تقارير

“الحزب” لن يكشف أوراقه في الجنوب

النهار

ينتظر أبناء البلدات الحدودية في الجنوب يوم الاثنين المقبل لمعرفة ما إذا كانت الظروف ستسمح لهم بالعودة إلى ديارهم وحقولهم التي تحوّل معظمها ركاماً بعدما ضاعت معالمها.

ودخلت وحدات من الجيش اليوم إلى بلدات الجبّين وطيرحرفا وشيحين في القطاع الغربي وسط ترقّب الأهالي والتحذيرات التي يتلقّونها خشية أن يكون الإسرائيليون قد زرعوا الغاماً أو تركوا قنابل عنقودية في شوارع هذه القرى وحقولها التي لم يبقَ من منازلها ومحالها إلّا العدد القليل.

لم يقصّر رئيس مجلس النواب نبيه في اجتماعه أمس مع رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز في التشديد على مسمعه أمام السفيرة ليزا جونسون على خطورة عدم انسحاب الإسرائيليين واستمرار تمركزهم في مرتفعات وتلال عدّة في القطاع الشرقي.

ويبقى “حزب الله” أوّل الجهات المعنية في لبنان بعدم التزام إسرائيل بالانسحاب من الجنوب، وهو يدعو في طبيعة الحال الدولة اللبنانية إلى الطلب من الدول التي ساهمت في ولادة الاتفاق الأخير تحمّل كامل مسؤولياتها. ويقول الحزب في معرض توجه كلّ الأنظار إلى المواقف التي سيتّخذها في هذا الخصوص إلى أنّه لن يكشف كل أوراقه أمام كلّ هذه التحدّيات.

وتشدّد قيادة الحزب أمام الجميع في الداخل والخارج على عدم التفرّج على بقاء الإسرائيليين في أيّ نقاط عسكرية في جنوب الليطاني على أن يتسلّمها الجيش اللبناني وينفّذ انتشاره حتى آخر شبر من أراضي الجنوب. وأنّ من حقّ الأهالي أن يعودوا إلى بلداتهم حتى لو كانت مدمّرة “وهم أصحاب الأرض الذين لن يتقبّلوا أيّ وجود لأيّ شكل من الاحتلال الإسرائيليّ، وأنّ سياسة التنازلات لا تنفع معه “بعد تجارب قاسية معه.

ويرى الحزب أنّ الخيارات مفتوحة أمامه “حيث لن يتمّ القبول ببقاء إسرائيل في الجنوب لأنّ هذا الفعل هو احتلال للأرض”.

ويعترف الحزب أنّ الأجواء غير مريحة ولا تدعو إلى الاطمئنان، ولا سيّما بعد توجّه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعدم استعداده للانسحاب. وفي معلومات لـ “النهار” أنّ جملة من الاتّصالات حصلت في الساعات الأخيرة مع مسؤولين في واشنطن ولا سيّما من طرف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حيث جاءت التحذيرات اللبنانية الرافضة لبقاء إسرائيل في الأراضي الجنوبية، الأمر الذي ينعكس سلباً على تطبيق مندرجات القرار 1701.

وكان الرئيس نبيه بري قد تناول هذا الموضوع مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان حيث غطى ملفّ الجنوب على عملية تأليف حكومة الرئيس المكلّف نواف سلام.

ومن المتوقّع أن ترتفع وتيرة الاتصالات الديبلوماسية في الساعات المقبلة قبل فجر الاثنين المقبل مع واشنطن الراعية الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار قبل عودة السخونة ولغة النار إلى الجنوب الذي يهدّد الـ 1701 ومهمّتَي “اليونيفيل” والجيش اللبنانيّ، وكأنّه مكتوب عليها الّا تعرف الاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى