموت، وأن صوت ارتشاف القهوة أعلى من صوت المدافع المعادية.
تعد مدينة صور بوصلة سياحية مهمّة منذ عشرات السنين ومقصداً للسياح من الداخل قبل الخارج بفضل شاطئها التركوازي الرملي، وسلسلة المطاعم والمقاهي التي تقدّم “لقمة طيبة”، بالاضافة إلى الأحياء والشوارع القديمة التي تعرف بـ “حارة المسيحية” وتشعر الزائر كأنه في اسطنبول القديمة.
ولعل أبرز ما تعرف به هذه المدينة العريقة هي “الخيم البحرية”، التي تمتد على طول الشاطئ بانتظام، لاستقبال الهاربين من الحرّ.
بعد التردد والأخذ والردّ بسبب الأوضاع الأمنية القائمة في الجنوب، يشير رئيس البلدية حسن دبوق لموقع “لبنان الكبير”، الى أن البلدية ستبدأ بإجراءات تشييد الخيم التي يبلغ عددها 49 خيمة، بعد مشاورات جرت مع وزارة السياحة، وفي ضوء المجريات تقرر وضعها.
ويقول: “الشاطئ متنفس لكل لبنان وليس لأبناء المدينة فقط الذين ينتظرون هذا الموسم كمصدر لرزقهم، خلال الأشهر الأربعة من السنة”.
ويؤكد دبوق “العالم بدها تعيش، وسيقصدون البحر مع أو بلا خيم، فقررنا أن من الأفضل تنظيم هذا الأمر كونه أمراً واقعاً لا محالة، وأن يكون تحت نظر البلدية من ناحية التنظيم وتأمين السلامة”.
ومن المتوقع أن يبدأ الموسم الصيفي في 15 آيار، وسيعلن عنه بافتتاحية رسمية.
“اللبناني بيحب يعيش”، يقول صاحب الخيمة رقم “36” مرتضى مهنا، لموقع “لبنان الكبير”، فهم ينتظرون الموسم من سنة الى سنة، لافتاً إلى أن هذه الخيم تؤمن قوت عشرات العوائل من موظفين وغيرها.
إلاّ أن الخوف الحقيقي يكمن في إقتراب الاعتداءات من شاطئ صور، وعندها “سينضرب” الموسم. وعلى الرغم من التفاؤل الذي يعيشه أصحاب الاستراحات إلاّ أن الشعور بالخوف موازٍ.
يضيف مهنا: “سنباشر التحضيرات والتجهيزات مثل كلّ سنة ولو كلّفنا الأمر بعض المجازفة بالأموال، لأن كلفة التحضيرات تبدأ من الـ2000 دولار، ما عدا الرسوم المستحقّة للبلدية وغيرها. أمّا لناحية الأسعار فستبقى كما كانت العام الماضي، لأن العملة لم تتغير، بالاضافة إلى أن الوضع لا يحتمل أي زيادة في ثمن الخدمات”.
ويوضح مهنا أن الناس بدؤوا يقصدون الشاطئ منذ أسبوع، وبدأت المطاعم والمقاهي بالاستعداد أيضاً للموسم القادم.
لبنان الكبير – فاطمة البسام
لقراءة المقال على الموقع الاصلي :