اطمئنوا… الطفلة لمار في منزلها بعد غارة الضاحية

لبنان الكبير – فاطمة البسام
حالة من الهرج والمرج، ولحظات من الرعب عاشها سكان الضاحية الجنوبية، بعد التهديد الاسرائيلي الذي طال شارع الجاموس في منطقة الحدث، الذي عادت إليه الحياة تباعاً بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
تهديد وخرائط، وثلاثة استهدافات من مسيّرات، وغارة عنيفة ساوت المبنى المعروف بمقهى “ديوان السيّد” بالأرض، فيما والد الطفلة لمار ذات الثماني سنوات، يصرخ باسمها في ملعب مدرسة “الليسيه دي زار”، التي تبعد أمتاراً عن مكان الضربة.
ظلّ والد الطفلة التي هرعت لتحتمي في أقرب مبنى يبحث عنها لأكثر من ساعة، ويصف لحظات الرعب التي عاشها لموقع “لبنان الكبير”، بقوله: “انقصف عمري”، مشيراً إلى أنه توجّه إلى المدرسة التي لا تبعد عن منزلهم سوى دقائق معدودات، فور إنتشار خبر التهديد، مثله مثل عشرات الأهالي الذين راحوا يركضون في الشوارع بحثاً عن أولادهم وسط الفوضى التي عمّت المكان.
ويضيف الوالد: “وصلت إلى المدرسة، وكانت البوابات مغلقة، دخلت باحثاً عن لمار، صعدت إلى صفّها، ولم أجد لها أثراً، بدأت بالصراخ بأعلى صوتي لكن من دون جدوى”. يتنهّد ثم يكمل: “قمت بتعميم صورتها على مجموعات الواتساب، لعل أحداً رآها وسط المعمعة”.
يصف الوالد حالة الأهالي التي كانت يرثى لها وهم يتسابقون مع إنذار الاستهداف قبل حصوله، للوصول إلى أولادهم قبل أن تصل الصواريخ المرتقبة، خصوصاً بعد توقف السير، بسبب الزحمة التي عرقلت خروج السكان من المنطقة.
وبعد ساعة من الهلع وربما أكثر، يقول الوالد: “وردنا إتصال من ذوي أحد التلامذة، يخبرنا فيه أن لمار بخير وهي معهم في مكان آمن، بعدما شاهدوها في مبنى قريب من المدرسة تبكي بمفردها، وطلبت الذهاب معهم”.
عشرات من الحالات المماثلة تكررت، خصوصاً أن الشارع المستهدف يضم ثلاث مدارس على الأقل في محيطه، ولم يكن الدوام الرسمي قد انتهى، فوجد الطلاب والأهالي أنفسهم في سباق مع تهديدات أفيخاي أدرعي، التي لا ذنب لهم فيها.