الطفل محمد اسطنبولي ضحية تصوير مشهد مرعب لـ”تيك توك”
فُجعت مدينة صور جنوبي لبنان، بوفاة الطفل محمد حيدر اسطنبولي، ابن الست سنوات، بعد تعرّضه لصدمة أدّت إلى توقف مفاجئ في قلبه، فكان أن فارق الحياة على الفور. محمد، الذي شُيّع، اليوم السبت، وسط غضب شعبي واسع، لم يحتمل قلبه البريء ما رأته عيناه من مشهد مرعب كان يتمّ تصويره لعرضه على تطبيق تيك توك، وفق ما تمّ تداوله.
وفي التفاصيل، أوضح جار وصديق العائلة، رجا الشعار، لـ”العربي الجديد”، أنّ “محمد كان يلعب عند قرابة الساعة السابعة من مساء يوم أمس (الجمعة) على دراجته الهوائية ويلهو مع رفاقه في حارة صور القديمة، وتحديداً في منطقة الحفرية – الآثارات، قرب قصر المملوك، وهي المتنفس الوحيد لأطفال الحارة والمنطقة، حيث تضمّ عدداً من المراجيح، وتبعد فقط نحو 50 متراً عن منزل الطفل. وفجأة، قدمت مجموعة مؤلفة من شابّين وشابّتين، كانوا يرتدون أقنعة مرعبة وبينهم من يرتدي ملابس سوداء وآخرون يرتدون ملابس غجرية. كما كانوا يحملون السيوف والسواطير، وبدأوا بتمثيل مشهدٍ مرعبٍ لعرضه على صفحتهم عبر تطبيق تيك توك، وفق ما علمنا”.
وتابع: “كانت المجموعة المذكورة تقفز وتفاجئ الآخر بطريقة مرعبة، على وقع موسيقى مخيفة، وكانوا يصورون باستخدام طائرة “درون” من دون أي إذن أو ترخيص مسبق. ولم يمتثلوا بداية لموظف الآثارات الذي حاول منعهم من استخدام “الدرون”، متحججين بأنّهم “مدعومون”. بعدها، أوقفوا استخدام الطائرة المذكورة، لكنّهم واصلوا تصوير المشهد”.
وفي هذه الأثناء، رأى محمد الشابّة المقنّعة وهي تحمل السيف، فانتابه الخوف والذعر وهرع يجرّ دراجته باتجاه منزله، غير أنّ الشابّة ركضت خلفه لتهدئته، لكنّ تصرفها ضاعف رعبه، فسقط أرضاً وتوفي على الفور. وقد أفاد تقرير الطبيب الشرعي، بأنّ “سبب الوفاة هبوط حاد في القلب من جراء الصدمة، في حين أنّ الطفل لم يتعرض لأي كسور نتيجة وقوعه أرضاً، إنما فقط لخدش خارجي على أنفه”.
وأسف جار وصديق العائلة، للحادثة الأليمة، قائلاً: “محمد اليوم ضحية، وكان من الممكن أن نفقد غيره من الأطفال، فقد كان يلعب برفقة شقيقه التوأم علي ونحو 15 طفلاً آخرين بدأوا بالبكاء والصراخ عند رؤية المشهد المرعب، قبل أن يلحق علي بأخيه ويراه طريح الأرض”.
وأشار إلى أنّ “محمد لديه كذلك ثلاث شقيقات، أكبرهنّ يقارب عمرها 13 سنة، وهو كان لا يزال في الروضة الثالثة، ولم يكن يعاني إطلاقاً من أي مشاكل صحية أو أمراض مزمنة. وقد رفع والده حيدر دعوى بحق الشابين والشابتين، وما زالت التحقيقات جارية، لكنّنا لا نعلم إن تمّ توقيفهم”.
وتمنى الشعار “عدم تكرار الحادثة، فالمشهد ذاته كان سيتسبب بمقتل رجل مسن أو مريض. ولا حق لأحد بالإقدام على تصرف مماثل غير مسؤول، من دون إخطار الأجهزة الأمنية والحصول على إذن مسبق وتنبيه الأهالي، وبالتالي منع وجود الأطفال واتّخاذ معايير السلامة العامة، لا سيما في مكان معروف بأنّه متنفس للأطفال”.
وكانت الفاجعة أثارت غضب الأهالي والناشطين الذين أسفوا “لحجم التفاهة والسخافة التي تدفع بكثيرين إلى الانسياق خلف تحديات وتسجيل عدد مشاهدين ومتابعات عبر منصات التواصل الاجتماعي، من دون إدراك عواقبها ومخاطرها”، بحسب العديد من التعليقات.
العربي الجديد