هل يتراجع فرنجية عن معركته الرئاسية؟
كثيرة هي التسريبات التي تصيب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بشكل مباشر والتي توحي بان الرجل بات ينازع سياسياً، وبات مقتنعاً بأن وصوله الى القصر الجمهوري مستحيل بالرغم من دعم عدد لا بأس به من النواب له وتصويتهم له، وقدرتهم على تعطيل أي جلسة إنتخاب قد توصل مرشحا آخر إلى رئاسة الجمهورية. كما بات الحديث عن فرنجية اعلاميا، بعد المبادرة القطرية، بإعتباره مرشحا سابقا.
قبل اسابيع، وبعد لقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بقائد الجيش العماد جوزيف عون، برزت معلومات عن ان فرنجية منزعج وقلق من حراك حليفه الأساسي، كما قيل أن رعد زار فرنجية لطمأنته. لاحقاً سربت على لسان فرنجية تصريحات تؤكد تأييده لقائد الجيش في حال وجد أن حظوظه الرئاسية باتت مستحيلة، وذلك في إطار المعركة القائمة بينه وبين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.
واخيراً، تحدثت المعلومات عن اثمان طلبها فرنجية في مقابل إنسحابه من المعركة، فهل حقاً بات رئيس المردة مقتنعا باستحالة فوزه في الكباش الرئاسي؟ وبعيدا عن صحة المعلومات والتسريبات التي تنقل او تستهدف فرنجية في الايام والأسابيع القليلة الماضية، هل باتت المؤشرات السياسية حاسمة لجهة إنتهاء فرص زعيم زغرتا في الإنتخابات الرئاسية؟
قبل الحراك القطري، كانت الظروف توحي بأن أسهم فرنجية باتت في إنخفاض مستمر، مع خسارة الغطاء الاوروبي والفرنسي تحديدا، وتكتل الدول الخمس حول فكرة البحث عن مرشح جديد توافقي من غير المرشحين المطروحين على الطاولة، وهذا الأمر فرمل الاندفاعة الباسيلية بإتجاه التوافق مع “حزب الله” على اعتبار ان اسم فرنجية سيسقط تلقائياً وعندها سيكون التفاوض مع الحزب اسهل وامكانية الحصول على مكاسب أكبر.
لكن مراوحة الحراك القطري، او اقله عدم خروجه بالنتائج المرجوّة، أظهر فرنجية بوصفه الصامد الدائم في وجه الهجمات السياسية، واعاد الامل بعودة الفرنسيين ولو بعد حين في ظل تمسك “الثنائي الشيعي” بدعم “رئيس المردة” حتى النهاية وعدم رغبتهم بالدخول بأي بازار سياسي يوصل أي مرشح آخر الى القصر الجمهوري، وهذا كله قد يعيد الزخم الى الحوار الثنائي الذي يعقد بين حارة حريك وميرنا الشالوحي، لان رهان باسيل على خروج فرنجية من السباق بشكل تلقائي سيسقط تدريجياً.
كما ان التطورات الاقليمية التي تسير بشكل متوازن نحو حل يرضي المملكة العربية السعودية في اليمن قد يؤدي الى رفع اسهم التسوية مع “حزب الله” في لبنان، وهذا كله يعني أن حظوظ فرنجية، وان لم تكن تتقدم، فهي لم تتعرض لإنتكاسة كارثية تجعله يفكر في التفاوض على أصل ترشحه، لذلك فإن المرحلة المقبلة ستشهد حضوراً جدياً لفرنجية في الإعلام والسياسة.
لبنان 24 – علي منتش