“مواجهة” جوزاف عون – سليمان فرنجية… من سيصل الى قصر بعبدا ؟؟
يقترب قائد الجيش العماد جوزاف عون من أن يكون مرشحاً علنياً لرئاسة الجمهورية لعدد لا بأس به من القوى السياسية والدول المؤثرة في لبنان، وبشكل أوضح، قد يصبح عون مرشحا للقوى المعارضة لوصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، وهذا يعني أنه سيكون المرشح الأكثر جدية لتمتعه بدعم شعبي وإعلامي لم يتمتع به أي مرشح سابق، دعمته قوى المعارضة.
يتميز عون عمن سبقه في أنه يملك غطاء إقليمياً ودولياَ جدياً، فالولايات المتحدة الاميركية تؤيد وصوله الى الرئاسة إن لم تكن تدعم هذا الأمر وتسعى اليه، وقطر تعلن بشكل شبه صريح بأن عون هو مرشحها الأكيد في حين أن المملكة العربية السعودية لا تعترض عليه بل قد تبارك إنتخابه في حال حصل، أما فرنسا التي تدعم رئيس “تيار المردة”، فلن تعترض على عون خصوصا في حال وصوله الى القصر الجمهوري بتوافق داخلي.
يقال في بعض الصالونات السياسية، ان عون هو المرشح الحقيقي لخصوم “حزب الله” اذ ان الدول المعنية تدرك جيداً إستحالة وصول خصم للحزب الى قصر بعبدا، وبالتالي فإن كل هدفها يتمثل بعدم وصول حليف مطلق له، لذلك فإن عون الذي إختبر في قيادة الجيش كيفية الحفاظ على التوازنات الدقيقة بين حارة حريك والاميركيين، سيعرف أيضاً كيف يدير رئاسة الجمهورية من دون ان يكون، كما كان الرئيس سابق ميشال عون، حليفا كاملا للحزب داخل المؤسسات.
اذا، هي المواجهة السياسية و النيابية، دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسات متتالية لانتخاب الرئيس في تشرين الاول أم في شباط ام في بداية الصيف المقبل، فالمنافسة النهائية التي لن يطرأ عليها أي تعديل ستكون بين عون وفرنجية، فهل يمكن لأي طرف حسمها لصالحه من دون حصول تسوية خارجية راعية للانتخابات الرئاسية في لبنان؟
بناء على نتائج آخر انتخابات، سينخفض عدد أصوات المعارضة في المجلس النيابي من ٥٩ صوتا، الى أقل من ٤٠ صوتا، اذ ان “تكتل لبنان القوي” الذي تقاطع مع المعارضة في الجلسة الاخيرة وصوت للوزير السابق جهاد أزعور لن يصوت بالتأكيد لصالح قائد الجيش في حين أن إنضمام نواب جدد ليس أكيداً مع ترجيح تأثر معظم النواب السنّة، بإستثناء”سنّة الثامن من اذار، بالقرار السعودي مما قد يزيد عدد أصوات المعارضة مجدداً الى حدود الـ ٥٠ صوتا.
هذه الزيادة لن تشمل زيادة إضافية على إعتبار ان غالبية نواب التغيير أعلنوا أنهم لا يؤيدون أي تعديل دستوري لا يمكن لعون الوصول من دونه، وفي كل الأحوال لن يؤدي إنضمان كامل كتلة التغييريين الى إيصال عون لعتبة النصف زائداً واحداً، لذلك فإن فوز عون بالإنتخابات الرئاسية يبدو صعبا من دون حصول مفاجآت، وهذا ما ينطبق أيضا على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي يحتاج الى كتلة “لبنان القوي” ليتمكن من الوصول الى الأكثرية وهذا غير متوفر حاليا.
أمام هذه المعادلات، يبدو صعبا على اللعبة الديمقراطية أن تحسم الكباش الرئاسي من دون تسوية خارجية وتوافق بين الدول المتخاصمة، أو مفاجأة داخلية غير معتادة، تقلب التوازنات بشكل سريع ليصل أحد المرشحين الى القصر الجمهوري من دون توافق عام، ما يوحي عندها، بتكرار تجربة عهد الرئيس السابق ميشال عون بكامل تفاصيلها.
لبنان 24 – علي منتش