سوق بنت جبيل… على سكة العودة
لم تهدأ طبول الحرب بعد، ولكن ما إن خفت ايقاعها حتى قرر بعض الجنوبيين العودة إلى ديارهم بعد سبعة أشهر قضوها في النزوح، وكأنهم يعلنون بأنفسهم وقف إطلاق النار الذي تعثّر على طاولات الحوار لأكثر من مرّة.
لم يخضع أبناء القرى لارادة الجيش الاسرائيلي كلياً، فمنهم من قرر الصمود على الرغم من الخطر والصواريخ، والبعض الآخر كان يقضي يومه في بيته، ومساءً ينزح إلى المناطق المجاورة التي تعد آمنة، ويعاود الكرّة كل يوم.
لعلَّ أهالي بنت جبيل الحدودية هم السباقون في حزم أمتعتهم والعودة إلى المنطقة ولو بصورة خجولة.
نازحة من بلدة بنت جبيل تؤكد لموقع “لبنان الكبير”، أن السكان لم يتركوا البلدة كلياً طوال فترة الحرب، بل كانوا يجتمعون في المناسبات، خصوصاً في مراسم الدفن والعزاء، وبعضهم كان يعود إلى البلدة عندما تهدأ الأمور.
وتقول مصادر: “الصيدلاني في بنت جبيل لم يقفل باب الصيدلية بتاتاً طوال فترة الاشتباكات مع العلم أن البلدة موازية للحدود، وبعض الآباء من أصحاب المصالح والمحال أمّنوا عيالهم في مناطق بعيدة عن المواجهات وظلّوا الى جانب رزقهم على الرغم من توقف الدورة الاقتصادية”.
أمّا سوق بنت جبيل، فبدأ يستعيد عافيته، والمتاجر التي تبيع المأكولات شرّعت أبوابها نهاراً، ومحال الثياب بدأت تضع قدمها على سكّة العودة.
صاحب متجر للحلويات في سوق بنت جبيل، علي محمد داغر، عاد إلى مزاولة مهنته وهي صناعة الحلو العربي وخصوصاً حلوى “المرشوشة” التي يشتهر بها، ويطلبها الزبائن من كل المناطق. ويشير لموقع “لبنان الكبير”، الى أنه فوجئ بحركة السوق والطلب على الحلويات، ففي يوم واحد استطاع أن يبيع 50 كيلو وهذا أمر جيّد بالنسبة الى الوضع الأمني الذي تعيشه المنطقة.
ويوضح داغر، أن الطلب من كلّ المناطق، عيترون، كونين، ميس الجبل، بيروت وغيرها، أمّا بعد الساعة 4 فتخف حركة الناس في السوق، “وكل حدا بيرجع لبيته”.
أمّا عن سبب عودته إلى المنطقة التي لا تزال تتعرض للقصف من وقت الى آخر، فيقول: “المصاري اللي كانوا معنا خلصوا، مش رح مدّ ايدي للعالم وفي عيلة برقبتي، وبعض المتاجر فتح من شهر رمضان، وماشي حالها، وبالنهاية محل بيشجّع التاني ليفتح”.
اللحام حسن بيضون، يقول لموقع “لبنان الكبير”: “في ناس بالبلد وفتحنا”. ويؤكد فكرة التشجيع التي اعتمدها التجار بين بعضهم البعض، “فاليوم هناك حوالي 40 متجراً تعمل بصورة طبيعية، وتلبي حاجات القرى المجاورة”.
ويصف بيضون الوضع الأمني بأنه “أصبح أكثر هدوءاً من قبل”، مشيراً إلى أن السكان اذا أرادوا أن يعودوا كلياً، فكل مقومات الحياة موجودة، باستثناء بعض أصوات القصف الذي قد يسمعونه بين حين وآخر.
أما رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزّي، فيرفض التعليق على الموضوع كونه “حساساً” على حدّ تعبيره، قائلاً لموقع “لبنان الكبير”: “سلامة الناس هي الأهم”.
لبنان الكبير – فاطمة البسام