علي ناصر ابن بلدة دير سريان تحدى الواقع بزراعة الزعتر وباتت مصدر رزقه
ينتظر علي موسم الزعتر البرّي سنوياً، ليبدأ قطافه متجوّلاً بين الحقول. تحوّل إلى فرصة عمل لكثيرٍ من الشباب. قطاعه «مربح» ويباع بـ»الفريش دولار»، ويدخل في الصناعات الطبية أيضاً، لكنّ الجزء الأكبر منه يُخصّص «للمناقيش» كما يستخدم لسلطة الزعتر التي تُزيّن موائد الجنوبيّين هذه الأيام.
إنطلق موسم الزعتر البرّي في بلدة دير سريان الجنوبية، وبدأ الشاب علي ناصر رحلة القطاف التي تحوّلت إلى فرصة عمله في هذه الأيام. الموسم جيّد، كما يقول. لم ينتظر الدولة لمكافحة البطالة، رافضاً الإستسلام. يريد أن يكافح لأجل لقمة عيشه. وقول علي المنهمك في قطاف الزعتر: «أعمل في كلّ شيء شرط أن لا أكون عاطلاً عن العمل».
مع ساعات الصباح الأولى، يبدأ مشواره في حقول البلدة. يقطف ما تقدّمه الطبيعة وكرمها، يحرص أن يقصّه من دون إقتلاعه، كي يحافظ على استمراريته.
يعتبر موسم الزعتر من أهم المواسم الجنوبية، فهو يفتح زمن المونة البلدية، ويعدّ أبرزها. يمضي ساعاته في القطاف، قبل أن يأتي به إلى منزله، يُنظفه و»يفرط» أوراقه ليجفّفها تحضيراً لبيعها. يشير إلى أنّ «سعر كيلوغرام الزعتر ارتفع، لم يحدّده بعد ولكنه لا يقل عن 400 ألف ليرة». يحمل سكّيناً وكيساً ويمضي في الحقول، يقطف الزعتر و»العنّة» و»الزوفا»، وكل ما يجده في كرم الأرض. يرى في عمله فرصة مربحة، فهو يدر عليه أموالاً لا بأس بها، شرط أن نعرف كيف نستفيد منه، مردفاً في الوقت ذاته إلى أنّ «النازحين غزوا الحقول، وباتوا ينافسوننا حتى في قطاف الزعتر». لا يمرّ يوم من دون أن يخرج إلى الوعر، كما يقول. يحاول قطاف أكبر كميّة متاحة، ليتمكن من تحقيق إنتاجه الوفير. في نظره الزعتر «مربح»، فهو لا يكلّفه سوى جهد البحث عنه وقطافه وتجفيفه، ولا يدخل في إعداده أيّ مواد.
يُقرّ أنّ عمله شاق، «أُمضي حوالى 10 ساعات يومياً متنقّلاً في الحقول، لقمة العيش مرّة، ولكن لا يجب أن نيأس»، معتبراً أنّ ما يقوم به فرصة ليساعد أهله في مواجهة الأزمة، «يجب أن نخلق فرص العمل، لا يوجد شيء معيب».
في حساباته قطاف الزعتر وانتاجه فرصة ينتظرها سنوياً، يتعاون مع أمّه وأفراد أسرته في «توريقه»، فهو يحتاج إلى عونة، ويقول ضاحكاً: «ما في أطيب من سلطة الزعتر مع البطاطا المسلوقة».
وختم مؤكّداً «ارتفاع الطلب على الزعتر البرّي هذه الأيام، نظراً إلى حاجة المواطن إلى لقمة «نظيفة»، بعيداً عن الملوّثات، وهي شريكة مائدة الفقراء».
(نداء الوطن)