استكشاف ” مجرة العين ” في النبطية ….
بعيداً عن الزلازل السياسية والأمنيّة التي تعصف بلبنان والتي أدخلته «النفق المظلم»، من الصعب التكهّن بما يحاك له من أخطار جديدة، كان الشاب هشام طقش ابن مدينة النبطية، يطرح مشروعاً جديداً، من شأنه أن يدخل المدينة في الخارطة السياحية.
تخيّل أنّك تكتشف «مجرّة عينك»، عمق الألوان، والشرايين بطريقة فنية احترافية، وبتقنية عالية الجودة. طرح طقش مشروع «مجرّات العين» التي يسعى من خلالها لإقحام النبطية في عمق السياحة الداخلية. كما يذهب الناس لاكتشاف مغارة، سيتوجه الناس لاكتشاف العين، كيف يفعل ذلك؟ وما الغاية من وراء هذا الأمر؟
«كاميرا»، ضوء خافت، عدسة «ماكرو» وبعض التقنيات الخاصة بطقش، وبضع ثوان يختبر خلالها الشخص متعة اكتشاف ما تخفيه عينه من أسرار، فهي فضاء فنّي غاية في الإبداع وفق ما يصفها طقش، إذ عمل الشاب الطموح الذي دفعته حشريته الى اكتشاف ما وراء العين، لبدء تنفيذ مشروعه الاقتصادي السياحيّ الإكتشافي.
بعد ثوانٍ قليلة وبطريقة آمنة تصبح العين على لوحة ستدخل لاحقاً في فيلم مجرّات الأعين الذي يحضّره هشام. ما يقدّمه غريب وفريد نوعاً ما، فهو يصور العين ليخرجها إلى عالم المجرات، ويقول إن داخل كل شخص «عالم مترامي الأطراف». لا يكتفي الشاب العشريني الذي يعمل مُخرجاً وصانع محتوى وثائقي بتقديم فكرة جديدة في منطقة الجنوب، بل يذهب أبعد من ذلك، فهو يدفع كلّ شخص الى مغامرة فريدة، ويعتبر أنّ ما يقوم به يُعطي العين قيمة مضافة، ويظهرها بجمالية مختلفة. وينطلق من قاعدة «المجرات تشبه العيون»، وكانت هذه نقطة الإرتكاز الأولى في مشروعه، ويعتمد «تقنية الماكرو» وتقنيات أخرى تشكّل سرّ عمله الذي يخرج للملأ على شكل صورة مجرّة العين.
هذه الصورة ستدخل قريباً في عالم المجوهرات، ضمن مشروع اقتصادي ينفّذ لأوّل مرّة في لبنان والعالم العربي. ويشير طقش إلى أنّ دمج مجرات العين ذات الأبعاد الفنيّة المميّزة في عالم المجوهرات يضفي قيمة كبرى على العين، وأنه في غضون ثلاثة أشهر سيدخل المشروع حيّز التنفيذ. وتتجسّد مجرّات العين على الخواتم والعقود والأساور، متوقّعاً أن يحقّق نجاحاً مميّزاً، ويحظى باهتمام الكثيرين، ما يدفعهم لطبع مجرّة عينهم على خاتم وقلادة للإحتفاظ بها، كما تحوّلت إلى لوحة فنية على جدار منازلهم.
غير أن ما يصبو إليه أبعد من مجرّد صورة وألوان متداخلة في عمق العين، بل تنفيذ مشروع سينمائي فريد عبر جمع أكبر قدر من الأعين التي قام بتصويرها، والقيام بتحريكها وفق نظام الكواكب ليتعرف كلّ إنسان الى أعماق العين الجمالية واكتشاف ما وراءها من مجرات غاية في الدقة والإبداع.
ما يميّز هشام طقش عن غيره التقنية المعتمدة، ذات الجودة العالية، بثوانٍ قليلة يخضع أي شخص لصور العين، يمكّنه من رؤية مجرته الخاصة، ما وراء العين هو مجرة تشبه مجرات الكون، واكتشافها جذب هواة البحث عن الأمور الغريبة، لخوض التجربة، وهي تعدّ مشروعاً سياحيّاً داخليّاً، يدفع العديد لزيارة النبطية، فقط لاكتشاف مَجرّات أعينهم والألوان الداخلية التي تتشكل منها.
وفق هشام، العين هي مزيج من الألوان فـ»العين الوقّاء» مثلاً هي خليط من 60% من اللون الأزرق و15% أخضر و25% أصفر، وهذا أحد أسرار العين التي تخفي الكثير. مما لا شك فيه أن غرابة المشروع تجعله قيمة مضافة إلى السياحة، وحسبما قال إنه عَرَضه على وزارة السياحة ووزيرها علّه يحظى بدعم معنوي، يفتح من خلاله المدينة على السياحة، ولكن ما تلقاه مجرّد وعود لم تترجم على الإطلاق، فالدولة كما يقول «تدير الأذن الطرشاء لكلّ المشاريع الشبابية التنموية»، وبدلاً من تلقّفها، تدمّرها في مهدها. لن ينتظر هشام كما كلّ المواهب الشابة دعم الدولة، فهي غائبة، بل يمضي في مشروعه الفريد من نوعه وقد يحظى بدعم عربي يفتح له أبواب النجاح.