في كفررمان : “من بيت لبيت” مبادرة شبابية في الزمن الصعب لتأمين الكتاب والدواء
«من بيت لبيت»، مبادرة شبابية بسيطة، شاء من خلالها الشباب مَدّ يد العون لمن هم في حاجة، ولكن بطريقة مختلفة. عمل القيّمون على جمع الملابس والأحذية والكتب، من المنازل والتبرّعات، وقرّروا بيعها بأسعار زهيدة بين 50 و100 ألف، لمساعدة المتعفّفين في الايجارات والدواء والطبابة وغيره.
في منزل بسيط في كفررمّان، يجتمع عشرات الشبان لتعريب الملابس وفرزها ضمن فئات وأصناف متعدّدة. غالبية الملابس جديدة، تبرّع بها فاعلو خير تباع من الناس. بهذه الطريقة وجد الشبان فرصة لدعم من هم في حاجة من دون الطلب من أحد. المشروع يموّل نفسه بنفسه ويسد ّحاجات الأسر المتعفّفة، فهو السند في أيام الشدّة.
حركة الصبايا داخل المركز المخصّص للمبادرة تكاد لا تهدأ، يتوزّعن على فريقين، فريق يهتم بمبادرة «من بيت لبيت» المخصّصة بالألبسة، وفريق يتولى تسيير شؤون مكتبة الإعارة.
تقول ريم شكرون صاحبة فكرة مكتبة الإعارة: «المشروع جاء ترجمة حرفية لدعم الناس». انطلقت شكرون من كونها مدرّسة دروس خصوصية، ونتيجة سؤالها المتكرّر عن الكتب وارتفاع أسعارها، قررت مع مجموعة من الصبايا تجميع الكتب من الأهالي واعارتها لمن هم في حاجة اليها.
تشهد المكتبة إقبالاً كبيراً، فالأهالي وجدوا فيها بارقة أمل لتفادي لهيب الأسعار، وتجاوز عدد المستفيدين منذ شهر حتى اليوم قرابة 300 شخص، إضافة إلى استفادة 150 شخصاً من الزي المدرسي.
توضح شكرون أنّ مشروعها قائم على الخدمة المجتمعية، فكل الصبايا اتفقوا على الأمر، سواء بمبادرة «من بيت لبيت» التي تمكّنت من دعم عشرات الحالات المحتاجة «دواء، طبابة، طعام، تدفئة»، أو لجهة مكتبة الإعارة.
قبل عام تقريباً بدأ مشروع «من بيت لبيت» عبر مجموعة شباب العمل التطوعي في إطار الخدمة المجتمعية، ويقوم المشروع على بيع الملابس التي جرى تجميعها من الأهالي، غالبيتها جديدة وبعضها ذو جودة متوسطة، بـ50 و100 ألف، والمبلغ الذي يجمع يصرف على مساعدة الفقراء سواء بتأمين الدواء أو الطبابة أو الطعام وغيرها.
وتعلّق شكرون بالقول: «توسع المشروع بشكل كبير، حجم التبرعات التي تصلنا أيضاً كبير، ويقصدنا الأهالي من مختلف البلدات وفي مختلف الأيام، إما لشراء الملابس المتوفرة أو حتى للتبرّع«.
وتلفت إلى أنّ المشروع بدأ يمول نفسه. وتتابع: «الهدف أن نكون جنباً إلى جنب مع أهلنا فكل الناس بات وضعها سيئاً»، مشيرة الى أنّ الصبايا بصدد التحضير لتقديم قرطاسية لأطفال روضة كفررمان، وأيضاً لطلاب المدرسة الرسمية فـ«وضع الناس صعب، والتكافل اليوم بات حاجة ضرورية، نحن مجموعة صغيرة، ولكننا صنعنا فرقاً».
نداء الوطن – رمال جوني