أخبار الجنوب

مفاجآت بسبب “الحزب”.. هكذا بات “الدفن” في إسرائيل!

عاد التوتر الأمني المتصاعد على جبهة لبنان بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله إلى واجهة السجال في تل أبيب، حيث وُجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى الحكومة الإسرائيلية حمّلتها مسؤولية الإخفاق في استعادة الأمن والأمان، وذلك في ظل استمرار نزوح عشرات آلاف الإسرائيليين من البلدات الحدودية بالجليل الأعلى.

وفي محاولة من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للتخفيف من حدة انتقادات والاتهامات بالفشل العسكري على الجبهة الشمالية قبالة حزب الله، أنهى الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مناورة تحاكي شن هجوم واسع على لبنان.

وبموجب المناورة التي استمرت عدة أيام، أجرى جنود الاحتياط من “الكتيبة 5030” في “اللواء 228” -بحضور المراسلين العسكريين من مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية- تمريناً يحاكي هجوماً في لبنان.

ويرى المراسلون أن المناورة تحمل في طياتها رسالة مزدوجة للجمهور الإسرائيلي، وكذلك إلى “حزب الله”.

وقال قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء أوري غوردين للجنود في أثناء توجيه رسالة إلى حزب الله إن “التمرين جزء من أهمية زيادة جهوزيتنا واستعدادنا لتوسيع القتال والهجوم على لبنان.. نحن أكثر استعداداً لهذا مما كنا عليه في أي وقت مضى، وعلى استعداد للهجوم إذا اضطررنا لذلك”.

وأشار غوردين إلى أنه “في السابع من تشرين الأول، خضنا الحرب دفاعاً عن البيت والوطن.. لقد تجند مئات الآلاف من شعب إسرائيل للقيام بهذه المهمة الدفاعية، وحتى الآن، يتم نشر عشرات الآلاف من الجنود للدفاع عن الحدود الشمالية لبلادنا”، حسب ما نقلت عنه صحيفة “يسرائيل هيوم”.

وفي رسالة وجهها إلى الإسرائيليين، خاصة سكان البلدات الشمالية الذين ينتقدون أداء الجيش ويتهمون الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بالفشل، قال غوردين إنه “لا يزال هناك كثير مما يجب التعامل معه، من أجل النجاح في تحقيق النتيجة المرجوة المتمثلة في إبعاد حزب الله عن الحدود وتحسين الوضع الأمني، حتى نتمكن من إعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.

تصعيد أمني

لكن على أرض الواقع، وخلافاً للمناورات وتصريحات العسكريين، فعندما ظهرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي عن إطلاق حزب الله قذائف صاروخية على منزل في مستوطنة “كفار يوفال” الحدودية، كاد هاتف أمنون أفراهام (صاحب مزرعة دجاج)، أن يتعطل من كثرة الاتصالات، وقال: “تلقيت مئات المكالمات الهاتفية والرسائل من العائلة والأصدقاء، الذين كانوا قلقين على سلامتي، وكانوا متأكدين من إصابتي”.

وسرد أفراهام – في حديثه لصحيفة يديعوت أحرونوت – الأسباب التي دفعته للبقاء في مزرعته رغم تصاعد التوتر الأمني وخطر الإصابة بالصواريخ التي تطلق من لبنان، قائلاً: “يريدون مني أن أغادر، ولكن إذا غادرت، من أين سأغطي 200 ألف شيكل (55 ألف دولار) تكلفة الدواجن والطعام الذي اشتريته لهم؟”.

وفي ظل التصعيد الأمني على الحدود مع لبنان وتبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، فإن أفراهام يغادر باب منزله مرتين في اليوم فقط، وينظر بقلق إلى القرية اللبنانية المطلة عليه، ويركض إلى مزرعة الدجاج القريبة ليجمع البيض.

يربي أفراهام 5 آلاف دجاجة، ويوميا يجمع البيض ليغطي تكلفة الموسم الزراعي وديونه، لافتاً إلى أن هناك 30 مزارعاً اضطروا للبقاء في المزارع المجاورة للحدود من أصل المئات من المزارعين الذين فضلوا النزوح، قائلاً إن “جاره إلياهو أيالون الذي اضطر للبقاء بالمزرعة، أصيب هذا الأسبوع منزله بقذيفة مضادة، وقتلت زوجته ميرا وابنه باراك”.

حياة الموت

ووفقاً لأفراهام، “لقد فرضت إسرائيل عليّ وعلى الجميع هذا الوضع”، وأضاف: “الحكومة ترسلنا لنموت، إذ لم تعِد بأي حلول، كما أنها لم تتعهد بدفع كامل التعويضات عن الخسائر للمزارعين جراء التصعيد الأمني على الحدود الشمالية المتواصل منذ أكثر من 3 أشهر”.

وتجلى هذا الواقع الذي سرده أفراهام خلال جنازة ميرا وابنها باراك -اللذين قتلا بقذيفة صاروخية مضادة للدبابات أطلقت من الجنوب اللبناني- وتم دفنهما في جنازة صغيرة في كفار يوفال، وأقيمت مراسم التشييع في مكان بعيد عن الحدود اللبنانية، حتى يتمكن أقاربهما من توديعهما من دون خوف.

في البلدات الإسرائيلية الواقعة على الحدود اللبنانية، تقول مراسلة صحيفة “هآرتس” في الشمال عدي هاشموني: “يشعر السكان بالمناطق الحدودية والجليل الأعلى أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله هو الذي يحدد متى وأين يمكنهم دفن أحبائهم، وعدد المشاركين بالجنازة وموعد الدفن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى