امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق دعا أهل الحكم إلى الحوار الهادف والترفع عن المناكفات
أشار امام ومفتي النبطية الشيخ عبد الحسين صادق في مجلس عاشورائي في النادي الحسيني في النبطية، إلى أن “الموالين يحيون ذكرى عاشوراء بفيض من مشاعر لا يتحسسونها في أي مناسبة أو قضية أخرى هامة عندهم، في ظاهرة فريدة لا نظير لها في تاريخ البشرية ويستحيل أن يشهد لها المستقبل مثيلا”.
وأضاف: “إن الدعوة الى إحياء مراسم عاشوراء ليست مجرد دعوة عاطفية، بل هي دعوة حكيمة بعيدة النظر تحمل هدفا وبعدا استراتيجيا وأخلاقيا وتربويا بالغ الأثر والأهمية”.
وتابع: “إن المجالس الحسينية وشعائر الحزن التي تواكبها، إليها يعود الفضل في حفظ مأساة كربلاء حية في الوجدان وصونها من الفتور والنسيان وكيد الاعلام.. وها نحن نرى المنبر الحسيني اليوم يصدح في كل أصقاع الدنيا. جميعنا يلمس بأن شعائر الحسين تشكل الوسيلة الأنجح والأكثر قدرة وعذوبة في شد الأجيال الى أيقونة كربلاء وقيمها وتعاليمها والأخذ بدروسها. حين نرى أعداء الدين ينحدرون بالأخلاق التي جبلت عليها فطرة الإنسان، الى أقبح وأرذل المراتب مبيحين باسم الحرية الشذوذ الجنسي مثلا، ومعاقبة بعض دول الغرب اليوم من يعترضه، ندرك أهمية التمسك بالقيم الدينية ونشرها لحفظ وصون مجتمعاتنا وشعوبنا من شرور هذه الثقافة الهدامة”.
وأضاف: “لقد رأينا قيم كربلاء في تكافل أبناء مجتمعنا أفرادا ميسورين وجهات اجتماعية وسياسية مختلفة في تخفيف المعاناة عن الفقراء والمحتاجين من أهلنا .
نعم كان أكثر ما تأثرت به مجتمعاتنا وشعوبنا الموالية من قيم ودروس كربلاء هي دروس الإباء ونشدان الحرية ومقاومة الاحتلال كتبوا في ذلك تاريخا مجيدا تفخر به أجيالهم. كما تمثلنا كربلاء في مقاومتنا المظفرة، نسأله تعالى أن نتمثل قيمها في مواجهة الفساد الداخلي الذي دمر الوطن ومؤسساته ووضعه في طريق مجهول.. وأن نتمثلها في تعاملنا الإجتماعي أخوة ومحبة ووفاء وتكاتفا اجتماعيا جادا لحل مشاكل أهلنا وشعبنا الصابر، وهو يمضغ الوان المرارات مع غياب الدولة التام عن أبسط ضرورات العيش للمواطن وفساد أكثر رجالها ومؤسساتها. وان نتمثلها في التعاطي السياسي: خارجيا بمواجهة المشاريع المشبوهة الفتنوية المتوالية من مشروع التطبيع الفاضح، وبتعزيز النظرة الايجابية الغيورة نحو التقارب بين الدول الاسلامية والعربية في المنطقة وما يمكن أن تنعكس مع مضيها قدما بالخير والاستقرار على شعوبها جميعا ومنها لبنان، وصولا الى موقف حاسم حكيم بات جديرا وملحا أن تتخذه أمة الملياري مسلم مجتمعة تجاه الاستفزازات المتعمدة المشبوهة ، التي راحت تتابع هنا وهناك في بلاد الغرب آخرها السويد بحرق القرآن الكريم محيين المبادرة العراقية بطرد سفيرها وقطع التعامل مع الشركات السويدية المستثمرة في العراق. ولنتمثل كربلاء في تأييد كل قضايا الشعوب المحقة في مقدمتها القضية الفلسطينية قضية كل المسلمين والعرب والوقوف بتقدير واخلاص وبروح المسؤولية الدينية والوطنية الى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشرف المتنامي”.
وختم: “نسأله تعالى أن يتعاطى أهل الحكم داخليا فيما بينهم بالصدق والوضوح والحوار الهادف واحترام رأي الآخر والترفع عن المناكفات والترهات والمصالح الضيقة ، والتقاطعات السياسية الآنية المخجلة على حساب الحقائق، وطنية أو عقيدية”.