في قصة مؤلمة جنوبا: التلميذ أحمد حيدر يفقد والدته خلال إجرائه الامتحانات الرسمية.. بحجم الألم والوجع قرّر بعزيمةٍ إكمال الدرب
“كتبت السيدة إلهام فرج مديرة ثانوية البازورية الرسمية على صفحتها على فيسبوك التالي:
ذهب تلميذنا الطالب في “ثانوية البازورية الرسمية”
أحمد حيدر لزيارة ورؤية والدته نهار الأحد الماضي في المستشفى، ولكنها كانت فاقدة الوعي عن هذا العالم، وتقدّم نهار الاثنين الى الامتحانات الرسمية/ فرع الاجتماع والاقتصاد، وأنجز جميع مسابقاته كي يعود مبتهجاً الى المنزل، يتأهب للذهاب الى والدته كي يخبرها بأنه قد أنهى امتحانات اليوم الأول بشكل جيد كما وعدها، ولكن خبر موتها كان أسرع اليه من دقات قلبه التي تسارعت ولكنها لم تمنعه من الذهاب الى امتحانات اليوم الثاني، يوم دفن والدته التي كانت تقاوم المرض منذ شهور، بتصميم وارادة لتلبية رغبتها ووصيتها بعدم التغيّب في حال وفاتها،
لبس ثيابه السود وانكفأ على ذاته يكتب بصمتٍ يضاهي حجم الوجع الذي يسكن صدره، كتب بقوة تضاهي حجم ألمه الذي انساب مع سيل الحبر من قلمه على كراسه،
وها هو يتحضّر لخوض اليوم الأخير من امتحاناته بكل ثقة وعزيمة رغبةً منه بالوفاء لها بوعده.
انها الأم الملهمة والحريصة حتى الرمق الأخير على مستقبل ابنائها كما وصفها لي زوجها، وانه الابن البار والوفي…
نفتخر بأمهاتنا الصابرات، ففي موتهن كما في حياتهن رسائل من الحب والصبر والعطاء، ونفتخر بطلابنا وبأبنائنا الواعين والمسؤولين ومهما كثرت الشدائد وعظَُمت مصائبها، يحوّلونها الى فرص للنجاح المبهر والغالي الثمن،
نحن نفتخر بك تلميذنا أحمد حيدر
لك منا كل الحب والدعم
ولروح والدتك الرحمة والسلام…
ياصور