أخبار النبطية

نفايات قرى منطقة النبطية تغزو أوتوستراد كفرمان مرجعيون

نداء الوطن – روجيه نهرا

تتفاقم أزمة رمي أهالي منطقة النبطية نفاياتهم المنزلية على أوتوستراد كفرمان العيشية ومرجعيون، دون حسيب أو رقيب وكأنّ ما يحصل من جرائم ترتكب بحق البشر والبيئة معاً ليس له أهمية أو أن الأمر طبيعي، وهذا الاستهتار بمعالجة أزمة تراكم النفايات يضاعف حدّة مخاطرها البيئية والصحية، ويتحمل أهالي قرى منطقة العيشية ومرجعيون وحدهم نتائجها السلبية بخاصة بعد حرقها وانتقال روائحها الكريهة وسمومها عبر الهواء إلى القرى.

يصطدم كلّ من ينتقل من مدينة النبطية قاصداً مرجعيون ولدى سلوكه طريق عام أوتوستراد كفرمان العيشية ومرجعيون، بجبل من النفايات المتراكمة على جانبي الأوتوستراد وفي وسطه، وبدلاً من الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلّابة، تتنشّق سموماً وأحياناً لا تتمكّن حتى من عبور الطريق من جرّاء تكدّس النفايات والحرائق التي يفتعلها البعض بهدف تخريب بيئة هذه المنطقة والتي تعتبر من أجمل المناطق الجبلية في لبنان.

مشهد تراكم النفايات غير اللائق الذي يُطالعك لحظة مرورك على طريق عام كفرمان مرجعيون، سببه استهتار أهالي قرى منطقة النبطية ورميهم النفايات بطريقة عشوائية، إضافة إلى غياب البلديات، ويدفع أهالي منطقة مرجعيون والعيشية وحدهم، ثمن استهتار الآخرين من صحتهم وحياتهم اليومية، وهم ليس لهم أي علاقة لا من قريب أو من بعيد بهذه النفايات الخطرة. ومن هنا، على الجميع تحمّل مسؤولياتهم ومعالجة المشكلة بأسرع وقت تفادياً لمزيد من المخاطر البيئية والصحية.

أصبح المواطن الذي يعيش في قرى مرجعيون وغيرها من القرى المواجهة، أسيراً لهذا الواقع المرير الذي يسبّب الامراض والكوارث البيئية أيضاً والذي ينعكس يوماً بعد يوم على حياة المواطنين وعلى صحتهم.

وتعدّ النفايات من أخطر التحدّيات التي تواجه المجتمع اللبناني بخاصة في ظلّ التوسّع السكاني وتكمن خطورتها ليس فقط في منظرها غير الحضاري بل في تأثيرها المباشر على صحة الإنسان وعلى البيئة بكافة مكوّناتها، والتعامل غير السليم معها يساهم في تفاقم المشاكل الصحية والبيئية وتتطلّب حلولاً فورية سريعة ومستدامة.

يقول بسام لحود مدير مهنية مرجعيون الرسمية إن طريق كفرمان مرجعيون شريان رئيسي يربط بين بلدات وقرى عديدة، ويعتبر وجهة يومية للأهالي والزوّار. إلّا أنّ مشهد النفايات يهدّد سلامة البيئة والصحة. كما أن هذا الطريق هو عنوان لبلداتنا وكرامتنا، والحفاظ عليه نظيفاً يعكس حضارتنا وحبّنا لأرضنا، فلنجعل من نظافة الطريق رسالة نوجّهها للأجيال المقبلة.

وأضاف لحود أنّ رمي النفايات بشكل عشوائي وحرقها على هذا الطريق الحيوي مؤشر على غياب الإحساس بالمسؤولية تجاه مجتمعنا وأرضنا. وتؤدّي هذه التصرّفات إلى تلوّث التربة والهواء وتشويه صورة المنطقة التي نعتزّ بها، وإلى جذب الحشرات والحيوانات الضارّة، وزيادة خطر الأمراض وانسداد مجاري مياه الأمطار، ما قد يؤدي إلى فيضانات وأضرار بالبنية التحتية.

أصبحت طريق كفرمان مرجعيون تعرف بطريق النفايات، هذا ما أشار إليه مختار بلدة القليعة جوزيف سلامة، وقال: “للأسف هذا التعريف أتى نتيجة رمي النفايات من  أهالي منطقة النبطية وجوارها بشكل علني دون مراعاة حقوق الآخرين أو الاكتراث لأي قوانين تحمي البيئة وتحافظ عليها”. وشدّد على “أهمية معالجة هذا الموضوع وحلّه بأقصى سرعة ممكنة، فهذا غير لائق لا بحق وجه لبنان الحضاري ولا بحق الشعب اللبناني المحترم”.

وأضاف أن هذه النفايات لها تأثير على المناخ وعلى التربة وعلى المياه أيضاً، وأكّد أن الأمل كبير بهذه الحكومة التي يجب أن تعالج الموضوع واعتبر أن فساد الوزارات المتعاقبة والبلديات هو الذي أوصل الوضع إلى هذا الحدّ من التفلّت، واعتبر أن هذا الموضوع خرج عن حدّه وأصبح يشكّل خطراً حقيقياً على منطقة مرجعيون. فهذه الحرائق ترتدّ بشكل سلبي على صحة الناس وتسبّب لهم الأمراض وتمنعهم من البقاء في المنازل نتيجة الدخان والروائح الكريهة التي تصدر عنها. وأكد أن تكلفة الفرز في البلديات تبلغ حوالى ثلاثة آلاف دولار شهرياً كي تصبح من دون نفايات.

وتابع سلامة أن هذا الموضوع ليس سياسياً ولا يرتبط بأحزاب ولا يجب أن يشكل خلافاً بين الأطراف والمكوّنات في المنطقة، فهذا موضوع صحّي بحت ولا يجب تركه دون حلّ. وأكّد أنّ أهالي منطقة مرجعيون لا يمكن أن يعتبروا هذا الموضوع مقصوداً لتهجيرهم بل هو مجرّد تقصير من قبل المعنيين، لذلك يجب حلّ هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن.

وختاماً، ناشد سلامة كلّ المسؤولين الجدد والوزارات المعنية الالتفات إلى هذا الموضوع الخطير جدّاً والعمل على معالجته لتخفيف الأضرار الصحية والبيئية لأنّ الوضع أصبح صعباً ولا يمكن تحمّله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى