الدوير أحيت ذكرى أسبوع الأديب خليل سلامي وكلمات أجمعت على تميزه وثقافته وخبراته في المجالات كافة
أحيت بلدة الدوير الجنوبية ذكرى مرور اسبوع على وفاة الأديب والمُربي خليل سلامي باحتفال تأبيني اقيم في النادي الحسيني للبلدة، حضره رئيس المحكمة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي العلامة السيد علي مكي، وفد من المكتب التنفيذي لمنظمة “العمل اليساري الديمقراطي العلماني” برئاسة زكي طه، أمين فرع حزب “البعث العربي الاشتراكي” في الجنوب احمد عواضة عاصي، رئيس رابطة آل الزين في لبنان سعد الزين، وفود من القوى الوطنية والاسلامية واليسارية، وفد كبير من بلدة كفرشوبا ومنطقة العرقوب تقدمه رئيس بلدية كفرشوبا السابق الدكتور قاسم القادري، وفود من: “رابطة المتقاعدين المدنيين”، “اللقاء الادبي العاملي”، “هيئة العطاء المميز” في النبطية، “نادي الارز الثقافي” ، رئيس الإتحاد العالمي للأندية والجمعيات والمراكز الثقافية لليونسكو في العالم الدكتور مصطفى بدر الدين، وممثلون عن الهيئات التربوية والنقابية والثقافية ومن “لقاء الزجل اللبناني الاصيل والتراث الجميل” وحشد من المواطنين .
مكي
بعد آي من الذكر الحكيم للمقرىء حسن رمال، وكلمة ترحيب وتعريف من المربي اسماعيل قبيسي ، ألقى العلامة مكي كلمة رثا فيها “الراحل الاديب والشاعر والمربي والصديق خليل سلامي الذي عرفته منابر الجنوب خطيبا، وعرفناه في اللقاء الثقافي في “مجمع حبوش الخيري” شاعرا واديبا، ومؤازرا لكل نشاطات المجمع، نشيطا، متميزا في حضوره وثقافته وخبراته الكثيرة في المجالات الاجتماعية والتربوية والثقافية والنضالية، وبرحيله خسرنا اخا عزيزا، مربيا صالحا واديبا جنوبيا لامعا” .
جفال
ثم ألقى المربي علي جفال كلمة بإسم رابطة المتقاعدين المدنيين والروابط والاندية والجمعيات التربوية والثقافية في محافظة النبطية تحدث فيها عن “خليل سلامي الناشط في كل المجالات التربوية والثفافية، وركنا اساسيا في هيئات وجمعيات ولقاءات ادبية في كل الجنوب، وخسرناه في تجمع الروابط والهيئات الثقافية في النبطية، كما خسرته بلدته الدوير وعائلته”.
جعفر
ثم ألقى الشاعر موسى جعفر قصيدة رثاء بالراحل خليل سلامي .
طه
أما رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني زكي طه كلمة فقال: “أن أقف كي أرثي رفيقا مناضلاً وصديقاً عزيزاً هو أمر محزن وصعب. رفيق تشاركت معه أنا وأبناء جيلي أكثر سنوات أعمارنا. ونحن نجوب القرى وشوارع مدن لبنان وعاصمته، رافعين معاً رايات النضال على كل الجبهات. من حقوق الطلاب والمعلمين والاساتذة، إلى قضايا الجامعة اللبنانية ومطالب الفئات الشعبية العابرة للطوائف والمناطق. ومعها رايات تأييد القضية الفلسطينية والدفاع عن حق المقاومة من لبنان من أجل تحرير فلسطين. ولم نتردد في مشاركتها القتال دفاعاً لبنان وفي مواجهة العدوان الاسرائيلي عليهما”.
