” حسن ” يكافح من أجل ابنته… “مارشملّو” بالعسل الطبيعي
رغم ظروف الحرب القاسية، التي خلّفت تأثيرها الكبير على السوق المحلية وقرى النبطية والجوار، فإن «حسن» لم يوقف مشروعه الذي بدأه قبل سبعة أشهر تقريباً، بتصنيع «المارشملو» الصحّي. هو الوحيد في لبنان الذي بدأ إضافة العسل الطبيعي بنسبة 75 في المئة والباقي من سكر قصب السكّر، لإنتاج «مارشملّو» خالٍ تماماً من المواد الحافظة. ويقول إنّ «ما دفعه إلى هذه الصناعة هو ابنته، إذ أرادت أن يكون غذاؤها صحيّاً، و»المارشملّو» الموجود في الأسواق هو صناعة صينية أو تركية، وبالتالي غير صحيّ». يُعدّ «المارشملّو» حلوى الكبار والصغار، واستغرق حسن شهرين لتعلّم صناعته عبر «اليوتيوب»، واستهلك نحو 80 كلغ من العسل الطبيعي حتى نجح في تصنيعه، وصار الأوّل في هذا المجال.
في معرض «خيرات الأرض» الذي تنظّمه «جمعية جبل عامل للتنمية» شهريّاً في «سنتر الريفولي مول» في النبطية، بغية دعم المزارعين والمصنعين الغذائيين والحرفيين الصغار، وضع حسن إنتاجه، أكثر من سبع نكهات طبيعية أدخلها ومن ضمنها الشوكولا البلجيكية، ودخل في سباق مع تطوير صناعته التي بدأها في مطبخ المنزل ووصل به الحال لفتح معمل صغير، وشجّعه على ذلك «ارتفاع طلب الأهل الباحثين عن حلويات صحيّة لأولادهم، وهذا الأمر فتح لنا أبواب التصدير للخارج نتيجة انتشار قيمة الجودة لما نصنّعه، ولكن التصدير يحتاج إلى إجراءات كثيرة حاليّاً».
لم يكد «حسن» يطلق صناعته الصغيرة حتى وقعت الحرب، التي أثّرت بشكل غير مباشر على إنتاجه، وتحديداً بما يتعلق بالعسل، إذ لفت إلى أنّه «اعتمد على عسل القرى الحدودية واليوم خسرت هذا المصدر، وحالياً أنكب على البحث عن عسل طبيعي غير مغشوش».
لم يحظ بأي دعم حتى الآن، وهذا ما حداه على القول إنّ «كل ما أقوم به هو مجهود فردي، تمكنت من تحقيق نجاح بقناعتي وتعبي، وكل ما أنتجه أصرفه على تطوير الصناعة وإدخال أصناف صحية جديدة عليها، أما وزارة الصناعة والمؤسسات والجمعيات وحتى الأحزاب، فلم تدعمني بأي شيء وهذا حكماً يترك تأثيره على تطوير الصناعات الصغيرة التي تبقى ضمن الإطار الفردي».
يطمح «حسن» اليوم لفتح «دكّانة» صحيّة مخصصة للأطفال، وستكون الأولى في لبنان. أكثر من 40 صناعيّاً وحرفيّاً شاركوا في المعرض الذي يُشكّل نافذة اقتصادية محليّة لهم في زمن الحرب، وتنوّعت منتجاتهم بين المونة والصوف والأشغال اليدوية وتصنيع الشوكولا والمقطرات وغيرها، ولم تغب الكتب عن المعرض الذي يجده الحرفيون والصناعيون الصغار متنفساً لهم، غير أنّ تأثير الأزمة الاقتصادية أدى إلى ضعف الإقبال رغم الحسومات الكبيرة التي طرحها العارضون.