لبنانيات

في زمن الحرب… اللبنانيون ينزحون إلى عيادات التجميل بحثاً عن “الكمال”

على الرغم من الأزمات الاقتصادية والأمنية التي تعصف بلبنان، يبقى المظهر الأنيق لدى العديد من اللبنانيين واللبنانيات شغلهم الشاغل، ويبقى الجمال أمرًا أساسيًا للكثير من الرجال والنساء، وبخاصة المرأة اللبنانية التي اشتهرت بالعناية بمظهرها وجمالها، وعرف عنها بأنها تلجأ بشكل دوري إلى عمليات التجميل وشدّ الوجه والجسم وترميم كل ما خلفه العمر من تجاعيد.

والأمر لم يعد يقتصر على إجراء تصحيح اعوجاج خلقي غير متناسق مع الوجه أو الجسم، بل تعدى ذلك إلى تغيير قد يكون كليا في الملامح والهيئة العامة للشخص، والساري بين كثيرات من النساء وحتّى الرجال أن تقنيات التجميل المستحدثة باتت بالنسبة لهم هوسًا وشغفًا وهم يتابعون كل جديد يطرأ عليها كي يستعملونه في  تكوين أشكال جديدة لهم!

 
إن اللجوء إلى تقنيات التجميل وإجراء التغييرات هو أمر اعتيادي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل الاهتمام بالمظهر ما زال ممكنًا في ظل الأيام الصعبة التي تمر بها البلاد؟

طبيب الجراحة والتجميل أحمد عنيسي يؤكّد لـ”لبنان 24″ أن “الإقبال على الإجراءات التجميلية في موسم الأعياد يعتبر جيّداً وليس كما كان في مع بداية  حرب غزة وما رافقها من أحداث أمنية كانت ومازالت تحصل على الحدود اللبنانية  يوم كان الطلب على اجراء أي عمل تجميلي قليلا لا بل نادر اجدًا”.
 
ويشير عنيسي الى أن “معظم الطلبات على عمليات التجميل عائدة لأشخاص مقيمين في لبنان ونسبة قليلة منهم هي من المغتربين، وهذا مؤشر يدل على أنه رغم الأزمات الصعبة يبقى التجميل من أولويات المجتمع اللبناني”.
 
وأردف أن “البوتوكس هو العلاج التجميلي الأكثر شعبية في لبنان ويليه الفيلر ثم العلاجات الأخرى”.
 
وفي سؤال للطبيب عن تقلبات الأسعار في زمن الاهتزازات المالية، أكد عنيسي ان الأسعار ما زالت كما هي بالدولار، وأشار الى أن “حقنة البوتوكس مثلا تتراوح تكلفتها تقريبا بين الـ100 و200 دولار”.
 
ومن جهة أخرى، أفاد بأنهم  كأطباء في بحث مستمر عن كل جديد في عالم التجميل، ويواكبون  كل التطورات والمستجدات التي تطرأ على المهنة، وهذا المجال كما هو حال كل المهن الطبية يتطلب متابعة دائمة وهم على اطلاع على كل جديد، ويتواجدون دائما في المؤتمرات المتخصصة في علم التجميل التي تقام في تركيا.
 

الملفت في هذا الموضوع، أن الطلب على حقن  البوتوكس والعمليات التجميلية البسيطة ما زال ملحًا بشكل شبه اعتيادي وبنفس الزخم الذي كان يحصل قبل وقوع الأزمات. فالظاهر أن نسبة كبيرة من المواطنين في ظل الشح المادي باتوا اليوم  ضائعين بين الانفاق على مظاهرهم واشكالهم وبين الانفاق على متطلبات الحياة الأساسية، وقد يكون خيارهم على الأرجح الجمال أولاً.

لبنان24 – ماريا رحّال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى