النازحون السوريون في الجنوب : “الضغط” في البيسارية وكفررمان
تشكّل قرى الزهراني، النبطية ومرجعيون منطقة التجمّع الأكبر للنازحين في الجنوب. في بلدة البيسارية وحدها يوجد أكثر من 4 آلاف نازح. تجاوزوا عدد السكّان الأصليين، ويشكلون عبئاً على البنى التحتية من كهرباء ومياه… معظمهم يعمل في البساتين المجاورة وفي قطاع البناء. يستفيدون من دعم الأمم unhcr ومن جمعيات مانحة، والتي تدخل البلدات ذات الاكتظاظ السوري، وتوفّر فرص عمل لهم، ولو على حساب اللبناني. إحدى الجمعيات الإيطالية الناشطة في تقديم العمل مقابل الغذاء تركّز مشاريعها على دفع راتب للنازح لقاء قيامه بأعمال نظافة في البلدة المضيفة، وهذا جزء من تثبيت وجودهم في القرى.
6000 في كفررمان
في كفررمان قضاء النبطية، أكبر تجمّع، يضمّ حوالى 6 آلاف نازح تقريباً، يعيشون في مجمّعات سكنية، ويتلقون الدعم من المنظمات الأجنبية. يرفضون العودة إلى سوريا، تحت ذريعة الأزمة الإقتصادية الضاغطة في بلادهم وغياب فرص العمل. يفضلون البقاء في لبنان نظراً لرفاهية الحياة التي يحظون بها: بدل إيجار منزل، بطاقة مالية، بطاقة غذائية، طبابة، تعليم، وغيرها.
ينحصر وجود النازحين في قضاء مرجعيون، في أكبر تجمّع لهم في إبل السقي، حيث يقع مخيم مرج الخوخ، يقدر عددهم بنحو 3 آلاف نازح. قبل يومين داهم الجيش اللبناني المخيم وأوقف نازحين لا يملكون أوراقاً ثبوتية. أما في قرى بلاط، مرجعيون، ابل السقي، القليلة، كفركلا، الخيام، فيبلغ عدد النازحين حوالى 8000 سوري. في مرجعيون المدينة يحتلون كل المنازل تقريباً. معظم أبناء مرجعيون خارجها، يتوزع هؤلاء في القرى المسيحية، نظراً لتوفّر منازل للإيجار. لا إحصائية دقيقة حول أعدادهم، فالبلديات أعلنت عن البدء بخطة لتنظيم وجودهم وإحصاء أعدادهم بعد الإعتداء على شرطي القليعة.
في مخيمات الوزّاني «سردا»، «العمرا» وغيرهما، وعددها 23 تجمّعاً، يبلغ تعداد النازحين حوالى ألفي نازح سوري، غالبيتهم يعملون في الزراعة، ويحكى أنهم يزرعون كل الأراضي التابعة للمطرانية الكاثوليكية والمارونية في الوزّاني، وتشكّل اليد العاملة السورية العمود الفقري للزراعة في المنطقة.
ويلفت أهالي المنطقة إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن اليد العاملة السورية، فمعهم ازدهر القطاع الزراعي، ويعود وجود هذه اليدّ في لبنان إلى ستّينات القرن الماضي.
في كل مخيم «شاويش» هو الآمر الناهي، ممنوع مخالفة أوامره، ويأتمر بقراراته كل سكان المخيم، سواء مرج الخوخ، أو الوزاني. ووفق المعلومات فإن كل شاويش يفرض أنظمته الخاصة، في مرج الخوخ مثلاً يوجد 4 أشاويش ولا يمكن الدخول إلى المخيم إلا عبر واحد منهم.
على بعد أمتار من مخيم مرج الخوخ، تقع بلدة الخيام، التي تضم قرابة 1500 نازح داخلها، يستأجرون المنازل ويعيشون من أموال المنظمات الأجنبية ومن أعمالهم في الزراعة والباطون.
في بلدة الطيبة، لا يتعدى عدد النازحين الـ860، البلدة التي تصدّرت الأخبار ومواقع التواصل، بعد كتابة عبارات «داعشيّة» على جداري مبنيي البلدية والمدرسة. تشير المعلومات إلى أن ما كتب قد يكون رسالة مباشرة الى إثارة ملَفّ النزوح بطريقة عنصرية، وذهب البعض إلى حدّ الخوف من تحريك الخلايا النائمة، التي قد تؤجج حدة الصراع في هذا الملفّ.
وفي قضاء بنت جبيل يقدّر عدد النازحين بـ2000، وهو الأقل تجمّعاً للنازحين. وقد باشرت البلديات بتسجيلهم، ومنع العمل لمن لا يملك كفيلاً، فارضة شروطاً كثيرة وفق خطَّة تهدف للحدّ منهم، ولكن هل تنجح؟ أما في صور فيحتلّ البرج الشمالي النسبة الأكبر، ويضم وحده 4 آلاف نازح يتوزعون داخل مخيم البرج وخارجه.