بعد تدميره بشكل كبير..سوق مؤقت في النبطيه بتمويل من المرجعية الشيعية في النجف وخيّرين

جنوبية – حسين سعد
تنتظر المدن والبلدات والقرى اللينانية، لا سيما في الجنوب والضاحية والبقاع، إطلاق عملية رفع ركام الأبنية والمؤسسات التجارية، التي دمرتها إسرائيل خلال عدوانها، ولم تتوقف إلى اليوم، في البلدات المحتلة الحدودية، حيث تتواصل عمليات نسف وتفجير المنازل.
وفيما لم تبدأ هذه العملية، التي اخذتها الحكومة اللبنانية على عاتقها، بعد إتمام فض عروض تلزيم المقاولين، إنطلقت في السوق التجاري القديم في وسط مدينة النبطية، أعمال رفع الأنقاض والركام من منطقة نزلة الديماسي وكراج السيارات ومبنى فندق زهرة الجنوب،” المربع التحاري” بمبادرة من النادي الحسيني في النبطية، بتمويل من المرجعية الشيعية في النجف الأشرف ( السيد علي السيستاني)، وذلك بالتوازي مع بدء النادي بأعمال التحضير لإنشاء سوق تجاري مؤقت، على قطعة ارض مقابل النادي الحسيني، المعروفة بباحة عاشوراء.
مشروع السوق، الذي سيكون بديلاً مؤقتاً للسوق الذي جرى تدميره عن بكرة أبيه، حيث محت صواريخ الطائرات الإسرائيلية معالم كثيرة وأبنية ومحال يعود عمرها إلى عشرات العقود، من ضمنها أول فندق في المدينة ( زهرة الجنوب)، في وسط السوق التجاري، وبقي في الخدمة الفعلية حتى اوائل الحرب الأهلية في لبنان، وكان يرتفع فوق محال تجارية قديمة العهد، تعلوها قتاطر حجرية تحولت جميعها إلى أطلال.



ويتضمن هذا المشروع، تركيب 100 محل تجاري، سيتم توزيعها على أصحاب المحلات المدمرة لتثبيتهم
في المنطقة، التي عاشوا معها وفيها أباً عن جد وإبقاء حيوية سوق النبطية، الذي يعقد كل نهار اثنين، ويعتبر من أكبر وأضخم وأقدم الأسواق الشعبية في لبنان، وذلك إلى حين الإنتهاء من إعادة بناء محالهم ومؤسساتهم المدمرة.
النادي الحسيني في النبطية بدء بأعمال التحضير لإنشاء سوق تجاري مؤقت على قطعة ارض مقابل النادي الحسيني، المعروفة بباحة عاشوراء
وتقدر بلدية النبطية عدد الوحدات المدمرة كلياً بحوالي 700 وحدة، إضافة إلى تضرر نحو الثلاثة آلاف. ولفت رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية والجوار محمد جابر، إلى إحصاء 197 محلاً مدمراً تدميراً كاملاً، موزعة في كافة الأحياء في المدينة إلى جانب 103 محلات في منطقة كفرجوز ومتفرعاتها.
صادق
وأكد المدير التنفيذي في النادي الحسيني مهدي صادق، ل”جنوبية” أن المبادرة الأولى للنادي كانت رفع الركام، لإزالة مشهد الدمار من جهة، وتمكين أصحاب المحال من العثور على بعض محتويات مؤسساتهم، مشيراُ إلى أن السوق التجاري في النبطية أصيب بنكبة وهو قلب المدينة النابض وعصبها الاقتصادي والتجاري”.
وأضاف “إنطلاقاً من هذا الواقع والمسؤولية تجاه أهلنا، كان التوجه لإنشاء سوق تجاري مؤقت، لمدة سنتين، يفترض في خلالها الإنتهاء من إعادة الإعمار، موضحاً بأن السوق يتألف من مئة محل جاهز، يبلغ مساحة الواحد تسعة امتار مربعة، وذلك بهدف إبقاء التجار في مدينتهم”.
ولفت إلى أن تمويل المشروع، الذي يترافق مع ترتيبات تجميلية للمنطقة، بدأ من المرجعية الشيعية في النجف والرئيس نبيه بري وعدد من الخيرين من بينهم فادي علي أحمد”.
وأشار صادق، إلى أن “إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، شكل لجنة أهلية ذات إختصاص لإعادة إعمار اسواق النبطية، يراعى فيها الطابع الأثري والتاريخي للسوق”.