الأسواق إنتعشت بنسبة 25 بالمئة والسماح بعودة الخليجيين رفعت مبيعات مواد البناء والمفروشات

منذ بداية آذار الماضي تتحضّر الأسواق التجارية لصيف واعد، بعد ركود كبير بدأ من أواخر العام 2023 وعلى إمتداد 2024، بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان، ويتزامن ذلك مع جهد رسمي لرفع الحظر عن سفر رعايا دول الخليج إليه وهذا ما حصل. حاليا حركة الاسواق إنتعشت بنسبة 25 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام 2024، ويُسجل نشاط جيد في سوق مواد البناء والتجهيزات المنزلية والالكترونية والمفروشات، بسبب أعمال الصيانة التي يقوم بها الرعايا العرب، الذين يملكون منازلا لهم في لبنان وبعد أن غابوا عنها لسنوات. أما سوق الذهب والمجوهرات والألبسة، فمن المتوقع أن يشهد نشاطا جيدا خلال الصيف بسبب مجيء المغتربين والسياح العرب.
أسواق بيروت تستعيد أنفاسها
الجولة على أسواق بيروت تُظهر إعادة إفتتاح شركات تجارية لفروع لها في الوسط التجاري، بعد إقفال دام سنوات بسبب الركود الإقتصادي، ويافطات مُعلقة على محلات تجارية أخرى تعلن لزوار السوق، بأن هناك مزيدا من الشركات والمطاعم ستُعيد فتح فروعها قريبا. ونتيجة لهذه العودة عمدت الشركة المُشغلة لمواقف السيارات في أسواق بيروت، إلى إعادة فتح أحد الطوابق لركن السيارات، بعد أن كانت أقفلت طابقين في السنوات الماضية وأبقت على طابق واحد يُسمح للزوار بركن سياراتهم فيه، توفيرا للمصاريف التشغيلية، كما يقول أحد المسؤولين في الشركة ل”ليبانون ديبايت”، لافتا إلى “أنه منذ عيد الفطر الماضي إزداد عدد رواد السوق مع إفتتاح المحال التجارية لأبوابها”.
التنير: نتوقع موسم تجاري واعد
يتوقع نائب رئيس جمعية تجار بيروت جهاد التنير “موسم تجاري واعد”، شارحا ل”ليبانون ديبايت” أن “هذا التوقع يعود لسببين، الأول هو الإنفتاح العربي تجاه لبنان والسماح لمواطنيهم زيارة ربوعنا، ولا سيما من دول الخليج ورفع الحظر عن سفرهم إلى لبنان”، ويشير إلى أن “هذا الأمر سيؤدي إلى نشاط تجاري من ناحيتين، الأول أن المواطنين الخليجيين الذين يملكون منازل في لبنان، سيقومون بعملية صيانة لمنازلهم وسيُحرك القطاعات المتعلقة بهذه الصيانة، ولاسيما على صعيد التجهيزات المنزلية، الإلكترونية ومواد البناء والمفروشات وهذا ما نلحظه منذ بداية الشهر الحالي، بالإضافة إلى نشاط في إستهلاكي لأن القادمين سيعمدون إلى شراء حاجياتهم والتسوق”.
يضيف:”نحن نعوّل أيضا على المغتربين اللبنانيين، حيث نتوقع أن تكون أعدادهم كبيرة هذا العام بحسب ما تبيّن حجوزات مكاتب السفر. وهناك شركات طيران جديدة ستدخل السوق اللبناني لتغطية الإقبال الكثيف على السفر إلى لبنان، لذلك نأمل أن يكون الموسم القادم واعدا تجاريا”، لافتا إلى أن “القرار السعودي الأخير برفع الحظر عن السفر إلى لبنان سيساعد إيجابيا، بالإضافة للتطورات السياسية الايجابية التي تحصل في المنطقة، وهذا يسمح للبنان بأن يكون منصة لإعادة إعمار سوريا، ويخفف عبء النازحين السوريين الموجودين فيه”، ويشدد على أن “كل ذلك سينعكس على الأسواق وسيساهم في إنعاشها، وسيؤدي إلى إفتتاح فروع شركات جديدة وفرص عمل جديدة. صحيح أن هذا النشاط لن يشمل كل القطاعات الإقتصادية بل هناك قطاعات ستنشط أكثر من أُخرى، ولكن بشكل عام ستدخل هذا النشاط أموال “كاش” إلى البلد ويُحسن الحركة التجارية”.
