أخبار الجنوب
معلومة أمنيّة مُفاجئة عن مُسلّحي عين الحلوة.. هل يستخدمون الانفاق للوصول الى اوتوستراد الجنوب ؟؟
إصرارُ المُسلَّحين داخل مُخيم عين الحلوة حتى الآن على عدم تسليم المطلوبين بجريمةِ إغتيال القياديّ في حركة “فتح” اللواء أبو أشرف العرموشي، يحملُ رسائل واضحة على أكثر من إتجاه، من بينها مواصلة المعركة التي شهدها المُخيم وعدم الخضوع طوعاً لسلطة “فتح” أو للدولة اللبنانيّة.
آخرُ المعلومات تقولُ إنَّ الإتصالات والضغوطات التي تُمارسها حركة “حماس” على جماعتيْ “الشباب المسلم” و “جند الشام” لتسليم المطلوبين قائمة ومستمرة لكنها لم تصل إلى نتيجة بعد، وتقولُ مصادر قياديّة في الحركة لـ“لبنان24” إنَّ “هناك تكتماً شديداً على مضامين تلك الإتصالات ولن يتمّ الإفصاحُ عنها حتى الآن”، وتُضيف: “متمسّكون بالحلول التي تساهم في إنهاء أزمة المُخيم وكل الجماعات الخارجة عن نسيج القوى الفلسطينية التاريخية ليس لها أي علاقة بتولي زمام أمن المخيم أو المشاركة في القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة التي يجب تشكيلها سريعاً هُناك”.
المصادر عينها وصفت جماعة “جُند الشام” بـ”الخارجة عن القانون”، متحدثةً عن أنَّ المطلب الأول والأخير يقضي بتسليم المطلوبين للعدالة اللبنانية، وتُكمل: “القضاء في لبنان هو الذي سيُحدّد من قتل العرموشي من خلال التحقيق مع الثمانية المُشتبه بهم في القضيّة، وهذا الأمر توافق عليه كافة الفصائل الفلسطينية”.
في المقابل، تتواصل الإجتماعات التي تُجريها حركة “فتح” لتثبيت وقف إطلاق النار داخل المخيم، وتقولُ مصادرها لـ“لبنان24” إن هناك إلتزامٌ كبير بذلك وبكل ما تطلبه الدولة اللبنانية.
وأشارت المصادر إلى أنَّ الإجتماع الذي عُقِد يوم أمس في سفارة دولة فلسطين بين مسؤولين عن “فتح” و “عصبة الأنصار” تخللته أجواءٌ إيجابيّة، وقالت: “اللقاء تطرّق إلى العموميات بشأن ملف المُخيم وأكد ممثلو العُصبة تعاونهم مع فتح وإستعدادهم للمشاركة في القوّة الأمنية المُشتركة في حال تمّ تشكيلها بين مختلف الفصائل الفلسطينية”.
وأوضحت المصادر أنَّ موقف “العصبة” يُعدُّ مُتقدماً بعدما كان مُتذبذباً بعض الشيء خلال مرحلة الإشتباكات، وتقول: “حينها، لم تكن العصبة متعاونة مع فتح وكان هناك إمتعاضٌ كبيرٌ من قبل الأخيرة إزاء ممارسات “العصبة” الميدانية خلال إشتباكات المخيم، لكن هذه الأمور سلكت دربها نحو الحلحلة حالياً”.
خطرٌ التسلل قائم.. ماذا وراء “النفس الطويل” للمُسلّحين في المُخيَّم؟
وبالعودة إلى وضع المسلحين، فإن “النّفس الطويل” الذي يتحلّون به يكشفُ عن أمرٍ مُريب، فهناك أوراقُ قوّةٍ غير معروفة يستندون عليها، ويمكن لبعض الأطراف الحليفة لهم داخل المُخيم أن تكونَ على علمٍ بها. ميدانياً، تكشفُ خريطة القوى المسيطرة داخل المُخيم عن إنتشار المُسلّحين في مناطق وأحياء عند الأطراف، وهو أمرٌ له بُعد أمني خطير، وفق ما يقولُ مسؤولٌ عسكريّ فلسطيني بارز داخل عين الحلوة لـ
“لبنان24”.
بحسب المصدر المذكور، فإنَّ “المسلحين يسيطرون على منطقتين هما الطوارئ والتعمير، وإذا نظرنا على أرض الواقع فإنَّ جزءاً كبيراً من هاتين المنطقتين يقعُ خارج أطراف المُخيم أي ضمن نطاق مدينة صيدا”، ويُضيف: “كذلك، هناك سيطرة للمسلحين على منطقتي أجزاء أساسية من منطقتيْ حطين والرأس الأحمر الواقعتين عند أطراف المُخيم. وعليه، فإنَّ لهذا الأمر أبعادٌ أمنيّة تتصلُ بإمكانية تسلل هؤلاء باتجاه الأراضي المُحاذية له عبر طُرق وأساليب غير متوقعة رغم وجود الجدار الذي أنشأه الجيش قبل سنوات والذي يُعدُّ من الموانع لأي عملية خروج من المُخيم”.
