قبيسي: نرى مستوى متدنيا في المواقف السياسية المتعصبة
رأى النائب هاني قبيسي، خلال احتفال تأبيني في بلدة زبدين الجنوبية، أننا “نرى اليوم مستوى متدنيا من المواقف السياسية المتعصبة التي تكرس الخلاف في الساحة اللبنانية و لا يكترثون لمعاناة الشعب ، بل يتمادون بزرع الخلاف”.
واعتبر أن “اللغة التي كرسها الامام الصدر بعيدة من لغة الزعماء لاننا ما نشهده هذه الايام امر مؤسف مخز تتخلى فيه الناس عن قضيتهم وعن مبادئهم، ويسيرون في مسار التطبيع وبناء علاقات مع العدو الصهيوني. يسوقون للصهاينة بأنهم مخرج حقيقي لإنقاذ منطقة الشرق الاوسط ويسوقون لها كأنها مخرج لهذا الواقع السياسي الاليم، ومع الاسف البعض يتعامل مع اسرائيل كأنها صديقة”.
وقال:”هنا نسأل هل التطبيع سياسة نتمسك بها ونبني علاقات مع من قتل ابناءنا وشرد شعبنا ودمر قرانا، وشردوا الشعب الفلسطيني ويصبح التعامل معهم شيء طبيعي”.
أضاف :”عندما يصبح البعض غير قادر على التمييز بين العدو والصديق ، هذه مشكلة كبيرة في الوقت الذي نرى هذه الايام كثر يتواصلون مع كل قوى العالم التي تدعم الصهاينة، يبنون علاقات ويخططون لإقتصادات جديدة وتترك القضية الفلسطينية في غياهب النسيان ، وهذا امر بخلاف قناعاتنا ومسلكنا ونهجنا في لبنان لاننا نعي تماما من هو العدو ومن هو الصديق”.
وقال:”من هذا المنطلق، نحن نستنتج ونتخذ المواقف السياسية الحقيقية حسب الواقع. فإذا كان لبنان في خطر يجب علينا الدفاع عنه ، وإذا اراد احد تعميم الفوضى علينا أن نتخذ المواقف السياسية التي تحمي لبنان من فوضى ومن واقع اقتصادي مرير، من واقع فيه نزوح الشعب السوري الشقيق الذي دمرت بلده نتيجة استهدافات مشبوهة بسياسات غربية تريد النيل من وطننا، ولغة داخلية يسيطر عليها التعصب والتطرف والكراهية حتى اصبح الحوار لغة مرفوضة عند كثر من الساسة في لبنان “.
وسأل:” هل هذه المواقف ناتجة عن تقويم واقع السياسة في لبنان ؟ هل المخاطر بسيطة ؟ وهل لبنان دولة مستقرة باقتصاد قوي ومتين ليتمكن البعض من تكريس خلاف على ساحتنا يستمر لسنوات، فيرفضون التلاقي والحوار”.
وتابع:”ايعقل ان يكون في لبنان ساسة ورؤساء احزاب لا تريد الجلوس مع الطرف الاخر في الوطن مع تباين الرؤى والمواقف؟”، ايعقل الا يقدر البعض المخاطر، الا يعي هؤلاء أن المواطن اللبناني يعاني في طبابته وتعليم ابنائه في الكهرباء وفي الماء وفي دوائه؟.”
أضاف:”ان لغة الحوار مرفوضة لدى البعض فبعضهم لا يثق بالمقاومة ، ويريد أن يبقى الوطن ضعيفا، فما المبرر لرفض عناصر القوة من وحدة الشعب والجيش والمقاومة. يريدون النيل من سلاح حقق العزة والنصر في بلدنا، فالحريص على الوطن ، عليه أن يفتخر بقوة تردع الصهاينة وعليه ان ينتج سياسة في بلدنا توحد الكلمة كي نحمي لبنان بنبذ الطائفية والمذهبية “.
وتابع:”نحن لا نبحث عن الحوار نتيجة ضعف، ولا نتيجة استجداء مواقف سياسية من أحد، ولا نريد ان يكون الحوار توسلا لإستجداء مواقف سياسية. نحن نريد الحوار لنحافظ على لبنان كوطن للعيش المشترك ، محافظا على عناصر قوته ، نابذا للطائفية والمذهبية، مكرسا محافظا على عناصر القوة في لبنان، فنحمي حدود وسيادة وطننا “.
وختم:”إذا اراد البعض منا أن نتخلى عن الحوار كموقف سياسي، او كفكرة للوصول الى الحل، على هؤلاء طرح بدائل للحلول كي ننقذ بلدنا على المستوى السياسي وعلى المستوى الاقتصادي والتهديدات الخارجية، ومع الاسف نرى اليوم مستوى متدن من المواقف السياسة المتعصبة التي تكرس الخلاف في الساحة اللبنانية و لا يكترثون لمعاناة الشعب، بل يتمادون في زرع الخلاف”.