التائه موسى بزي يستنفر منطقة بنت جبيل
مضت ستة أيام على فقدان أثر موسى بزي في الضاحية الجنوبية. وبرغم جهود البحث المكثفة التي أطلقها أهل مدينته بنت جبيل والبلدات المجاورة وإبلاغ القوى الأمنية، فإنّها لم تفض للعثور على ابن الرابعة والستين عاماً. وحظي المفقود بحملات تضامن واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي لاعتبارات عدة أولها أنه ضحية التشتت الذي تسبب به العدوان على أهالي المنطقة الحدودية، والذي أجبره على ترك بنت جبيل قبل نحو شهر للإقامة لدى شقيقته في حي ماضي. وبزي، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعاني صعوبة في النطق، لم يبرح منطقته إلا نادراً. يتنقل بمفرده راجلاً، بين أرجاء بنت جبيل ويارون ومارون الرأس وعيترون وجاراتها. لكنه لا يعرف التنقل أبعد منها. «بحياته لم ينزل إلى صور. والمرات القليلة التي نزل فيها إلى بيروت، كانت بصحبته شقيقته الوحيدة لزيارة الطبيب»، قال ابن عمه غسان بزي. في منزله المتواضع في وسط بنت جبيل، يعيش بمفرده بعد وفاة والديه ويعتمد على مساعدات الخيرين. تفاعله الاجتماعي الإيجابي والتزامه بحضور المناسبات في المنطقة برغم حالته الاجتماعية والصحية، جعله وجهاً محبوباً في محيطه ويحظى بتعاطف واهتمام.
سجل بزي الثري حوّل حادثة اختفائه إلى قضية رأي عام في منطقة بنت جبيل وبين أهلها في دول الاغتراب. يشير غسان بزي إلى أنّ «سبب ضياعه عدم معرفته الجغرافية في مدينة كبيرة أُجبر على الإقامة فيها بسبب العدوان بعد أن أمضى ستة عقود في الريف». ولفت إلى أنه في يوم فقدانه يوم الجمعة الماضي، خرج مع شقيقته من المنزل لحضور حفل تأبين ابنة بنت جبيل، الشهيدة سمر السيد التي قضت في غارة استهدفت سيارة على طريق كفرا. وبسبب نزوح أهالي بنت جبيل، أقيم الحفل في الضاحية. فاندفع بزي للمشاركة كعادته في مختلف المناسبات في مدينته. «لكنه عند مدخل القاعة، انفصل عن شقيقته للدخول إلى الركن المخصص لجلوس الرجال. وبعد انتهاء الحفل، لم تجده شقيقته ويُرجح أنه غادر للعودة إلى المنزل، لكنه لم يعرف السبيل، حتى تاه في المدينة الكبيرة».
الحملات التي أُطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي للعثور عليه، مرفقة بصوره، لاقت تفاعلاً ليس بين الجنوبيين فحسب، بل سجل منشور على صفحة «جنود الرب» يشير إلى أنّ صاحب الصورة شوهد في الأشرفية نقلاً عن شهود عيان.
الاخبار – امال خليل