باسيل يتبنّى ترشيح سليمان فرنجية
ليبانون ديبايت – محمد المدني
بات واضحاً أن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل صار مؤيداً لترئيس رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، كل ما دون ذلك هو مجرد تفاصيل لا قيمة لها كونها تتعلّق بتوزيع الحصص والمكاسب والمغانم.
ليس سهلاً على باسيل أن يكون الأداة التي يستخدمها “الثنائي الشيعي” لإيصال مرشحه سليمان فرنجية إلى سدّة الرئاسة، ربما لو كان ل”التيار” رئيساً غير باسيل لاختلفت الأمور، لكن يبقى حكم الوراثة والإقطاع أقوى من أي ديمقراطية.
يحاول باسيل عبثاً إيهام المسيحيين عموماً ومناصري “التيار” خصوصاً، أنه مقابل موافقته على فرنجية سيؤمِّن لهم اللامركزية الموسّعة والصندوق الإئتماني، وكأنه يعتقد أن المسيحيين يثقون به وبخياراته التي لم تأتِ إلا بالويلات على اللبنانيين، كالعتمة مثلاً أو مشاريع السدود “المفخوتة”.
وبما أن باسيل يحرص على مخاطبة المسيحيين، و”تربيحهم جميلة” أنه يعمل لمصلحتهم، ينبغي تذكير المسيحيين أن باسيل كان رئيساً للجمهورية على مدار ست سنوات، وكان لديه أكبر تكتل نيابي ووزاري، لماذا لم يفرض اللامركزية والصندوق الإئتماني؟ ربما لأن الدولة حينها كانت بكامل عافيتها وكان تقاسم خيراتها مع سعد الحريري تحت غطاء التسوية الرئاسية ومع سمير جعجع داخل عباءة اتفاق معراب ومع “حزب الله” تحت سقف اتفاق مار مخايل.
ما غاب عن بال باسيل أنه يبيع ورقة اللامركزية في وقت يطالب المسيحيون بالفيديرالية، ما يعني أنه أتى متأخراً وخطابه المستجدّ لم يدغدغ مشاعر مناصري “التيار” ولم يقنعهم. ونسبة كبيرة من المنتسبين ل”التيار” لن تكون مسرورة الخاطر عندما يصبح باسيل القاطرة التي تنقل فرنجية من زغرتا نحو بعبدا.
لحسن حظ رئيس “التيار” أن “الثنائي الشيعي” يحتاجه لإيصال مرشحه، ومن جهة أخرى تريد قوى المعارضة إعادة إقناع باسيل للإصطفاف بجانبها كي تمنع “الثنائي” من إيصال فرنجية، وعُلم أن قوى المعارضة أعادت تفعيل اتصالاتها مع “التيار الوطني الحر” بعد انقطاع طويل بين الطرفين.
وتسعى قوى المعارضة ممثلة بحزبي “القوات اللبنانية” والكتائب وبعض النواب المستقلين والتغييرين إلى استقطاب باسيل مجدداً، كي لا يقع في حضن حليفه التاريخي “حزب الله”.
لا شكّ أن باسيل يستسيغ كونه أصبح محطّ اهتمام الطرفين، ويمسك في يده مفتاح انتخاب فرنجية أو عدمه، بعدما جلس جنبلاط على هامش اللعبة الرئاسية متفرّجاً إلى ما ستؤول اليه الأمور في النهاية، وبعدما انزوى جعجع في موقفه المتصلّب الذي أقفل عليه كل هوامش الحركة. كل ذلك فتح طريقاً واسعاً لباسيل ليعود إلى دائرة الإستقطاب من الجميع، ويفتح باب المقايضات والمفاوضات كي لا يخرج خالي الوفاض عند إنجاز الإستحقاق الرئاسي.