أضاف: “لم يتأخر خليل يوماً ولم ييأس رغم كل التحديات والصعاب. كان في طليعة المناضلين، في انتفاضة مزارعي التبغ وفي اضرابات وتظاهرات الطلاب والمعلمين والعمال. كان طموحنا التغيير والثورة، واقامة نظام العدالة الاجتماعية ودولة القانون والمؤسسات، كانت طموحاتنا بحجم الوطن الذي حلمنا به. وقد تجاوزت أحلامنا تحرير فلسطين التي رأينا في قضيتها ومقاومتها رافعة ثورية لتحرر مجتمعاتنا العربية من الاستعمار والتخلف. حول تلك الاهداف تعاقدنا ورفعنا الرايات وخضنا المعارك. وساد بيننا التنافس لتقدم الصفوف في ميادين النضال الاجتماعي والوطني، إلى جانب الاحزاب والتيارات التي تشاركنا واياها الكثير من الشعارات والاهداف. وكان منا جميعاً الكثير من الشهداء”.
وتابع: “أعرف جيداً كم كان رفيقي خليل اصيلاً في التزامه وعميقاً في قناعاته، وقد تميز بالشجاعه والاقدام على امتداد سنوات مسيرته النضالية. هو المبادر في طليعة المقاتلين إلى مواجهة الاجتياح الاسرائيلي للبنان صيف العام 1982. وفي تنظيم مجموعات جبهة المقاومة الوطنية واعداد مقاتليها ومتابعة تنفيذ العمليات ضد العدو. وهي المقاومة التي أجبرت العدو الاسرائيلي على الانسحاب من أكثر المناطق اللبنانية المحتلة، آنذاك بقوة تضحيات شهدائها وبطولات مناضليها من شتى اطياف المجتمع ومن كل أرجاء الوطن. ولا ينال منها أن التحرير أنجزته دماء وتضحيات المقاومة الاسلامية. وفي معتقل انصار برز دور الرفيق خليل في تنظيم الاحتجاجات والانتفاضات في وجه جلادي جيش الاحتلال وعملائه. ومسيرة الآلام التي انتهت بوفاته هي الشاهد على صلابته في وجه المحقيقين الصهاينة”.
وقال: “قبل خليل المناضل والقائد الحزبي. كان خليل الانسان في علاقته بمجتمعه وبلدته وأهلها، المربي والمعلم لاجيال بكاملها في مدرسة الدوير الرسمية. الحريص على مستقبل تلامذته وطلابه. والمناضل الذي يحمل هم تعزيز التعليم الرسمي والنهوض به. كان نقابياً ديمقراطياً مسؤولاً، وقد أدرك مبكراً أن المعلم مسؤول عن عمله أمام المجتمع أولاً، قبل أن يكون موظفاً. هو الاديب والشاعر المبدع الذي يعتلي المنابر، ويخطط لافتات التظاهرات والمناسبات، والمدافع عن حقوق المعلمين المتقاعدين. لقد مثل الرفيق خليل نموذج المناضل الحزبي الملتزم بقضايا مجتمعه ووطنه”.
وتابع: “نلتقي اليوم وطيف رفيقي خليل حاضر معنا وبيننا. رحل عنا ونحن والمنطقة في أشد اللحظات صعوبة وأكثرها خطورة على مصير شعب فلسطين وقضيته وحقوقه الوطنية، وحول مصير لبنان ومستقبله، ومعهما البلدان العربية التي تحوّلت ساحات حروب مفتوحة داخلية وخارجية. نلتقي ونحن في معمعة حرب اميركية اسرائيلية مفتوحة على المنطقة برمتها، حرب تتجلى فيها وحشية وبربرية جيش وقادة الكيان الصهيوني بأوضح صورها، في فلسطين كما في لبنان. هي الحرب التي تحظى بالتمويل والتغطية والدعم الدولي على نحو سافر، في موازاة التواطوء والعجز العربي”.
