قطاف الصعتر في الجنوب محفوف بالمخاطر وشراؤه بات الأنسب
تحقيق علي داود
وطنية – النبطية – لم يتمكن المواطنون في قرى وبلدات جنوب الليطاني وشماله من قطاف موسم الصعتر من الاودية والتلال المحيطة ببلداتهم وصولا الى نهر الليطاني بسبب القصف والغارات الإسرائيلية واستمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 8 اشهر على الجنوب وعمل عدد من المواطنين على قطاف الصعتر المزروع قرب بيوتهم للمونة والتقطير، ما أدى إلى ارتفاع سعر كيلو الصعتر المخلوط بالسماق والسمسم الى 30 دولارا اما كيلو الزعتر فقط فيباع بـ 15 دولارًا.
يقول محسن جابر من يحمر:” كنا سنويا زوجتي، أولادي وأنا نجول في الأودية وصولا الى نهر الليطاني ونتموّن صعترًا لكن بسبب العدوان الإسرائيلي لم نجازف هذه السنة نظرا لخطورة الوضع لذلك اقدمنا على شراء حاجتنا. إن عدم قطاف الزعتر أدى إلى ارتفاع سعره بشكل لم يسبق له مثيل والناس لا تخاطر في زيارة الاودية والتلال لقطاف الموسم ومعظمهم اشتروه لاعداد مونتهم الشتوية. كنا ونحن نقطف الزعتر نقطف العيزقان أيضًا، الذي يستخدمه المسلمون والمسيحيون للتبخير وتصنع منه الادوية بعدما يصدر مع الزعتر الى الأردن، حيث اشتري تاجر لبناني الموسم منا العام الماضي، والصعتر يدخل في صناعة الادوية وهو مفيد للسعال والبلغم والمعدة والرئتين ، نتمنى ان ينتهي العدوان لنعود ونزرع ارضنا بالتبغ حيث حرمنا هذه السنة من زراعتها بالتبغ وبقيت بورا بسبب الخوف من القصف الإسرائيلي الذي يستهدف كل شيء يتحرك في محيط البلدات الجنوبية ولسنا مستعدين للموت مقابل زراعة التبغ او قطف الصعتر والعيزقان مع الإشارة امام هذا الوضع إلى ان الصعتر السوري غزا اسواقنا بسعره اقل من سعره عندنا. انها حال صعبة ونحن ملتصقون بالأرض ونعيش من خيراتها لكن العدوان كبل أيدينا وجعلنا نبقى في بلدتنا ولا نتركها لان الرزق يعادل الروح ونطالب الدولة بالتعويض على الخسائر التي اصبنا بها في الزراعة جراء العدوان الإسرائيلي”.
وقالت سمر الحاج حسن :” كنا نقطف 50 كيلوغرامًا من الصعتر سنويًا من السهول والاودية ونتمون منه ونبيعه ونخلطه مع الزعتر المزروع فيعطي نكهة لذيذة وهذا العام وبسبب العدوان الإسرائيلي لم نستطع ان نقطف الزعتر من محيط ارنون ويحمر حيث القصف المعادي الذي حرمنا الصعتر والزراعة وزيارة نهر الليطاني الغني بالخيرات الطبيعية ومصدر رزق للعديد من الأهالي، حيث كنا نزرع البندورة والخيار المروي في الخيم كله اليوم توقف بسبب العدوان الإسرائيلي ومخاطر مجازفتنا التجول في الحقول والبراري والاودية. كنا نعمل سنويا على تقطير الزعتر لكن حرمنا من ذلك السنة والصعتر يصدر للخارج ويمون محليا للاكل والمناقيش. إنه طيب المذاق ويستخدم في صناعة الادوية لرائحته الحرة التي تنظف المعدة والأمعاء ونتمنى انتهاء العدوان الإسرائيلي لنستعيد حريتنا وتجولنا في أراضينا”.