بالتفاصيل : معلومات جديدة عن جماعة القربان … وهل فعلا انتحر علي فرحات قربانا للامير ؟؟
بعد حادثة انتحار الشاب علي فرحات المثيرة للجدل في حارة حريك، كونه مغترباً أتى لقضاء عطلة العيد في لبنان، ووضعه المادي جيد، انتشرت أخبار عن أن الشاب ينتمي الى جماعة تدعى “القربان”، وهي تقوم بقرعة لاختيار أحد أعضائها كي يضحي بنفسه في مناسبة دينية. وبدأت الأسئلة إن كان لهذه الجماعة وجود في لبنان، وتحديداً في الجنوب اللبناني، ومن هي بالتحديد؟
ونفت عائلة الشاب المتوفى في بيان بعض ما ورد في وسائل الاعلام من سيناريوهات للحادثة، وعلى الرغم من أن البيان نفى بصورة قاطعة وجود هذه الجماعات في لبنان، إلا أنه لم ينفِ انتماء الشاب الى هذه الجماعة أم لا.
أثارت “جماعة القربان” التي ظهرت أخيراً في محافظة ذي قار جنوب العراق استغراب الأوساط الشعبية والسياسية حول الأفكار التي تتبناها، والتي تؤدي إلى وفاة أصحابها عبر نظام “القرعة”، إذ تطلق عبارات يرفضها ويستنكرها رجال الدين والأوساط الشعبية العراقية.
ويجري الراغبون بالانتحار قرعة في ما بينهم، والتي تعد ضمن طقوسهم الخاصة، إذ وصلت حالات الانتحار إلى ثلاثة منهم خلال الفترة الماضية، في مكان واحد مع اختلاف الوقت، ومن ترسو عليه يقدم على قتل نفسه، بينما اكتشفت السلطات الأمنية في العراق جثثاً لعدد منهم.
طقوس خاصة
وبحسب مصادر أمنية تناقلتها وسائل الإعلام المحلية العراقية، فإن لـ”جماعة القربان” أمكنة محددة تجمعهم للمناسبات وموكباً محدداً خاصاً بهم، إذ كانت هذه المجموعة منضوية تحت أحد أكبر المواكب الحسينية الكبيرة المعروفة في قضاء سوق الشيوخ جنوب محافظة ذي قار، إلا أن الخلاف في المعتقد الديني دفعهم إلى أن يكونوا منبوذين من قبل رفاقهم السابقين ويعلنوا انشقاقهم”.
تعود البدايات، بحسب المصادر الأمنية، إلى أن “التحول الديني لديها جاء بعد تردد عناصرها في زيارات متوالية إلى مرقد الإمام علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد الإيرانية سيراً على الأقدام، وبما أن الأمر يتطلب أسابيع طويلة زاد احتكاكهم بمجموعة دينية تعتنق المعتقد ذاته داخل إيران، حتى ارتفع عددهم وقارب 500 فرد، وباتوا يرتبطون بزعيم مقيم في إيران”.
ونوهت المصادر بأن “الجماعة تقدم القرابين في سبيل عقيدتهم، من خلال اختيار أحدهم ليكون قرباناً بإقدامه على الانتحار، الذي يتم من خلال إقامة كرنفال ديني كمجلس عزاء لإحياء ذكرى الإمام أو أحد أبنائه وأحفاده، بعدها تقام قرعة بين الشباب الموجودين، ومن يقع عليه الاختيار يشنق نفسه”، مبينة أنه “ليس هناك تعليل لسبب اختيارهم الشنق دون غيره من حالات الانتحار”.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان نشرته أخيراً اعتقال أربعة من “جماعة القربان” في قضاء سوق الشيوخ، وأنها أخذت على عاتقها متابعة الجماعات المنحرفة والخارجين عن القانون، والعمل على بسط الأمن والاستقرار وتحقيق السلم المجتمعي.
وفي 19 مايو (أيار) الجاري كشف قائم مقام سوق الشيوخ نبيل الموسوي عن وجود نشاط لما سماها حركة “جماعة القربان” في القضاء منذ عامين، وأن نشاطها ازداد خلال 2023.
سلام مجتمعي
المحلل السياسي صالح لفتة أكد أن كل يوم هناك متغيرات حيث تولد فرق وتندثر أخرى، وكذلك مجموعات تدعو إلى الخير وأخرى منحرفة، لافتاً إلى أن “جماعة القربان” لا أحد يعلم عنها شيئاً، ولا ندري هل هي فعلاً موجودة أم مجرد تهويل إعلامي لأشخاص يبحثون عن الشهرة، منوهاً برفض المجتمع لما تروج له.
من جهته أكد المتخصص في السياسة الشرعية ياسر الطربولي أن ضعف الدولة سبب رئيس لظهور مثل هذه الجماعات، موضحاً أن الهدف منها تفريق السلم المجتمعي، بخاصة أن المجتمع العراقي بدأ يلتئم خلال الفترة الأخيرة، لافتاً إلى أن “بلاد الرافدين خزانة للعالم من الأموال والذهب، وهذا يجعل المؤامرات تحاك ضدها كي تبقى ضعيفة وتستطيع القوى الخارجية أن تسيطر عليها عبر إظهار مثل هذه الجماعات”.
وكالات