مسار الدولار تصاعدي … خبير مالي يرسم صورة سوداوية بالارقام والتفاصيل
مع استمرار التأزم السياسي والفشل في انتخاب رئيس للجمهورية، وفي ظل الإنهيار الإقتصادي، يتواصل مسلسل سقوط الليرة اللبنانية أمام الدولار.
تجاوز سعر صرف الدولار الأميركي عتبة الـ41 ألفا، ويبدو انه يشق طريقه نحو المزيد من الارتفاع دون أي عملية إنقاذ من الإنهيار الذي وصلنا إليه، غير أن غياب الإصلاحات البنيوية هو السبب الرئيسي وراء هذا الإرتفاع.
وممّا لا شك فيه أن العملة الوطنية انهارت دون أي رادع أو ضابط لحماية المواطن اللبناني الذي يدفع ثمن التخبط القائم في البلد، ولأن الأزمة في لبنان ظاهرها اقتصادي وباطنها سياسي بامتياز، للأسف أصبح لبنان دولة “فاشلة” .
مسار الدولار “تصاعدي”.. والجهات المسؤولة غائبة عن السمع!
الخبير الإقتصادي “وليد ابو سليمان” أكد في حديث لـ”نيوزفوليو “أن مسار الدولار تصاعدي لأن ممثلي الدولة، لا سيما الحكومة ومجلس النواب، أخفقوا في إنجاز الإصلاحات المرجوّة وهذا الواقع لا يعيد الثقة بالاقتصاد المحلي ولا يلجم ارتفاع سعر صرف الدولار، وبالتالي غياب التوازن بين العرض والطلب مما يسهل إنخفاض سعر الصرف”.
واذا سيشهد الدولار انخفاضا مفاجئا، شدد ابو سليمان على أن “في حال تدخّل مصرف لبنان، سنشهد انخفاضا آنيا لسعر صرف الدولار”.
وبمناسبة شهر الأعياد، يشهد لبنان قدوم عدد كبير من المغتربين الذين يساهمون في ضخ الدولار في السوق، ومن البديهي أن ينخفض سعر صرف الدولار، إلا أن المعادلة انعكست هذه المرة، فالدولار يسجّل أرقاما قياسية.
وفي هذا الإطار، أوضح أبو سليمان أن “حركة المغتربين نحو لبنان ما زالت في بدايتها عمليا، ومما لا شك فيه أننا سنشهد استقرارا نوعا ما بسعر صرف الدولار وليس انخفاضا بنسب مئوية ملحوظة”.
الإقتصاد اللبناني.. في عواصف السياسة
أيام صعبة للغاية يعيشها لبنان، يئن فيها الشعب تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، حيث تتزامن مع انسداد سياسي تسبّب في عدم تشكيل حكومة مستقرة حتى اليوم، ما يعرقل الكثير من الخدمات المقدمة للمواطنين ويدفع بالبلاد إلى شفير الانهيار التام.
وإذا كان ارتفاع سعر صرف الدولار يأتي في إطار الكباش السياسي حول استحقاق رئاسة الجمهورية، حيث عودة استخدام ارتفاع سعر صرف الدولار كسلاح سياسي للضغط، رأى الخبير الإقتصادي أن “الإستقرار الاقتصادي بحاجة إلى استقرار سياسي، ففي ظل الفراغ الرئاسي القائم في لبنان وعدم تشكيل الحكومة والشلل المؤسساتي اللافت، جميعها أدّت إلى اللاستقرار والتدهور الإضافي في الليرة اللبنانية”.
تفلت سعر الصرف.. نحو انفجار اجتماعي- معيشي؟
لبنان اليوم متروك لمصيره الأسود، فريسة صراعات داخلية تافهة على مغانم وعلى حصص. وأي خروج من هذا النفق المظلم لا يبدو متاحا في الوقت الحاضر، فجميع المؤشرات ترمي إلى ذلك.
ولأن المواطن اللبناني المسكين في الواجهة دائما، قال ابو سليمان: ” سيكون المتأثر الأول من حيث ارتفاع نسبة التضخم وبالتالي بسبب ارتفاع الأسعار، ومن جهة أخرى سيكون المودع المتأثر في الدرجة الثانية من حيث الحصول على أمواله والخسائر المالية الجسيمة التي يتحمّلها، وكذلك يتأثر المجتمع برمته بالاضطرابات الاقتصادية التي تواجه القطاع الإقتصادي في لبنان”.
وعن تفلت سعر صرف الدولار ونتائجه، قال: “سيسرّع الخطى نحو الإنفجار الاجتماعي- المعيشي، ممّا يولّد عدم الاستقرار، وبطبيعة الحال نشهد ارتفاعا في عمليات السرقات والقتل جراء هذه الازمة الاقتصادية-المعيشية الصعبة”.
وأضاف: “ان أموال المغتربين التي ترسل إلى ذويهم من الخارج ما زالت جرعة الأوكسيجين الأخيرة التي تحدّ من تحركات الشارع في ظل هذا الوضع المأساوي”.
ولأن لبنان على فوهة بركان قريبة، ولن يكون من السهل بعد الآن وضع حدّ لانفلات الاوضاع في مواجهة الطبقة السياسية الفاسدة التي أغرقت البلد في الفساد، يحذر ابو سليمان “من خطورة ما نحن عليه اليوم من ارتفاع مستمر وكبير لسعر صرف الدولار، حيث سنشهد نسبة فقر كبيرة، مزيدا من تآكل القدرة الشرائية ومزيدا من التضخم”.
نيوزفوليو