أخبار النبطية

الاعتداءات لن تلغي احتفالات النبطية… “صار وقت نعيش الفرح”

لبنان الكبير – نور فياض

عشية عيد الفطر ارتفعت وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على مناطق الجنوب، فبعد الهدنة الممددة لم تتوصل الحكومة اللبنانية مع اللجنة المعنية الى حل نهائي بانسحاب اسرائيل التي لا تزال تنتهك السيادة إن كان ما قبل الليطاني أو حتى ما بعده ومؤخراً الضاحية الجنوبية لبيروت.

يأتي العيد هذه السنة في مشهد مغاير، فالدمار سيّد المشهد وحتى الآن لم يُنجز هذا الملف وعلى الرغم من ذلك الحياة لم تتوقف، فـ “العجقة” في الأسواق والمطاعم ثابتة لا تهزها غارة ولا اعتداء.

على الرغم من المشهد المأساوي والدمار في النبطية الا أننا شعب يشتد عضدنا بدماء الشهداء، فالنبطية كانت جريحة وتعافت اليوم، اما الاعتداءات الاسرائيلية فلم ولن تؤثر على حركة المواطنين، بحسب رئيس بلدية النبطية خضر قديح الذي يؤكد عبر “لبنان الكبير” أن “جمعية التجار وجمعيات أخرى بالتعاون مع البلدية ستقيم مهرجاناً وفعاليات رمضانية يوم عيد الفطر”، لافتاً الى أن “النبطية كانت في العشر الأواخر من شهر رمضان تكتظ بالمواطنين وبزحمة السيارات، اما السوق والمحال التجارية فهي غنية بالرواد الذين يأتون لشراء ثياب العيد، كذلك المطاعم لم تخلُ من زوارها على الرغم من الاعتداءات الكثيفة بجوار النبطية.”

في ضواحي النبطية أيضاً، تقيم عدة بلدات نشاطات للأطفال في يومي عيد الفطر، اما المطاعم فمنها من ينتظر زبائنه ومنها من يقيم برنامجاً احتفالياً لاعادة احياء القطاع السياحي.

ويشير صاحب منتجع ومطعم “شمس الاصيل” حسن حطيط عبر موقع “لبنان الكبير” الى أن “هذا الموسم ليس كما توقعنا، فمع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة أملنا أن تتحسن الأوضاع وتنتهي الحروب لكن حدثت عدة طوارئ خيّبت أملنا كالاعتداءات شبه اليومية التي تحصل ولو بأهداف معينة، وللأسف تعايش المواطن مع هذا الواقع وأصبح يُدرك كيفية تجوّله.”

وفي ما يختص بالمطاعم، يؤكد حطيط “تأثر هذا القطاع ولو أن الجنوب مليء بالمغتربين – خزان الجنوب – الذين يدعمون أهلهم مادياً، لكن بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة فضّل المواطن الاحتفاظ بالأموال تحسباً لأي طارئ، على عكس فترة ما بعد انتهاء الحرب مباشرة. وما أثّر أيضاً على القطاع ، عدم انسحاب العدو بصورة كاملة بالاضافة الى التوترات على الحدود اللبنانية السورية.”

ويضيف حطيط: “للغياب الخليجي أثر واضح على القطاع، صحيح أن زيارة الخليجيين للجنوب ضئيلة لكن وجودهم في لبنان عموماً يحيي الاقتصاد اللبناني وحينما تتدهور الأوضاع في أي منطقة منه، يؤثر ذلك على المناطق كافة ولو بصورة متفاوتة”. ويشدد على “أننا بحاجة الى استقرار أمني ليتعافى هذا القطاع الذي يعاني منذ كورونا مروراً بالأزمة المالية وصولاً الى ملف اعادة الاعمار.”

وفي ما يتعلّق بمنتجع “شمس الاصيل”، يوضح حطيط “أننا اتخذنا قراراً حكيماً بعدم استضافة الا العزومات الكبرى لأن الصغيرة منها لا تغطي مصاريف المطعم. اما بالنسبة الى عيد الفطر، فمنتجعنا هو منارة للجنوب اذ يستضيف جميع اللبنانيين من كل الأطياف وهو وجهة للعائلات أيضاً التي تريد أن تسهر في مكان مميّز، وبرنامجنا لهذه السنة في أول يومين من العيد فني وغذائي، كذلك سنستضيف الفنان والممثل طوني عيسى، وحتى الآن الحجوزات تخطت الـ ٥٠٪؜ وهي أفضل من السنة الفائتة بنسبة ٣٠٪؜ وبقية الحجوزات تنتظر فقط التأكد متى يكون العيد، وليس خوفاً من الأوضاع الأمنية، اذ إن الغارات لم تعد تشكل هاجساً للمواطنين.”

ويعتبر حطيط أن “السياحة هي عصب الحياة والجنوب لا يمكنه الاستمرار من دونها، ونحن بحاجة الى استقرار أمني ليُحافظ هذا القطاع على استمراريته، ونسعى عبر منتجعنا جاهدين الى إعادة الحياة للجنوب ونعمل على العديد من النشاطات التي تساهم في ذلك، مثلاً سنستضيف مؤتمر الذكاء الاصطناعي الذي يضم أهم البروفيسورات من كل لبنان وفي الصيف سيكون الجنوب ولعاناً بالمناسبات الضخمة التي سنحييها.”

واذ يعرب عن تفاؤله بالأيام المقبلة، يتمنى “أن نلقى دعماً من الناس لنستمر في هذا القطاع”، داعياً “من يريد أن ينتقدنا أن يكون نقده بناءً فنحن مضطرون الى إحياء هذه المناسبات لأن هنالك ٣٥ عائلة تعتاش من المنتجع، ولو كان الغاء الحفلات يعيد الشهداء لكنا أول من ألغاها، لكنهم استشهدوا لنحيا ونحن عشنا الزعل وصار وقت نعيش الفرح”.

بين دمار الحرب وضحاياها وتهديدات القصف الاسرائيلي لمنطقة اعتادت أن تكون عنواناً للصمود والتحدي، سيقف الجنوبي بكل عزم وبسالة ليمارس طقوسه ويفرح فإرادة الحياة تنبثق من بين الركام والدماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى