رغم الظروف الصعبة .. بلدية مارون الراس: تصدي كامل للمسؤولية بوجه العدوان الاسرائيلي
رغم التحديات الكبيرة التي فرضها العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، وتهديده حياة المدنيين في القرى الحدودية، تتصدى بلدية مارون الراس لمسؤوليتها دعماً للنازحين قسراً عن بلدتها، وتحصي اضرار العدوان تمهيداً لإعادة الاعمار.
يقطن في بلدة مارون الراس 191 عائلة، تأثرت جميعها بتداعيات العدوان، بعد استهدافه المتكرر للمنازل والمحال التجارية. مع بدء عملية النزوح القسري قدّمت جمعية العمل البلدي، لرئيس بلدية مارون عدنان علوية قائمة بأماكن نزوح العائلات.
البلدية بدورها، سارعت في التواصل معهم ودعمهم بالاحتياجات الأساسية، كذلك تواصلت بلدية مارون مع البلديات المستضيفة لمواكب النازحين وتأمين المنازل المجانية وما يحتاجونه من خدمات أولية. أما عن الصامدين فقدمت البلدية منذ أولى أيام العدوان، حصصًا غذائية ومازوت للتدفئة، فضلاً عن تأمنيها الاحتياجات الأساسية التي انقطعت عن البلدة.
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على القرى الحدودية، وتعمد العدو الإسرائيلي استهداف المدنيين وترويعهم، نزح قسراً من بقي من العائلات الصامدة. عندها بدأت البلدية بإحصاء جديد لكل العائلات الـ 191 النازحة، وتقديم يد العون لهم.
نجحت البلدية منذ بداية أيام العدوان في تأمين حصصًا غذائية ومواد تنظيف لجزء كبير من العائلات النازحة قسرًا، التي توزعت بأغلبها في: العاصمة بيروت، مدينة صور، بلدة تبنين وجوارها، وبلدة نصار وجوارها.
ووقوفاً إلى جانبهم في محنتهم، وزعت بلدية مارون الراس على العائلات الأكثر فقرًا هدية مالية بقيمة 50 دولارًا قدمت من متبرعة جزائرية. كذلك قدمت البلدية 80 حصة غذائية للعائلات النازحة قسراً في مدينة بيروت، فيما توضب حالياً 80 حصة ستوزع على العائلات في تبنين جوارها ونصار وجوارها.
لم تغفل البلدية عن رواتب العاملين لديها النازحين إلى القرى الآمنة، فواصلت دفع رواتبهم الشهرية، رغم الأزمة الاقتصادية مؤكدةً وقوفها إلى جانبهم في محنة النزوح آملة عودتهم إلى أعمالهم مباشرةً بعد انتهاء العدوان.
هذا وتعمل بلدية مارون الراس على متابعة أعمالها رغم خلو البلدة من أغلب العائلات، فأوكلت إلى شرطة البلدية مهام إحصاء الدمار الذي سببه العدوان في قصفه المنازل والمحال التجارية، وتحديد مستوى الأضرار (هدم، ترميم كلي، ترميم جزئي).
يحصي قسم الشرطة في بلدية مارون الراس الأضرار بالخدمات العامة تمهيدًا لصيانتها فور الانتهاء من العدوان. وقد أحصى القسم أضرارًا جزئية في مشروع الطاقة الشمسية للبئر الارتوازي، وأخرى بيئية طالت الأحراش والمزروعات. ومع استهداف العدوان لخدمات البلدة العامة، وتضرر أعمدة الكهرباء وتقطع الكبلات، تواصلت البلدية مع شركة مراد لإتمام عملية الصيانة لخطوط الـ Three Phase، ومحطات الأحياء.
ونظرًا لأهمية الجانب التربوي للبلدية، حرصت مارون الراس على استكمال طلاب العائلات النازحة قسرًا لعامهم الدراسي مهما كانت الظروف. وقد سعت البلدية منذ بداية العدوان للتواصل مع الطلاب وحثهم على استلام الـ Tab من مدارسهم الرسمية، لضمان استمرار تعليمهم وإن كان ذلك عن بعد. كما فتحت بلدية مارون الراس جميع خطوط التواصل مع البلديات المستضيفة لتأمين تعليم طلابها النازحين في المدارس الرسمية لديها.
على الرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة وحصتها البسيطة من الصندوق البلدي المستقل، أظهرت بلدية مارون الراس جهودًا كبيرة في التعامل مع الظروف الصعبة وتقديم الدعم للصامدين أولاً والنازحين قسرًا تباعًا. وقد وضعت البلدية خطة متكاملة لعودة النازحين فور انتهاء العدوان، بما يضمن عودة سريعة وآمنة إلى قراهم ومنازلهم.