لبنانيات

انتفاضة المصححين: الامتناع عن تصحيح الامتحانات الرسمية يؤخّر النتائج

انتفض المصححون لمسابقات الامتحانات الرسمية وتوقفوا عن التصحيح صباح اليوم السبت في 22 تموز، مطالبين برفع بدلات اتعابهم، بما يؤدي إلى تأخر صدور نتيجة الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوي. فرغم عدم وجود حماسة للمشاركة في تصحيح مسابقات الامتحانات الرسمية بين أساتذة التعليم الثانوي الرسمي والخاص، إلا أن أعمال التصحيح كانت تسير بشكل جيد، وسط توقعات بأن تصدر النتيجة النهائية قبل نهاية الأسبوع المقبل. إلا أن انتفاضة المصححين، رغم تدخل مسؤولين في وزارة التربية يوم أمس لحل المشكلة، عقّدت الأمور.

مطالبة ببدل نقل
ووفق مصادر مطلعة تعاني وزارة التربية من نقص حاد بأساتذة اللغة الإنكليزية بسبب هجرة الأساتذة إلى دول الخليج. وتبين أن 35 أستاذاً في كل لبنان يشاركون في أعمال التصحيح باللغة الانكليزية فقط، ما دفع وزارة التربية إلى جمع مسابقات اللغة الإنكليزية في مركز بئر حسن المركزي. ولكون أساتذة المواد الإنكليزية يأتون من مناطق بعيدة، طالبوا بدفع بدل نقل لهم لقاء حضورهم. وقد وعد مدير عام التربية يوم أمس الأساتذة بدفع خمسة دولارات كبدل نقل لهم. واتفقوا على مواصلة المفاوضات وعقد اجتماع جديد يوم الإثنين المقبل. لكن أحد أعضاء رابطة الثانوي قرر خوض بطولات وهمية، وحرّض الأساتذة في مركز بئر حسن للاعتصام. وتجمع الأساتذة في الباحة الخارجية صباح اليوم معلنين الامتناع عن التصحيح حتى رفع بدلات النقل لهم، كما قالت مصادر مطلعة.

عمال المكننة
كانت أعمال التصحيح تسير بشكل ممتاز في المركز الرئيس، وقد أنجزت ملفات مواد عدة ولا سيما الاختيارية منها. وفي مركز الشمال تسير أعمال التصحيح بشكل جيد، لكن ثمة تعثر في بعلبك-الهرمل وفي جونية. ورغم ذلك، كانت التوقعات بصدور النتيجة النهائية في غضون يوم الجمعة المقبل.

وتشرح المصادر أن النتائج الأولية في العديد من المواد كانت جيدة كما تظهر قسائم جمع علامات الأسئلة على اللوائح التي تتضمن الأرقام الوهمية للطلاب (البوردورو). إلا أن ما يؤخر إصدار النتيجة الأولية لعلامات المواد في مراكز التصحيح هو عدم توفر عمال المكننة، المولجين بإدخال العلامات على النظام الإلكتروني. إذ يتعذر جمع العلامات لكل مادة في كل مسابقة لمعرفة نوعية النتيجة التي سيحصل عليها الطلاب. فعمال المكننة يدخلون العلامات الجزئية لكل مسابقة وتجمع بطريقة إلكترونية. لكن عمال المكننة فضلوا الذهاب إلى المدرسة الصيفية للعمل هناك، لأن بدلات الإنتاجية فيها أكثر من أعمال تصحيح الامتحانات الرسمية. ويعملون في تصحيح الامتحانات في فترة بعد الظهر في مراكز الامتحانات. ما يؤخر صدور النتائج.

بدلات الاتعاب
ولفتت مصادر متعددة في وزارة التربية وفي لجان المواد إلى عدم وجود حماسة عند الأساتذة في المشاركة بأعمال التصحيح بسبب البدلات المنخفضة الممنوحة لهم. فالأستاذ عليه العمل لمدة 12 ساعة لقاء تحصيل 40 دولاراً باليوم. ما أدى إلى انخفاض أعداد المصححين عن السنوات السابقة. فقط نحو ستين بالمئة من الأساتذة الذين قدموا طلبات للمشاركة بأعمال التصحيح حضروا إلى المراكز وامتنع الآخرون. فالأستاذ يحصل لقاء انجاز كل ملف 22 دولاراً، والملف للمسابقات التي تحتاج إلى ساعة حل من الطالب يحتوي على 150 مسابقة، فيما ملف المسابقات للمواد الأساسية التي تحتاج إلى أكثر من ساعة ونصف حل من الطالب تحتوي على 100 مسابقة. ويحتاج الأستاذ إلى 12 ساعة لإنجاز ملفين. وجاءت المشكلة في لجنة مادة الانكليزي لتعقد الأمور في بيروت.

معاقبة جبل لبنان
وتشير مصادر متابعة إلى أن بعض المسؤولين في وزارة التربية عاقبوا محافظة جبل لبنان في التصحيح. ولم يرسلوا إلى مركز جونية إلا مواد محددة للتصحيح، وذلك لتخفيض البدلات المالية التي سيتقاضاها العاملون في المركز وفي المنطقة التربوية. وتقرر هذا الأمر بعد امتناع غالبية أساتذة التعليم الرسمي في جبل لبنان، ولا سيما في كسروان عن المشاركة في أعمال مراقبة الامتحانات.

إلا أن مصادر في وزارة التربية لفتت إلى أن مركز جونية لا يعول عليه منذ زمن بسبب امتناع العدد الأكبر من أساتذة جبل لبنان عن المشاركة في أعمال الامتحانات. وبسبب عدم توفر أعداد كافية من الأساتذة للتصحيح تقرر عدم ارسال مسابقات بأعداد كبيرة إليه.

 

المفاوضات مع الأساتذة الذين انتفضوا في المركز الرئيس في بئر حسن قائمة، وفي حال عادوا عن الإضراب لن تتأثر نتائج الامتحانات. وستصدر في غضون يوم الجمعة المقبل. أما في حال امتداد العصيان إلى مراكز أخرى في المناطق فستتأخر النتائج حكماً تقول المصادر. وتؤكد أن العلامات التي يحصل عليها الطلاب جيدة بشكل عام ولا سيما في مادة الرياضيات التي شكا منها الطلاب.

وليد حسين – المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى