الجراحة الروبوتية تتقدم في لبنان.. وداعاً للجرّاحين؟

فرضت طفرة الذكاء الإصطناعي والثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، نمطاً جديداً من التطور في شتى المجالات، ولبنان ليس بعيداً عنه. من هنا، بدأت الجراحة الروبوتية تتخذ مكانتها الخاصة على الساحة الطبية، ما قد يحقق حلم لبنان بالعودة الرائدة إلى السياحة الصحية.
وعلى الرغم من حداثة مفهومها في لبنان، إلا أن الجراحة الروبوتية ليست جديدة على عالم الطب عالمياً، وكما يدل اسمها، فهي تتمّ بواسطة روبوت، مهمّته مساعدة الطبيب على إتمام عملية جراحية. وبطبيعة الحال، لم يحلّ الروبوت بعد بشكل تامّ محلّ الجراح، إنّما يساعده على إنجاز المهمة تحت إشراف الطبيب طبعاً.
وعندما يقرر المستشفى اقتناء روبوت لضمّه إلى طاقمه، يتدرّب عليه الفريق الطبي بكامله لمدة لا تقل عن الستة أشهر لضمان حسن العمل وسيره أثناء الجراحة، ما بين الروبوت والممرضين والجرّاح، علماً أن مجمل المستشفيات لا تجري عمليات على المرضى فوراً، إنما يتمّ التدرب على الحيوانات أولاً.
وفي غرفة العمليات، تتم الجراحة الروبوتية عبر المنظار من خلال شقوق بسيطة تدخل عبرها الأجهزة، وهنا يأتي دور الروبوت الذي تقع عليه مهمة الإمساك بأطرافه بالمعدات اللازمة لتحريكها، بينما يكون الجرّاح في غرفة التحكم حيث سيحرّك الروبوت والمعدات ويشاهد ما يحصل من خلال شاشة ثلاثية الأبعاد.
أهمية الروبوت في العملية الجراحية، تكمن في الدقة التي يقدّمها من خلال أطرافه الثابتة والتي يمكن تحريكها بشكل دقيق في شتى الاتجاهات، كما أن الصورة التي يمكن تكبيرها على الشاشة تقلّص الخطأ بنسبة كبيرة.
كما أن من حسنات هذه التقنية أن الجرح يكون أصغر ومدة الإستشفاء أقصر كما أن الألم أقل، إلا أنه لا يمكن الجزم بأن التعقيدات التي تحصل في الجراحات التقليدية في المجمل ليست موجودة على الصعيد الروبوتي، لأن الأمر رهن مهارة الجراح في إدارة الروبوت.
إلا أنه في الوقت عينه، تبقى الكلفة المرتفعة المترتبة عن اعتماد الجراحة الروبوتية في كل المستشفيات اللبنانية عائقاً أمام هذا التقدم التكنولوجي الكبير.
من هنا، تجدر الإشارة إلى أن المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC) نجح بإجراء عملية جراحية روبوتية كانت الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة من خلال تطبيق تقنية الواقع المعزّز، وتمّ استخراج ورم من كلية المريض من دون إلحاق أي ضرر بها.
كما أن مستشفى أوتيل ديو دو فرانس وقّع اتفاقًا مع جامعة القديس يوسف لتقديم نظام الروبوت الجراحي “فيرسيوس”في لبنان، الذي يتميز بفوائد تجعله الخيار الأمثل في العمليات الجراحية الروبوتية.