أكثر من مئة بيت مدمّر في كفركلا: «تماسنا مع العدو حظوة لا نفرّط بها»
شيّعت بلدة كفركلا، أمس، الشهداء المسعفين جهاد وابن عمه موسى شيت، والمزارع حسين يحيى، الذين قضوا في غارة جوية استهدفت منزل موسى شيت في حي الحمى أول من أمس. وبهم، أتمت البلدة حصتها الخماسية من الشهداء على طريق القدس منذ بدء مواجهات المقاومة مع العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان قبل ثلاثة أشهر.
في البلدة التي تُعرف بأنها «الحدود صفر» لكون منازلها هي الأقرب لمنازل المستوطنين، جاب موكب الشهداء ساحة البلدة وصولاً إلى الملعب والجبانة المشرفين تماماً على الموقع العسكري في مستعمرة المطلة المقابلة، وسط حشد من عشرات الأهالي الصامدين والنازحين. وتقدم الأهالي النائب عن كتلة «الوفاء للمقاومة» علي فياض، الذي اعتبر في كلمته «إن الله منّ على كفركلا بهذا الموقع الأكثر تماساً مع فلسطين المحتلة. لكن ونحن ندخل الشهر الثالث من المواجهة، حاملة الطائرات الأميركية تغادر بحرنا والجيش الإسرائيلي يسحب خمسة ألوية من قطاع غزة، ونحن هنا صامدون بوجه مستعمرة المطلة».
من بين الجموع، صبّت خديجة حلاوي غضبها على الدولة التي تتناسى كفركلا منذ إنشاء إسرائيل، قائلةً «ربما لا يعرف كُثر بأن المسافة التي تفصلنا عن المستعمرات هي مسافة صفر ولا زلنا منذ عقود نتصدى للعصابات الصهيونية والكوماندوس ثم جيش الاحتلال». وتشير خديجة إلى أن ابن عمها هو عبد الأمير حلاوي، شهيد مواجهات التصدي في تشرين الأول عام 1975. أما الأسيرة المحررة ماجدة فقيه، فاعتبرت أنّ «تماسنا مع العدو حظوة لا نفرّط بها»، مستذكرةً صورة لزوجها جلال حمود عندما كان في السابعة من عمره، يتأبط ذراع أمه في تظاهرة لاحقت الصهاينة عند بوابة فاطمة.
رغم التصدي، كانت الفجيعة على «الأقمار الثلاثة» أكبر. لم تنتحب عليهم عائلات الشهداء، بل أصدقاؤهم ورفاق العمل. سهل كفركلا الملاصق للمطلة يعرف صوت محراث يحيى، وأعمال الإنقاذ والإسعاف في بلدية كفركلا والمنطقة تعرف القريبين شيت.
فوق ركام منزل موسى شيت حيث وقعت الغارة، عرج أهل الشهداء ليشتمّوا رائحة أبنائهم. الغارة سوّت المنزل في الأرض وألحقت بالمنازل والحقول المحيطة دماراً كبيراً. حسن شيت، والد موسى، اتكأ على عكازه وهو يناجي «يا ولادي، لوين رحتوا؟».
قبل تدمير منزل موسى شيت، لحق الضرر بمنزلَي يحيى وجهاد شيت الواقعين في أحياء أخرى تعرضت للقصف المدفعي والغارات. وفي إحصاء غير نهائي، بلغ عدد المنازل المدمرة كلياً أو جزئياً في كفركلا أكثر من مئة بيت. إذ إن بعض المنازل التي استُهدفت بغارات جوية عنيفة تسببت في ضرر كبير في محيطها.
الاخبار – امال خليل