يشرحُ المصدر العسكريّ كيف يمكن أن يخرج المسلحون من منطقتي التعمير والطوارئ بعيداً عن ثغرات مُعينة رصد الجيش بعضها وأقفلها خلال الإشتباكات الأخيرة، ويقول: “يُمكن للمباني المتلاصقة هناك أن تساهم في تشكيل ممرات للمسلحين بإتجاه البستان المحاذي للمخيم في منطقة الفرن العربي، وبالتالي الخروج باتجاه الأوتوستراد الذي يربطُ صيدا بالجنوب”.
المُفاجأة الأكبر التي تكشفها معلومات “لبنان24” ترتبطُ بمعطيات وردت قبل فترة مفادها إنّ “المسلحين يسعون لحفر نفقٍ من حي السكة داخل المخيم باتجاه منطقة البساتين في محيط الفرن العربي”.. عن هذا الأمر، يتحدث المصدر العسكري قائلاً: “الأرضُ هناك مكشوفة ورصدها خلال الليل يُعدّ صعباً خصوصاً إذا كان النفق يمتدُّ ضمنها إلى الأطراف البعيدة عن المخيم والتي يمكن أن ترتبط بالطرقات”.
كذلك، يتحدث المصدرُ عينه عن إمكانية لجوء المسلحين إلى حفر أنفاقٍ من حي حطين جنوب المخيم باتجاه المناطق الخارجيّة، أي نحو سيروب أو درب السيم، وقد يكونُ ذلك من خلال أنفاقٍ سريّة يمكن حفرها بسهولة كون الأرض تُرابيّة هناك من جهة، وكون هناك كثافة للبساتين من جهةٍ أخرى.
فعلياً، لا يستبعد المصدر إمكانية وجود هذه السيناريوهات لدى المسلحين، مُذكراً بواقعةٍ شهدها لبنان عقب الإجتياح الإسرائيلي وتحديداً داخل مُعتقل أنصار، إذ تمكن أسرى لبنانيون من إتمام عملية عُرفت بـ”الهروب الكبير” بتاريخ 8 آب 1983، وذلك عبر نفقٍ جرى حفرهُ تحت المعتقل وصولاً إلى أطرافه. بالنسبة للمسؤول العسكريّ الذي عايشَ تلك المرحلة، فإنَّ ما شهده معتقل أنصار يمكن أن يتكرّر في عين الحلوة، مشيراً إلى أن ظروف المخيم هي أكثر سلاسة من مُعتقل كان يشهدُ على إجراءات أمنية مشددة للعدو الإسرائيلي كما أن الرقابة فيه كانت مُحكمة، ويقول: “في عين الحلوة، الأمور مختلفة، فلدى المسلحين حرية بالتحرك في مناطق سيطرتهم.. فما الذي يمنعهم من إنجاز أي أنفاق؟”.
المُلثّمون.. خطيرون!
جُغرافياً وكما قيلَ آنفاً، فإنَّ منطقتيْ الطوارئ والتعمير التحتاني الواقعتين خارج إطار المخيم واللتين تشكلان نقطة أساسية للمسلحين، تُساهمان إلى حدّ كبير في إمكانية خروج أيّ شخصٍ منهما بإتجاه مدينة صيدا. خلال الإشتباكات الأخيرة، كان الكثيرُ من المسلحين يرتدون الأقنعة السوداء كي لا يتعرّف عليهم أحد، وتقولُ مصادر فلسطينيّة لـ
“لبنان24” إنَّ الكثير من هؤلاء غير معروفين لدى الدولة اللبنانية، وتضيف: “ما الذي يمنع أي مسلح من الإنتقال إلى خارج المخيم بملابسه المدنية طالما أن وجهه غير معروف لدى الدولة وأن لا نقطة سوداء عليه في سجلاتها؟”.
بحسب المصادر، فإنَّ هؤلاء الملثمون هو الذين يشكلون “الصندوق الأسود” للمسلحين، ومن خلالهم يمكن تأدية رسائل باتجاه المناطق الأخرى خارج المُخيم خصوصاً تلك التي تُمثل إمتداداً للمسلحين في “الفكر” و “المُساندة” مثل منطقة سيروب. هنا، تكشف المصادر إن هؤلاء الملثمين بإمكانهم الذهاب إلى مناصرين للمسلحين وطلب المساعدة بمختلف الطرق وتنسيق الخطوات العملانية من دون أي عوائق، وبالحد الأدنى يمكن إدخال الطعام للمسلحين عبر حواجز الجيش من دون أن تدري العناصر العسكريَّة بذلك!
لبنان 24 – محمد الجنون