يرى التنير أنه “لا يمكن توقع رقم للنشاط الإقتصادي القادم، ولكن يمكن القول أن الفصل الأول من هذا العام شهد إرتفاعا في النشاط الإقتصادي بنسبة 25 بالمئة، مقارنة مع الفصل الاول من العام 2024. كما أن الفصل الرابع من العام 2024 كان أقل بكثير من الفصل الرابع ممن العام 2023 بسبب الحرب. ومن هنا يمكن القول أن الوضع يتحسن شيئا فشيئا، والتحسن الحاصل اليوم هو بنسبة 25 بالمئة، على أمل أن يتجاوز هذه الحدود في القريب العاجل”.
الحمرا ..البيع في الاعياد
في شارع الحمرا الحركة لم يطرأ عليها تغيير جذري، كما يقول أحد أصحاب متاجر العطور في الشارع الرئيسي ل”ليبانون ديبايت”،لافتا إلى أنه “بعد إنتهاء الحرب، كانت حركة البيع تنشط وتخبو بحسب الأعياد، ولذلك سجلت مبيعاته إزديادا في عيد العشاق والأمهات ونشطت قليلا في عيد الفطر، أما حاليا فحركة البيع جامدة ويعوّل على أن تنشط بدءا من الشهر القادم مع مجيء المغتربين والسياح العرب”.
يصف رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني ل”ليبانون ديبايت” حركة البيع في سوق الحمرا أنها “في أدنى مستوياتها”، لافتا إلى أن “هذا الوضع مستمر منذ بداية حرب الإسناد، والتجار مستمرون بسبب بدلات الإيجارات المنخفضة التي تساعدهم على الصمود وحين ترتفع بدلات الإيجار سيقفلون محالهم”.
ويختم:”الى الآن لا نزال على حالنا، ووجود مغتربين وسيّاح عرب سيحسن الأوضاع بلا شك”.
جونية والكسليك .. تحضيرات على قدم و ساق
في أسواق جونية والكسليك، تبدو التحضيرات لإستقبال القادمين من لبنانيين وخليجيين ناشطة أيضا. محال تجارية تجدد ديكوراتها وتزيد من كمية بضائعها، وأصحابها يتابعون التجديدات الجارية لتحسين الشوارع والأرصفة الشوارع في السوق .
حكيم: نحن في مرحلة جديدة على كل الاصعدة
يؤكد رئيس جمعية تجار جونية وفتوح كسروان جاك حكيم ل”ليبانون ديبايت” “أننا في مرحلة جديدة على كل الأصعدة. في الموضوع الاقليمي وتعاطي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مع أهلنا في الخليج العربي من أجل عودتهم إلى لبنان، سواء في دولة الإمارات أو الكويت وقريبا السعودية، والاجواء داخل البلد أكثر إستقرارا من قبل”، مشيرا إلى أن “إنتخاب مجلس بلدي جديد في جونية هو تطور إيجابي، ونحن على تواصل مع أعضاء المجلس منذ إنتخابهم للعمل من أجل مصلحة المدينة، والقطاعات الانتاجية والاسواق التجارية، والجمعية تنشط من أجل تأمين الاضاءة وإعادة تأهيل المتاجر لإستقطاب السيّاح في أسواق جونية والكسليك. ونتحضر أكثر للموسم الصيفي القادم ونأمل خيرا “.
يضيف:”التجار حاضرون لإستنهاض السوق، وعند المرور في سوق جونية نرى أن هناك تجديد لكل المؤسسات التجارية (تنظيف- تجديد الديكورات وتحضير واجهات المحال)، وأؤكد أنه إذا لم يحصل أي شيء غير طبيعي، فالمرحلة واعدة والقطاع التجاري في جونية وكسروان الفتوح في أعلى جهوزيته لإستقبال التجار والزبائن”.
جبيل … التحضيرات لم تبدأ بعد
في سوق جبيل التحضيرات لم تبدأ بعد على حد تعبير رئيس جمعية تجار جبيل فوزي صليبا ل”ليبانون ديبايت”، لافتا إلى أن “الجمعية تنتظر تسلم المجلس البلدي المُنتخب لمهامه، لكي يتم تنسيق الإجراءات الواجب إتخاذها تحضيرا للموسم القادم، والأسبوع القادم هو موعد لتحديدها و البدء فيها”.
يضيف:”تحركت أسواقنا في فترة الاعياد (الألبسة والاحذية)، ونحن ننتظر في جبيل مجيء المغتربين لتحسن حركة الأسواق. وبعد تحرك فخامة الرئيس جوزاف عون تجاه دول الخليج، ورفع الحظر عن سفر رعاياهم إلى لبنان، نتأمل بزيادة النشاط الإقتصادي بشكل جيد”.