أضاف: “غادرنا رفيقي خليل ونحن في لحظة تصاعد التهديدات الاسرائيلية بتدمير لبنان. وفي ذروة تفككه وتشظي قوى وسلطة نظام المحاصصة الطائفية، المنتج للأزمات والصراعات والانقسامات الاهلية، والخراب الاقتصادي والانهيار المالي الناجم عن تقاسم المغانم والمشاركة في التهريب والنهب لمقدرات الخزينة العامة وأموال اللبنانيين. لقد غادرنا الرفيق خليل ونحن محاصرون ومعنا أكثرية اللبنانيين بالاسئلة الصعبة حول سبل مواجهة الاخطار الزاحفة من الخارج والمتفجرة في الداخل”.
وأشار الى أن “قضية خليل قضية الانسان الذي يبحث عن وطن. وطن قابل للحياة. وهو الذي أفنى عمره يناضل في سبيله. هو الحاسم في قناعاته بأن أحزاب الطوائف لا تبني وطناً، ولا تقيم عدالة اجتماعية أو تحقق المساواة بين اللبنانيين. بل هي من يعيد انتاج الازمات والانقسامات بما فيه الصراعات والحروب الاهلية. وخليل هو الواثق بأن الانقسام الأهلي يشكل أقصر الطرق للتفريط بالوطن. وأن القوى الطائفية مهما بلغت قوتها وامكاناتها ليس باستطاعتها أن تحميه أو تنقذه مما يتهدده. لقد كان على يقين ونحن معه، أن وحدة اللبنانيين هي السلاح الأهم في مواجهة العدوان والحرب الاسرائيلية، في لبنان كما في فلسطين، وأن وحدة اللبنانيين هي الضامن لبقاء بلدهم وانقاذه، وفي ذلك أهم دعم ومساندة لشعب فلسطين. كما كان يعي جيداً أن الخارج لن يبني لنا دولة ولن يعالج ازماتنا، بل يستثمر فيها ويستغلنا”.
وقال: “ما يجمعنا اليوم هو طيف الرفيق خليل الذي سيظل حاضراً بيننا. لقد رحل وترك لنا أحلامه وطموحاته ومعها، كم من الاسئلة الصعبة والتحديات الجسام. كما ترك لنا صفحات مسيرته النضالية الناصعة قائدا ومناضلاً في سبيل قضايا مجتمعه ووطنه. وتاريخ نضاله هو بعض تاريخ منظمتنا، وكله مصدر فخر لبلدته واصدقائه وعارفيه. كما هي ايضاً مصدر اعتزاز لعائلته المناضلة التي اجتمع فيها حشد من الرفيقات والرفاق. كان خليل وصباح واسطة العقد في تشكيل عائلة شكلت نموذجا راقياً وفريدا من العلاقات الانسانية حول مبادى الالتزام الحزبي والنضال السياسي في رحاب المنظمة، وعلى مختلف الجبهات ومحطات الحياة ولم تزل”.
وسأل: “هل أوجه التحية الى رفيقة خليل العزيزة صباح، أو إلى الرفاق محمد وحسن، إم إلى آمنة وسهام. أم أتوجه بها إلى المناضلين الراحلين أبو رضا صبرا، وأبو رمزي عبدالله والمناضلات المربية لطيفة وذكريات. أم إلى رمزي شهيد منظمتنا الاول في مواجهة قوات الاحتلال صيف 1982. أم أخاطب الصبايا والشباب الابناء. وهم جميعا يستحقون التحية”.
وختم: “سنفتقدك دوما، وسيبقى لك مكان في وجدان رفاقك كما في ذاكرة الوطن. سلام عليك كلما طلع الفجر على مزارع كادح. أو عامل يشقى لتأمين قوت عياله. أو مربٍ يخاطب عقل تلامذته وطلابه. سلام عليك كلما أشرقت الشمس على أنسان يحلم بالحرية وهو يقاوم العدوان والظلم ويضحي كي يكون له وطن يحيا فيه بكرامة”.
وختاما ألقى مازن خليل سلامي كلمة ” شكر فيها بإسم العائلة كل من شاركهم العزاء والمواساة بوفاة والده“.
بعد ذلك تلا المقرىء حسن رمال مجلس عزاء حسيني.