من هو ” زورو ” الذي اتى من فرنسا الى لبنان وماذا يفعل في بيروت ؟
كما ذكرت “نداء الوطن” أمس، فإن بين المحققين الأوروبيين الموجودين في بيروت حالياً محققاً فرنسياً اسمه سيرج تورنير.
وفقاً لتحقيقات اعلامية فرنسية، يلقب في بعض الدوائر القضائية والسياسية في باريس بـ “زورو” ، بالنظر الى سريّته التامة بعيداً عن الإعلام والاستقبالات العامة والخاصة، في الوقت الذي نذر فيه نفسه بلا هوادة لمحاربة الفساد وتبييض الأموال والتهرب الضريبي وكافة انواع الجرائم المالية لا سيما تلك المتصلة بالكبار والنافذين.
في تاريخه جملة انجازات يعرفها القضاء الأوروبي جيداً مثل ملاحقته سياسيين ورجال أعمال من الصف الأول (نيكولا ساركوزي، وفرانسوا فييون، وبرنار تابي، فانسان بولوريه، وسيرج داسو…)، حتى بات مهاباً جداً من الأسماء اللامعة والنافذة في فرنسا.
سيرج تورنير في بيروت حالياً الى جانب القاضية الفرنسية أود بوريسي التي تحقق في شبهات جرائم مالية ارتكبها حاكم مصرف لبنان وآخرين اطلقت عليهم وصف “عصابة أشرار”.
يتوقع ان تنتقل بوريسي هذه السنة الى موقع آخر في السلك القضائي الفرنسي، ويخلفها في الملف اللبناني تورنير، لكن ليس قبل أن تصدر بوريسي القرارات الظنية والاتهامية، وهي بدأت بذلك.
معروف عن تورنير أنه بدأ حياته المهنية في ملاحقة العصابات والخارجين على القانون في اصعب مدينتين فرنسيتين: مارسيليا وأجاكسيو عاصمة كورسيكا.
ترك بصمة خاصة في تفكيك وضرب عصابات ومافيات عجز عنها كثيرون قبله. وبانتقاله الى باريس استكمل عمله في ملاحقة الكبار النافذين الذين استجوبهم وعاملهم كما كان يستجوب صغار المجرمين في جنوب فرنسا. لم يغير طريقته لمجرد أن أمامه سياسياً كبيراً او رجل أعمال ثرياً. يتجرد تماماً من هوية الشخص الذي يستجوبه، ويحقق بطريقة لا تواطؤ فيها ولا تسويات ممكنة من اي نوع كان حتى تبادل البسمات غير ممكن. أجل، باستطاعته اجراء تحقيق لمدة 8 ساعات متواصلة من دون بسمة ولا اي انفعال آخر سلباً أو ايجاباً!
يقول عارفوه انه “صارم وبارد الأعصاب، وله لمسة خاصة لا يجاريه فيها أحد مهما كان ضليعاً في التحقيقات وفقاً للقوانين المرعية الإجراء”. ويضيف هؤلاء أنه “احيانا يتعامل مع محامي وموكلي المتهمين كتعامله مع المتهمين انفسهم، وهو جاهز لمداهمة مكاتب المحاماة عندما يرى هو ضرورة لذلك”.
تعلم كثيراً من ملاحقة صغار المجرمين ويطبق طريقة ملاحقة كبارهم بنفس الطريقة، حتى لو اضطره الأمر الى طلب التنصت على مكالماتهم وفقاً للقوانين ذات الصلة.
ويقول احد المحامين في باريس ان سيرج تورنير مبدع في طريقته، لا يمكن أن تؤخذ عليه شائبة من نوع الضغط المبالغ به للحصول على اعترافات. يحضّر اسئلته جيداً ويطرحها سهلة متسلسلة ومنطقية في الشكل، ومفخخة بحبكة رهيبة في المضمون كي يقع المشتبه به في تناقضاته بأيسر السبل”.
احد القضاة الذي تعامل معه يؤكد “شدة ذكائه بمعدل يفوق المتوسط بكثير”، مشيراً إلى “طريقة خاصة في طرح الأسئلة، بحيث لا يشعر الذي أمامه الا بضرورة التعاون”.
هذا ما ينتظر “بنكرجية لبنان” كما تؤكد مصادر متابعة لملف رياض سلامة وآخرين. وعلى صعيد متصل، تردد أمس ان مدير التنظيم والتطوير في مصرف لبنان رجا بوعسلي قد يكون قدم استقالته من منصبه، علماً بأنه مطلوب للتحقيق معه في الأيام المقبلة ضمن عدد من الشهود والمشتبه بهم بالنسبة للمحققين الأوروبيين.
ولا تستبعد مصادر متابعة رغبة بوعسلي بالمضي قدماً في التعاون مع القضاء الأوروبي كما فعل نبيل عون قبله، ويرجح أن مروان خير الدين سلك الطريق عينه. علماً بأن خير الدين مطلوب منه العودة الى باريس الشهر المقبل تأكيداً لرحلة التعاون التي بدأها، والتي لا تلغي الاتهامات الممكنة بل قد تخفف من وطأة المحاكمات اذا توصل المحققون الى ضرورة محاكمته.
وكالات