كلمة رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية والجوار محمد جابر في ثانوية الصباح في احتفال اليوم العالمي للغة العربية
الحضورُ الكريم..مدير ثانويّة حسن كامل الصبّاح الرسميّة الأستاذ عبّاس شميساني، الهيئات الإداريّة والتعليميّة في الثانويّة، الأساتذة المُنظّمين لدائِرةِ اللُّغةِ العربيّة في مُقدِّمِهم الأستاذ والشاعر محمَّد معلّم، الطلّاب المُشاركين وجميع القيّمين على هذهِ المُباريات الأدبيّة إحياءً لليومِ العالميّ للّغةِ العربيّة الّذي يُشرِّفُنا اليومَ أن نجتَمِعَ بحضرَتِكُم إحياءً لهُ..فإحياؤنا اليومَ لهذهِ المُناسبةِ هوَ تعبيرٌ عن هويّتنا العربيّةِ الّتي خاضَت بلادنا حروباً شتّى للدِّفاعِ عنها، فهي بكُلِّ مضامينِها الأدبيّةِ ووالبلاغيّةِ والخطابيّة تُشكِّلُ رمزاً للتميُّزِ وإرثاً للحضارةِ الإنسانيّةِ الخالِدة لما لها من دورٍ في إثراء التنوّعِ الثقافيّ واللغويّ للإنسانيّةِ، فضلاً عن مُساهَمَتِها في إنتاجِ المعارِف..فهي من أكثرِ اللُّغاتِ السّامية تحَدُّثاً وانتشاراً في العالم .
كما تُعتَبَرُ من اللُّغات الّتي فَرَضَت حضورَها بقوّةٍ في العالمِ المُعاصِرِ بما يُقدِّمُه مُتقِنوها من أدبٍ رفيعٍ وصناعةٍ خارِقة وإنجازٍ في العلومِ والفنونِ والأدبِ والخطابة، كما الإقتصادُ والطّبُّ والبيولوجيا وغيرِها من العلومِ الحديثةِ بمُعطياتِها المبنيَّةِ على منظومةٍ معرفيّةٍ لغويّة شاملة بأبعادِها الفكريّةِ والروحيّة والإبداعيّة
فضلاً عن كونِها لُغةُ القرآنِ الكريمِ ولُغَةُ الدينِ الإسلاميّْ الّذي ارتضاهُ ربُّ العالمين فهي بفضلِ القرآنِ باتت مُستعصيَةً على نكباتِ الدَّهرِ ومطامِعِ الغرب.
فهي اليومَ لا تنفَكُّ عن كونها أداةً من أدواتِ الصِّراعِ العالميّْ الّذي يُنسَجُ ضِدَّ العَرَبِ والمسلمين والّذي لطالما فَشِلَ أمامَ حِكمةِ الشُّعوبِ العربيّةِ وثباتِها وسعيِها الدَّؤوبِ للحفاظِ على كينونَتِها وهويَّتِها العربيّة.
وهذا ما يشهدُه التاريخُ العربيُّ اليومَ في فلسطين الأبيّة الّتي تَخطُّ أعظَمَ انتصارٍ تاريخيٍّ في ملحَمةٍ يُسجِّلُها تاريخُ الصِّراعِ الفلسطينيُّ/الصهيونيّْ الّذي قدَّمَت فيهِ أعظَمَ التَّضحياتِ ولا زالت صامِدةً أمامَ شراسَةِ ذاك العدوِّ الغاصِبْ..فصمودُها الأسطوريُّ اليومَ وثباتُها يحطِّمُ الصورة النموذجيّة التي دَحَرَت ديمقراطيّة السياسة الغربيّة المزعومة.
فكلُّنا يقينٌ بأنَّ نصرَ الله آتٍ لا محالة بإذن الله تعالى..وأنَّ تاريخَ القدسِ سيشهَدُ على ذلك النَّصرُ الّذي خطَّهُ الشعبُ الفِلَسطينيُّ من مدادِ دمائِهِ على تلكَ الأرضِ الطّاهِرَةِ..فطريقُ النَّصرِ مرسومٌ في خُطاهُم، خُطىً تُسَطِّرُ أجمَلَ معاني الفِداءِ والوفاء على أرضِهِم الطّاهِرة الّتي خَلَقت أحرارً يصونونَ الأمانةَ وفي جوارِحِهِم حُبُّ لا يتوقَّف، وعطاءٌ لا ينضَب.
فتاريخُهم يُرَتِّلُ أُنشودةَ عِزٍّ وإباء..تاريخٌ صَنَعَهُ رجالٌ عُظماءْ في عُروقِهِم دماءٌ تَسقي تُربةَ التَّضحيات، حتّى صارَ تُرابُ القدسِ احمرا.
فتحيّةُ الجنوبِ إليكم..جنوبُ العُلماء والأدباء..جنوبُ المقاومةِ والشُّهداء، حيثُ يُحلِّقُ الشهيدُ بروحِهِ فوقَ السّاحاتِ والميادين ويُرَفرِفُ بها ناحيةَ فِلسطين حيثُ الوجعُ والأنين البعيدُ كُلَّ البُعدِ عن محافِلِ وقِمَمِ العَرب.
فمقاومتُنا اليومَ هي السبّاقَةُ في ميادينِ البطولَةِ والفِداء بشهامةِ رجالٌ يرفعونَ مشاعِلَ الفخرِ جهاداً ونضالاً وكفاحاً على حدودِ هذه الأرض الّتي انجَبَت ابطالاً يروونَ للزَّمَنِ حكايَةَ شهيدٍ قَضى”على طريق القدس”
فكلُّ الوطنِ يخشَعُ أمامكم ويتوسَّلُ نصرَكم المُعظَّم .
ختاماً، نؤكِّدُ في حضرتِكُم بهذهِ المناسبة تشجيعُنا الدّائِم والمُستمِرّ لكافّةِ الإنجازاتِ التَّربويَّةِ الحضاريّة الّتي ترفَعُ اسمَ مدينَتِنا عالياً..مدينةُ العلمِ والعُلماء..مع شُكرِنا الجزيل لإدارة ثانويّة الصبّاح الّتي تُخَرِّجُ كُلَّ عامٍ ثُلَّةً من المتفوِّقين المتميّزين..كما ونُهنّئ الطُلّاب المُشاركين في هذهِ الدّائرة الأدبيّة الّتي تُنتِجُ مُبدعين يملأون ذاكِرةَ الوطن بإنجازاتِهِم الّتي نُقدِّرُها ونفخَرُ بها..وإلى المَزيد من النَّجاحات والإنجازات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته