كلمة رئيسة الجامعة العربية المفتوحة في لبنان الدكتورة يارا حمدان العبد الله في ” مؤتمر الذكاء الاصطناعي في التعليم : من التحديات الى الفرص “

نظم موقع النبطية 22 المؤتمر الاول في الجنوب حول الذكاء الاصطناعي تحت عنوان ” الذكاء الاصطناعي في التعليم : من التحديات الى الفرص ” بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة وبرعاية النائب الدكتور أشرف بيضون في قاعة المؤتمرات في منتجع شمس الاصيل في كفروة – النبطية .
افتتح المؤتمر يوم الجمعة 11 نيسان بجلسة صباحية شارك فيها حشد من الفعاليات التربوية والعلمية والاجتماعية ومدراء الجامعات والمدارس ومختصون في الشأن التربوي والتكنولوجي .
وألقت رئيسة الجامعة العربية المفتوحة في لبنان الدكتورة يارا حمدان العبدالله كلمة في افتتاح المؤتمر قالت فيها
” نلتقي اليوم على أرض الجنوب الحبيب الذي تعمد بدماء شهدائنا الأبرار الذين أثبتوا على مر التاريخ أن الجنوب عصي على الغزاة وأنه مهما اشتدت المحن ينتفض ليثبت للجميع أن جبل عامل لطالما كان منبع العلم والعلماء وملتقى المفكرين.
واضافت ” يسر الجامعة العربية المفتوحة في لبنان أن تشارك في هذا المؤتمر العلمي الهادف والذي يتناول أحد أهم المواضيع في عصرنا الحالي ألا وهو الذكاء الاصطناعي ودوره في التعليم والتعلم ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في مرحلة نشهد فيها تحولات جذرية في قطاع التعليم العالي عالميا نظرا للتطور السريع للتكنولوجيا والتحول الرقمي ما يستوجب علينا في لبنان وفي الجنوب خاصة العمل بجدية وحكمة لمواكبة هذه التطورات والاستفادة منها ومن إيجابياتها وذلك إيمانا منا بأهمية الابتكار والتطور التكنولوجي في تطوير العملية التعليمية وتعزيز جودة ونوعية المعرفة” .
وأضافت الدكتورة حمدان العبدالله “لقد بات الذكاء الاصطناعي أحد أبرز ملامح الثورة الرقمية الحديثة ومكونا أساسيا في التعليم الحديث حيث يتيح فرصا كبيرة ونوعية لتحسين جودة وطرق التدريس وتوفير بيئة تعليمية أكثر تفاعلية وتكيفا مع احتياجات الطالب بوسائل لم تكن متوفرة سابقا من خلال أنظمة تحليل البيانات الضخمة وتسهيل البحث العلمي وتطوير إداء الطالب ورفع مستوى التفاعل بين الطلاب والمعلمين ورغم هذه الفوائد الكبيرة لا يمكننا إغفال التحديات والمخاطر التي ترافق استخدام الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات بما في ذلك التعليم والتي تستوجب علينا الحذر والاحتياط والتخطيط السليم لضمان استخدامه بطرق تخدم الإنسان والطالب والأستاذ ولا تستبدله أو تستغني عنه فهناك مخاوف ومخاطر شديدة من الاعتماد المفرط على التكنولوجيا على حساب التفاعل الإنساني الذي يبقى العنصر الأساسي في العملية التعليمية لا يمكن استبداله بالأنظمة الذكية فضلا عن أن الاستخدام المفرط لأنظمة الذكاء الاصطناعي يؤدي حتما إلى تراجع مهارات التفكير والابتكار والإبداع والنقد الشخصي لدى الطالب إذا لم يحسن استخدامه بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بأمن البيانات وخصوصية المستخدمين مما يوجب ضمان حماية بيانات الطلاب والمعلمين ومنع أي انتهاك لها واستخدامها بطرق غير مشروعة”.
وشددت الدكتورة حمدان العبدالله على أن ” الفجوة الرقمية في لبنان اليوم قد تعيق تحقيق الاستفادة العادلة من هذه التقنيات حيث أن العديد من المناطق والمؤسسات لا زالت تفتقر للبنية التحتية وللموارد اللازمة للاستثمار والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي مما سيؤدي إلى تهديد التنوع الثقافي وزيادة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية الأمر الذي يستدعي تكاتف الجهود لضمان وصول الجميع إلى الفرص المتكافئة في التعليم وفي هذا الإطار وفي ظل هذه التحديات نؤكد حرص الجامعة العربية المفتوحة في لبنان وإيمانها الدائم والعميق بأن مسؤولياتها لا تقتصر على تقديم المعرفة لطلابها فقط من خلال دمج التكنولوجيا الحديثة في برامجها الأكاديمية واستخدام التقنيات الرقمية لتعزيز وإغناء وتسهيل تجربة التعلم بل تشمل أيضا مسؤولية اجتماعية وطنية تتمثل بدعم وتمكين أفراد المجتمع من شتى الأعمار والفئات للتزود بالمهارات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية والاستفادة منها بشكل إيجابي” .
وختمت الدكتورة حمدان العبدالله قائلة ” من هنا تأتي شراكتنا ومشاركتنا في مؤتمر اليوم لاننا في الجامعة العربية المفتوحة نؤمن بأن التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي يجب أن يستثمر بحكمة ومسؤولية وشفافية كي يبقى في خدمة الإنسان لتوسيع فرص التعلم وتعزيز الابتكار والإبداع وتعزيز قدراتنا التنافسية فيبقى الإنسان هو محور العملية التعليمية وهو الباحث والمفكر والمبتكر والمبدع والمستفيد الأول من هذه التقنيات التي لا يجب أن تصبح بديلا عنه ومن هذا المنبر ندعو إلى تعزيز الحوار بين الأكاديميين والخبراء وواضعي السياسات لضمان الاستخدام الرشيد والحكيم للذكاء الاصطناعي بما يؤمن الالتزام بالاخلاقيات ويضمن توفير الجودة والشمولية في التعليم ” .