أخبار النبطية

عمليات إزالة الركام في النبطية تسير ببطء شديد وغموض حول ملف إعادة الإعمار

النشرة

تسير عمليات إزالة الركام والانقاض لمخلفات العدوان الإسرائيلي في النبطية ببطء شديد، ومن يمر في المدينة يرى الجرافات تعمل على انقاض المنازل والمباني السكنية، إلا أن العمل هو لإزالة الحديد وبيعه.

في هذا الإطار، يشير رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية والجوار محمد بركات جابر إلى أن المنطقة ليست مجرد مدينة جنوبية، بل هي رمز للصمود والتحدي، وعاصمة تجارية لطالما شكّلت نبض الاقتصاد في الجنوب اللبناني، ويوضح أن موقعها الجغرافي جعلها ملتقى للتجار وأصحاب الحرف والمهن من مختلف المناطق، فيما أضفى تاريخها العريق وتراثها الغني طابعاً مميزاً على حركتها الاقتصادية والثقافية، لكن العدوان الأخير كان محاولة ممنهجة لطمس هويتها وعرقلة دورها المحوري، حيث طال القصف الأسواق والمحال التجارية والمؤسسات الاقتصاديّة في محاولة لكسر إرادة أهلها.

ويشدد جابر على أنه رغم فداحة الخسائر، لم ينتظر الجنوبيون طويلاً، فمع وقف إطلاق النار، تسابق الأهالي للعودة إلى منازلهم ومحالهم، متحدّين آثار الدمار، حيث كانت المشاهد الأولى للعودة مليئة بالعزم والإصرار، وبدأ التجار بترميم محالهم المتضررة جزئياً، ليس فقط لإعادة تشغيلها، بل لجعلها أكثر تطوراً وجاذبية مما كانت عليه قبل العدوان، أما أصحاب المحال التي دُمّرت بالكامل، فقد استأجروا محلات جديدة داخل السوق وعلى أطرافه، مستمرّين في نشاطهم التجاري غير آبهين بمحاولات تعطيله.

الأرقام تكشف حجم الكارثة التي تعرضت لها النبطية، حيث تجاوز عدد المحال المدمرة كليًا 300 محل، فيما تجاوز عدد المحلات المتضررة جزئيًا الـ1000. ومع ذلك، فإن المدينة، بعزيمة أبنائها، لم تستسلم، بل بدأت بالتعافي بسرعة لافتة، وعادت الأسواق إلى حركتها المعتادة تدريجيًا. فخلال الأسابيع القليلة التي تلت وقف إطلاق النار، شهدت ازدحامًا تجاريًا يعكس إصرار الناس على استعادة حياتهم الطبيعية، والتجار على إعادة بناء اقتصادهم رغم الصعوبات. وهي لم تكن يوماً مجرد سوق تجاري بل مركزا اقتصاديا يمتد تأثيره ليشمل القرى والبلدات المجاورة. واليوم، مع استمرار عملية التعافي، يصبح من الضروري توفير الدعم اللازم لأصحاب الأعمال والتجار، سواء عبر المبادرات المحلية أو من خلال مؤسسات الدولة والجهات المعنية، لضمان استدامة هذا النهوض الاقتصادي.

وما جرى لم يكن مجرد عدوان عسكري، بل كان محاولة لضرب روح المدينة وعرقلة دورها، لكن كما في كل مرة، أثبتت أن إرادة أهلها أقوى من أي عدوان. واليوم، وهي تستعيد دورها الريادي، لتؤكد أن المدينة التي صمدت ونهضت مرات عدة في الماضي، ستبقى شامخة، وستعود أقوى مما كانت، لأنها عنوانٌ للصمود والتحدي والحياة.

ووفق مصادر بلدية لـ”لنشرة”، هناك ضبابية حول هذا الأمر، فمن غير المعروف إن كانت شركة ستعيد الاعمار أو الدولة اللبنانية، من خلال دولة صديقة أو شقيقة كما وإزالة الركام والدمار، أم أن الأمر سيعود لصاحب المبنى، بعدما يتقاضى مستحقاته المالية من الدولة أو مجلس الجنوب الذي يقوم حاليا بمسح الأضرار، من دون معرفة متى تصل الأموال لاصحابها في ظل الروتين الإداري والبطء في إزالة الركام الّذي يذكر بالعدوان وقساوته ومرارة أيّامه ومجازره بحق الأطفال والنساء والشيوخ.

وفي حين تسأل: “هل سيغامر المواطن بالإعمار، في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي بكل الاشكال والغارات وجرف الأراضي في القرى الجنوبية واحتلال بعضها”، متمنية أن تتوضح كافة الأمور حتى تبدأ عملية الاعمار في المدينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى