المهن التجميلية Business مربح و”شغلة اللي ما عنده شغل”
تنتشر كل فترة أنباء عن عيادات تجميلية تنتحل صفة طبّية في مختلف المناطق اللبنانية، في حين لم تعد تقتصر النتائج على تشوهات دائمة يصعب تصحيحها، بل أدّى بعض الأخطاء إلى حالات وفاة نتيجة الحقن بمواد غير معروفة أو في أماكن خاطئة في الوجه أو الجسم.
أمّا أصحاب هذه المراكز في معظم الأحيان فيتمتعون بنفوذ قوي يضعهم فوق القانون وفوق أي حساب، ما يجعل الأمر ينقضي باقفال هذه العيادات بالشمع الأحمر لفترة وجيزة ريثما ينسى الناس ما حصل، لتعود وتكمل عملها بصورة طبيعية تحت اسم جديد.
وقبل أيام بدأ جهاز أمن الدولة بالتعاون مع وزارة الصحة، حملة واسعة من المداهمات في منطقة صور والجوار، لمراكز تجميلية غير مرخّصة، وكانت الحصيلة “تشميع” عدد منها في منطقة الحوش، الشهابية.
المستشار القانوني لوزير الصحة المحامي عمر الكوش أوضح لموقع “لبنان الكبير”، أن هذه الحملة أطلقها وزير الصحة فراس الأبيض بالتعاون مع أجهزة الدولة كافة، والقضاء، من أجل وضع حدّ للمخالفات التي بدأت تزيد بصورة كبيرة، وانتشار المراكز التي لا تستوفي الشروط القانونية.
وأضاف الكوش: “بسبب كثرة هذه المراكز أصبح من الصعب مسحها من وزارة الصحة نظراً الى قلّة الامكانات، فتحوّلت المهنة التجميلية إلى مجرد Business مربحة يتم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي”.
أّمّا المخوّلون الحصول على ترخيص لإنشاء مراكز تجميلية فهم أطباء ترميم الوجه والأسنان، الأنف والأذن والحنجرة، الجلد فقط لا غير.
وشدد الكوش على أن كل الحقن تحت الجلد تحتاج إلى ترخيص، مشيراً إلى أن جزءاً من المسؤولية يقع على المواطن كونه يقصد هذه الأماكن وبالتالي يشجع على وجودها بطريقة غير مباشرة.
كما أطلق الكوش صرخة باسم وزارة الصحة للمواطنين من أجل توخي الحذر: “الأمر فيه تشوّه وموت”، وعلى المواطن أن “لا يستسهل أو يستهتر”، داعياً الوسائل الاعلامية إلى نشر التوعية حول المخاطر بالاضافة إلى السعي لكشف هذه الأماكن.
أمّا من الناحية القانونية، فقال الكوش: “وزارة الصحة تتخذ الاجراء الاداري، كونها سلطة إدارية بإغلاق المركز بالشمع الأحمر ومن ثم تحيل الملف على القضاء المختص ليتخذ الاجراء المناسب بحسب المادة القانونية”.
مصدر من أمن الدولة أكد لموقع “لبنان الكبير”، أن الجهاز تحرّك وفق شكوى قدّمتها وزارة الصحة بهدف الكشف على عيادة تجميلية، وعندها تبين أن الشخص الذي يقوم بالحقن وغيره غير مرخّص له وبمعنى آخر “مش طبيب”. لذلك، طلبت الوزارة مؤازرة الأجهزة الأمنية لاستكمال الكشوفات.
وكمحصلة للجولة الأمنية التي قام بها أمن الدولة، عثر على سيدة تقوم بحقن أبر البوتوكس والفيلر داخل نادٍ رياضي، بالاضافة إلى عدة شقق تقدّم فيها هذه الخدمات.
وأضاف المصدر: “صارت شغلة اللي ما ملاقي شغل، يعني واحد بلا شغل بيجيب معدات وأدوية وبيعمل فيها وكيل لمنتج تجميلي معين”.
وبالنتيجة تم “تشميع” أكثر من 6 مراكز تجميلية، في مناطق صور، برج الشمالي، برج رحال وغيرها، واحالتها على القضاء.
أمّا المضحك الايجابي بحسب المصدر، فان “كل مركز مخالف فسّد على مركز تاني متله”. وشدد على أن الحملة لم تنتهِ بعد، والعديد من المراكز المخالفة “جاييها الدور”.
لبنان الكبير – فاطمة البسام
لقراءة المقال مباشرة من المصدر :