تقارير

عمليتا النبطية وكفررمان مثالاً: اختراق الواتساب وانتشار العملاء معاً

كنا في “المدن” أول من تحدث عن استباحة “داتا  اللبنانيين” وخطورة اختراق الهواتف الخلوية واستخدامها في الحرب الأمنية التي تشنها اسرائيل، ومخاطر كاميرات المراقبة المنتشرة في البلدات الحدودية. وهو ما ساهم برفع الصوت إزاء الخطر الحقيقي لهذه الوسائل وعلى رأسها الهواتف.

لماذا التحذير من الهواتف؟
بعد هذه التقارير، ارتفعت وتيرة التحذير من مخاطر الهواتف والكاميرات، حتى تحدث أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله شخصياً عن ضرورة الحذر من الهواتف الذكية، وذلك للأسباب التالية التي تكشفها مصادر معنية عبر “المدن”:

استخدام الهواتف الذكية مع بداية الحرب كان له تأثير كبير على أعداد شهداء المقاومة، وذلك قبل معرفة ما كان يخبئه العدو من قدرات تجسسية وتكنولوجية عالية جداً، ومن مسيرات متطورة كان لها اليد الطولى بداية الحرب في تشرين الأول الماضي. وتُشير المصادر إلى أن بعض المقاومين في الأيام الأولى للحرب كانوا يحتفظون بهواتفهم خلال عملهم، وهو ما تبدل بسرعة، لدى كل المقاومين الذين يعملون في القرى والبلدات الجنوبية.

المرحلة الثانية، كانت استفادة العدو من هواتف المقاومين حتى خارج نطاق عملهم، فقد كان بحوزة العدو كمية ضخمة من الداتا التي تخوله معرفة أرقام هواتف القادة في المقاومة، وكانت تلاحقهم بسبب الهواتف وتسعى لاغتيالهم. وفي إحدى المرات، كان أحد المقاومين قد أنهى عمله وتوجه إلى منزله وقام بفتح هاتفه الذي كان تركه في المنزل، فاستهدفه الطيران الحربي بعد 30 دقيقة.

كذلك في محاولة الاغتيال التي وقعت في النبطية قرب تمثال حسن كامل الصباح، كان للهاتف دور أساسي في عملية الاستهداف، حسب معلومات “المدن”. فالشخصان المتواجدان في السيارة كانا ملاحقين من قبل المسيّرة لفترة قبل استهدافهما، وعندما شعرا بذلك ألقيا هاتفيهما من السيارة. فكان الصاروخ الأول الذي قيل أنه سقط بحديقة منزل في حي البياض، استهدف مكان وجود الهاتفين.

وسيلة لربط الخيوط
الأمر الثاني برز من خلال قدرة العدو على التجسس داخل الهواتف، وداخل التطبيقات. إذ تكشف المصادر أن اختراق العدو لتطبيق واتساب على سبيل المثال لا تُعرف حدوده، ولا يمكن البناء عليه كامل الصورة. ولكن يمكن البناء على استثمار الهاتف الذكي من خلال دفع حامليه إلى استخدامه في سبيل ضخ المعلومات والصور على تطبيق الواتساب، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً تلك المعلومات التي يملك خيطاً منها ويريد بقيتها.

وهنا تكشف المصادر، انطلاقاً من محاولة الاغتيال في النبطية، أن المستهدف في العملية لم يكن الشهيد علي الدبس، الذي تم استهدافه لاحقاً في مبنى النبطية، ولم يكن من آل الدبس أساساً، كما انتشر على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام. مشيرة إلى أن جهة مشبوهة، هي الاسرائيلي، رمت بأكثر من إسم لأشخاص من آل الدبس، مثل عباس وعلي وحسين الدبس في بازار الأسماء، وتركت للجمهور التعامل معها، لتحديد ما تريده، وبات من يعلم عن آل الدبس معلومة يكتبها، فحصل الانكشاف بشكل كامل. هكذا وصل العدو إلى الهدف الذي يريده، والمعلومات التي أراد الوصول إليها، وتمكن من استهداف علي الدبس في النبطية بعدها بأيام قليلة، استناداً لنتائج هذا الدفق من المعلومات عبر محادثات الواتساب.

الرصد المباشر و”العملاء”
شكّل الهاتف الذكي، ومعه وسائل التواصل، أحد أهم أبواب “الخلل” التي دخل منها الاسرائيلي لاستهداف حزب الله. لذلك كان تحذير السيد نصرالله منه. واليوم، حسب معلومات “المدن”، لم يعد مسؤولو حزب الله يستعملون الهواتف الذكية. الأمر الذي ساهم بإطفاء عين للعدو، أما العين الأخرى فتتمثل بالعملاء الذين يقدمون المعلومة للاسرائيليين، ويُصار إلى متابعتها من خلال القدرات الكبيرة على الرصد الذي تقوم به المسيرات، فالاغتيال الذي حصل في كفررمان منذ أيام لم يكن للهاتف أي صلة فيه.

وتكشف المصادر، أن الشهيد حسن صالح الذي تم استهدافه في شقة في كفررمان لم يكن يحمل هاتفاً، واغتياله كان بواسطة عملاء على الأرض، حددوا مكان الشقة المستأجرة منذ فترة. أما استهدافه، فهناك نظريتين حسب المصادر، إما أن مسيرة رصدت صالح ولاحقته حتى دخل الشقة واستهدفته بعد أقل من نصف ساعة على دخولها، وإما كان هناك من يرصد الشقة من العملاء وأبلغ الاسرائيليين بدخول صالح إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى