لبنانيات

“المينا” سفاح الطيور بلبنان

في تطور لافت، رصدت أعداد كبيرة غير مسبوقة من طائر المينا الشرس على السواحل اللبنانية خلال الفترة الأخيرة. هذا الطائر الذي يعتبر موطنه الأصلي في شرق آسيا والهند ودول الخليج، صنّفه خبراء البيئة والحياة البرية كواحد من الأنواع الأكثر خطورة على الصعيد العالمي. لذا أطلقت الجمعيات البيئية اللبنانية صرخة تحذيرية الى السلطات المعنية، داعية إلى اتخاذ إجراءات صارمة للتعامل مع هذا الوافد الغريب قبل أن يتسبب بأضرار بيئية واقتصادية.

وباتت ظاهرة إنتشار طائر المينا على السواحل اللبنانية من أبرز “التريندات” المثيرة للاهتمام على المستوى المحلي في الآونة الأخيرة، ما يتطلب تدخلاً سريعاً لمعالجة هذا التحدي البيئي الناشئ.

انتشاره في لبنان

هناك عدة تفسيرات محتملة لانتشار هذا الطائر في لبنان:

1- الاطلاق المتعمد: يرجح بعض الخبراء أن مجموعات من هذه الطيور أطلقها عمداً في لبنان هواة تربية الطيور أو من يهتمون بإثراء التنوع البيئي، بهدف إنشاء مستعمرات لهذا الطائر المتميز بجماله وقدرته على المحاكاة الصوتية.

2- الهجرة من البلدان المجاورة: نظراً الى وجود أعداد كبيرة من طيور المينا في بعض البلدان المجاورة للبنان، كمصر وفلسطين، فإن احتمالية وصول مجموعات منها إلى الأجواء اللبنانية عبر الهجرة الطبيعية تُعد سيناريو محتملاً لانتشارها.

3- الاستيراد التجاري: يُرجح خبراء أن بعض تجار الطيور قام باستيراد مجموعات من طير المينا من الخارج لبيعها في السوق المحلية لأنه يعتبر في الوقت نفسه من الطيور الجميلة شكلاً وقادراً على تقليد صوت الانسان كالببغاء، وهذا يمكن أن يكون قد ساهم في انتشاره في البيئة اللبنانية بعد هروبه أو إطلاقه عمداً.

مخاطر هذا الطائر

رئيس “ناشطون في حماية الحسون والطير البري” روجيه سعد، يتحدث عبر موقع “لبنان الكبير” عن خطر طائر المينا الدخيل على النظام البيئي في لبنان، موضحاً أن منظمة الأمم المتحدة وضعته ضمن قائمة أخطر الطيور الدخيلة. وعلى الرغم من أن لبنان ليس موطنه الأصلي، إلا أنه يشكل خطراً كبيراً على الطيور الأخرى. وطبيعة هذا الطائر العدوانية تجعله لا يتسامح مع وجود طيور أخرى بالقرب منه، خصوصاً خلال موسم التزاوج.

نتيجة لذلك، يلاحظ سعد انخفاضاً في أعداد بعض أنواع الطيور الأخرى في عدد من مناطق بيروت، مثل الدوري واليمام، بسبب هجمات طائر المينا عليها. ويشبه هذا الطائر بـ”العدو الاسرائيلي” كونه يحب الانفراد بوجوده من دون أي طائر شريك من نوع آخر، محذراً من أن استمرار انتشاره قد يؤدي إلى اختفاء معظم الطيور الأخرى في المنطقة. على الرغم من جماليته، إلا أن طائر المينا خطير على البيئة لقدرته على أكل كل شيء، ومع ذلك، لا يشكل أي خطر على الإنسان. ويدعو سعد إلى ضرورة السيطرة على انتشار هذا الطائر الدخيل لحماية التنوع البيولوجي في لبنان.

الحد من مخاطره

كما يشير سعد الى أنه اقترح إدراج طائر المينا ضمن قائمة الطرائد، بحيث يفتتح موسم الصيد مرة واحدة سنوياً في شهر أيلول، وذلك نظراً الى عدم وجود هذا الطائر ضمن اللائحة حالياً، وبهذا نستطيع الحد من المخاطر الكبيرة التي يجلبها. وبالتالي يكون هذا الاقتراح منظماً بموجب قوانين معينة، مثل أن تكون عملية الصيد على بُعد لا يقل عن 500 متر عن المنازل خصوصاً أن هذا الطير يكون قريباً من البيوت، وأن يكون الصيد محدوداً ضمن عدد معين فقط، وليس بصورة عشوائية للجميع، لأن لا هدف من القضاء على كل هذه الطيور في لبنان مع مراعاة الجوانب الجمالية والثقافية لطائر المينا، والذي ينم عن رؤية واعية وحساسة تجاه الحفاظ على التنوع الحيوي في المنطقة.

لبتات الكبير – عمر عبدالباقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى