تقارير

“العالم بدها تسترزق”… منتجعات جنوبية كسرت حاجز الخوف وفتحت ابوابها

“اللبناني بيتأقلم”، عبارة تصف حال اللبنانيين عند كلّ انتكاسة يعيشونها، فيتابعون حياتهم من نقطة توقفها، كأن شيئاً لم يكن.

في الآونة الأخيرة، نشرت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة لأشخاص من مختلف القرى الجنوبية وهم يمارسون حياتهم بصورة عادية على وقع أصوات الطائرات الحربية وجدار الصوت، غير آبهين بالخطر الذي يبتعد عنهم أمتاراً معدودة، لا بل وصل الأمر بالبعض إلى الاستهزاء بأصوات الغارات التي تنفجر في الفلوات بهدف ترويعهم.

إذاً، يمكننا القول إن الحرب القائمة أصبحت بمثابة “لايف ستايل” جديد بالنسبة الى الجنوبيين الذين لم يتركوا قراهم بشهادة منهم.

لا بد للحياة من أن تأخذ مجراها، خصوصاً وأن الحرب طالت، فالكثيرون من أبناء الجنوب عادوا الى أرزاقهم، “مضطرين على الشغل”، يؤكد صاحب أحد الشاليهات في منطقة جبل صافي في جنوب لبنان، مشيراً لموقع “لبنان الكبير”، الى أن أعمالهم متوقفة منذ تسعة أشهر، والوضع على حاله.

ويوضح صاحب المنتجع الذي اتخذ القرار قبل أيام ببدء استقبال الزوار بعد أن يطلعهم على الأجواء الأمنية في المنطقة بكل شفافية ليقرروا في ضوئها، “يعني رح تسمعوا أصوات”، هكذا يخبرهم، لأن الأمر فيه مسؤولية كبيرة.

أمّا عن نفسه، فلولا حاجته المادية، لكان استغنى عن المجازفة. ويذكر بأنه يمتلك مقهى في المنطقة نفسها، إلاّ أنه لن يفتحه تفادياً للتجمعات وهو أمر غير محبذ، وفيه مجازفة أكبر.

واللافت في الأمر كما يقول، هو أن الناس باتوا يطالبونه بإفتتاح المنتجع غير آبهين بالحرب، مكررين الجملة نفسها “تعوّدنا” كونهم عايشوا حروباً عدّة.

وعلى طريق جبل صافي المطلّة على الغيوم، بعض الاستراحات بدأ بإستقبال الزبائن ولو بصورة خجولة، إلاّ أنه كسر حاجز الخوف، “العالم بدها تسترزق رغم الأوضاع”، أمّا الرواد هذا الموسم فلن يكونوا من مناطق بعيدة، بل من قرى الجوار، ويقول صاحب المنتجع: “هذا أفضل، هيك بيكونوا عايشين بالجو”.

وعن الأسعار، ستكون أقل من العام الماضي “بس حتى نمشي حالنا”، على حدّ تعبيره.

وفي بلدة عربصاليم التي تبعد عن جبل صافي حوالي عشر دقائق، تقول صاحبة أحد المنتجعات التي لم تغلق أبوابها طوال فترة الحرب لموقع “لبنان الكبير”: “في شغل بس خفيف”، ومع موجة الحرّ التي ضربت قبل شهر، بدأت الحجوزات تنتعش، وكأن اللبناني تناسى الأوضاع الأمنية وتعايش معها.

ولأن الأوضاع لا تسمح أن نستضيف الزوار على مسؤوليتنا، لذلك لم نشدد على موضوع الدعايات والترويج لجذب الزبائن، و”اللي بدو يجي، يجي على مسؤوليته”، أمّا الأسعار فهي نفسها التي كانت في الموسم الماضي، حسب ما تقول.

عضو في بلدية جباع، يختصر المشهد لموقع “لبنان الكبير”، بأنه “غير عقلاني، وغير مسؤول”، فلا أحد يقبل بتعريض حياة الناس للخطر ولو على حساب لقمة العيش.

فالوضع يتأزم يوماً بعد يوم، بحسب رأيه، وهذا الحماس مضر. ويضيف: “هذه القرارات فردية، اتخذها أصحاب المصالح من دون مراجعة البلدية أو المعنيين”.

لبنان الكبير – فاطمة البسام

لمتابعة المقالة على الموقع الاساسي :

https://www.grandlb.com/society/82489/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى