أخبار النبطية

الطفل محمد احمد حيدر من بلدة عربصاليم الجنوبية أصغر رسام أوتوكاد في لبنان

هذا المقال لا يختصر تجربة طفل واحد انما يتعداه ليكون ومضة ضوء لتوجيه مسارات اطفالنا منذ الصغر الى مجالات و علوم و مهارات تستكشف ابداعاتهم و تلحظ قدراتهم و تطور مهاراتهم سعياً نحو مستقبل أفضل بفرص نجاح اكبر و فرص عمل اكثر .

اصغر رسام اوتوكاد في لبنان هو الطفل محمد احمد حيدر من بلدة عربصاليم الجنوبية يبلغ من العمر ثمانية أعوام و هو في الصف الثاني الأساسي،لكن لم يُخفِ محمد شغفه بتعلم برنامج الاوتوكاد حيث طلب من والدته تعليمه الاوامر الرئيسية ليتمكن من رسم قطعة Lego بطريقة ثلاثية الابعاد و لم يستغرق الموضوع اكثر من ثلاثة ساعات حتى تمكن محمد من رسم القطعة التي أرادها.

يعلق احد الخبراء التربويين :


” ان تعلم الاطفال هذه المهارات في عمر مبكر هو دليل اساسي على انه من واجبنا استغلال التكنولوجيا لاكساب الاطفال المهارات اللازمة مع وجود الرقابة الكافية من الأهل و توجيه الطفل نحو ما ينفعه و إبعاده عن البرامج و التطبيقات المؤذية و التي تؤدي الى ضياع وقته و ضعف تركيزه و انتاجيته التعليمية .”

تضيف والدة محمد الأستاذة مي سعادي :” انها رغبته الشخصية بالتعلم و قد حضر دورة اوتوكاد للكبار في البلدة كنت أقدمها و استطاع اكتساب بعض المعلومات و لكنني لم انتبه انه كان يتابع الدورة و اعتقدت انه كان يلعب او يقرأ قصص الأطفال ،و من أجل تحفيزه للاستمرار في التعلم أهداه والده جهاز لابتوب يحتوي البرنامج و قد كان في غاية السعادة بعد حصوله على هذه الهدية و تشجيع والده له فصار يستغل اوقات فراغه لمشاهدة الفيديوهات التعليمية لهذا البرنامج على قنوات اليوتيوب، علماً أن محمد لديه عدة هوايات أخرى مثل جمع العملات من مختلف انحاء العالم،تركيب قطع lego بأشكال مختلفة ،رسم و تصميم مركبات و غواصات و شخصيات خيالية ،كما أن لديه شغف بالعزف على البيانو و هو متفوق في مادة الرياضيات…”

ختاماً ،ليس بالامر المعقد او المستحيل ان يتعلم طفل الثماني سنوات الرسم التقني و لكن المغزى الأساسي أن نوجه اطفالنا نحو ما ينفعهم في ظل انتشار المواقع التافهة و التطبيقات التي تستنفذ طاقة الطفل و تركيزه و تجعل جل اهتمامه الفوز الوهمي في العاب افتراضية تشجع على العنف و هنا يكمن دورنا كأهل،أمهات و آباء ، فمن واجبات الوالدين العمل على تطوير مهارات الأبناء وهواياتهم وذلك بمحاولة اكتشافها وتنميتها و الوعي مطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى و نحن نحمل أمانة تجاه الأجيال القادمة،فأي جيل نصنع ؟ اي قادة نصنع؟ أي وطن نصنع؟ و نحن نعتمد الرعاية بدل التربية و نتنصل من واجباتنا و نحرم اطفالنا ابسط حقوقهم بأن نكون قدوة لهم و نمكنهم بالمهارات اللازمة لمواجهة الحياة و التحضير للمستقبل.

znn

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى