ميس المنكوبة جنوباً… هل ستعود محطة تجارية؟

تقع بلدة ميس الجبل الجنوبية في القطاع الأوسط، وتعدّ واحدة من أكبر البلدات الحدودية، ويكاد لا يمرّ يوم عليها، من دون أن يفجّر الجيش الاسرائيلي منازلها ومحالها ومؤسساتها الصحية والتربوية، وبلغ حجم الدمار حوالي 70 في المئة من بنيتها التحتيّة.
منذ بداية الأزمة، سعى الاسرائيلي إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، ويسعى اليوم إلى تحقيق مسعاه عبر تحويل القرى الحدودية إلى أرضٍ محروقة كما يحصل في ميس الجبل، التي تصدرت في الأيام القليلة الماضية واجهة الأحداث، لا سيّما بعد عمليات تفجير أحياء بكاملها.
قبل الحرب كانت ميس الجبل العاصمة الاقتصادية الأولى للقرى الحدودية، حيث تتربع على عرش صناعة السجاد والمفروشات، ويقدّر مردودها المالي بملايين الدولارات. مرّ موسمان من دون أن يتمكن أبناء ميس من تصريف بضائعهم ومنتجاتهم التي كانت مُخزّنة في المستودعات. بعض التجار نقل بضائعه خارج المنطقة قبل اندلاع الحرب بالتنسيق مع الجيش و”اليونيفيل”.
وقد تكون المرة الأولى التي تُدمّر فيها ميس الجبل بهذه الطريقة منذ أكثر من 76 عاماً، فالحرب الدائرة حاليّاً غير مسبوقة في خسائرها.
وعلى الرغم من الدمار الهائل الذي طال المنطقة، وحوّلها إلى بلدة منكوبة غير صالحة للسكن في المستقبل القريب نسبة الى حجم الدمار ووجود الجيش الاسرائيلي فيها حتى اليوم ويقوم بتفخيخ ما تبقى منها، وجد الكثيرون فرصة لشراء الأراضي الحدودية بسبب هبوط سعرها بصورة ملحوظة، وخصوصاً في مي”.
ويقول أحد تجار العقارات في المنطقة، أحمد عيسى، لموقع “لبنان الكبير”: “كثيرون من الناس قرروا أن يبيع أرضهم ولو بسعر مخفّض، بسبب الأوضاع الأمنية، لأنهم يعلمون أن الحرب ستتجدد في يوم ما ولو بعد عشر سنوات، فمن الأفضل أن يتخلصوا منها ليستقروا في مناطق أكثر أماناً، في المقابل هناك إقبال على هذه الأراضي نسبة الى سعرها”.
ويضيف عيسى: “أصبح سعر الدونم الواحد في ميس بحدود الـ7000 دولار، وربما تنخفض الأسعار أكثر في الأيام المقبلة”. ويشير إلى أن أسعار الأراضي في النبطية مثلاً ارتفع سعرها، بسبب زيادة الطلب عليها وتوجه الناس الذين فقدوا بيوتهم الى البلدات الجنوبية المجاورة للإستقرار فيها.
وعلى العكس، يؤكد ابن ميس، محمد زهر الدين، لموقع “لبنان الكبير”، أن من الممكن أن تزدهر المنطقة بعد وقف إطلاق النار بصورة كلّية، وتعود الاستثمارات، لأن ميس في الأساس محطة تجارية معروفة لأبناء الجوار، فأصحاب هذه المتاجر سيعودون إليها مجدداً لإنعاشها، نافياً نظرية إنخفاض أسعار العقارات، بل على العكس بحسب توقعه قد يرتفع سعرها فيما بعد.
فاطمة البسام – لبنان الكبير