محمد نصر وزينب عطوي «عصفورا حب» في عمر التسعين من بلدة حاروف
«عصفورا حب» فرغم تخطيهما التسعين من العمر، ما زال العشق لغة التواصل بين محمد نصر وزينب عطوي.
في زمن الحب الافتراضي، ما زال حب زينب ومحمد حديث بلدة حاروف، فقصتهما شبيه بقصة «قيس وعبلة» وربما أكثر.
في زمن كثر فيه الطلاق والفراق، تحافظ زينب ومحمد على رباطة حبهما، لا يقوى على فراقها لحظة، يلازمها في يومياته الطويلة، لا يناديها ألا بكلمة “تقبرينني”.
في منزلهما في بلدة حاروف الجنوبية تتعرف على قصة حب فريدة من نوعها، لم تقو كل الظروف على إخمادها، فحبهما ولد من رحم المعاناة والقسوة.
نادرة هي العلاقات التي تجاوزت التسعين وبقيت على قيد الحب، «ومن قال إن العشق يموت على بات التسعين بل يزهر أكثر، لا يخفي حبه لها ولا خوفه عليها، «هي روحي، لا أستطيع أن أجلس ثانية بدونها».
لا يخفي محمد تعلقه بزينب «بجنون» فهو الذي أحبها من «أول نظرة» وعاهدها أن يمضيا العمر معاً.
لم يخلف محمد بوعده، ولم تخذله زينب، فعشقوها حديث الساعة، نادرة هي علاقات الحب التي نجحت رغم كل التحديات وأثمر حبهما عن ١١ ولدا، يحيطانهم بكل الحب.
رحلة حبهما الحلوة
في سني شبابه كان محمد يعمل في جامعة “aub” في بيروت كان يجتاز المسافة من بيروت إلى حاروف سيراً على الأقدام ليرى حبيبة قلبه زينب، حيث كانت تنتظره زينب محمد يتبادلان أطراف الحديث تضحك زينب وتقول “كان يغار كثيرا وكنت أحب هذه الغيرة».
«عالحلوة والمرة» امضيا هذه السنين، رسما خريطة واضحة لعلاقتهما القائمة على الاحترام، التفاهم والثقة.
يمارسان الحياة معا وكأنها في عز الشباب، لا تفارق ثغره الابتسامة، ينتظرها عند باب المنزل فيما لو خرجت قليلاً “لا أقوى على فراقها في روحي التي أتنفس بها “.
بالمقابل تكون زينب كل العشق لمحمد فهي ابنة الضيعة التي أحبت ابن المدينة، “كان شيخ الشباب” تقول.
كانت رفيقة دربي «ترافقني سيراً على الأقدام إلى عنقون لمتابعة مباراة التنس». وجلنا معنا في تركيا ومصر، وحتى اليوم مازالا يسيران معاً في دروب حاروف القديمة تقول زينب إن «ما جمعنا كبير جداً»، يقاطعها محمد قائلاً “حبنا صادق ولا كحب هذه الأيام ينتهي عند أول مشكل”.
لا حدود للحب هنا، تتذكر زينب كيف عاد ذات مرة بسرعة من آخر البلدة فقط لأنه نسي أن يقول لي “باي”.
يضحك أبو أحمد وهو يتحدث عن روحه كما يحلو له تسميتها، يلحق بها أينما كانت “البيت من دونها فارغ”.
ندا الوطن – مال جوني