تقارير

واقعة الرجل ذات الرداء الاحمر في صيدا.. عندما تسقط القيم المجتمعية في سبيل التحدي او الـ’الترند“ !!!

في سبيل مزحة .. في سبيل تحدي .. في سبيل الترند .. شوهد احد الاشخاص بثوب احمر (لباس نسائي) وهو يتجول في سوق صيدا التجاري ، الفيديو انتشر كما النار في الهشيم وهو المطلوب ونحن في عصر العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي ونهفات الترند التي افقدت الكثيرين عقولهم كما جردتهم من كراماتهم وجعلتهم يتخلوا عن قيمهم واخلاقهم ..

طبعا المشهد غريب ومستغرب في اي مجتمع ارسى الحد الادنى من القيم والاخلاق المتعارف عليها فكيف اذا كان المشهد في مدينة صيدا المعروف عن مجتمعها بطابع المحافظ والمتمسك للعادات والتقاليد والقيم والاخلاق حيث بدا المشهد في سوقها التجاري منبوذ ومكروه الى ابعد الحدود ، وقبل ان تُعرف طبيعة الواقعة وخلفياتها راح الفيديو يتكاثر بسرعة البرق على مواقع التواصل فاسحا في المجال لكثرة المعلقين، فبعضهم من اعتبرها مجرد مزحة والبعض الاخر من اعتبر انه يتم تصوير فيديو او دعاية والبعض الاخر ربطها بحالة الشذوذ التي بدأت تلقى رواجا في المجتمعات من بينها لبنان تحت مسمى الحريات العامة وما ابشعها من حريات !!! ليتبين وبلسان صاحب الواقعة انها كانت مجرد مزحة وانها ” شرط ” عَمِلَ على تنفيذه بارتدائه ثوبا نسائيا احمرا بعدما جرّد نفسه من القيم والاخلاق وتنازل عن اسمى ما يمكن ان يملكه الانسان وهي الهيبة والكرامة ..

ان هذه الواقعة وحصولها في صيدا من اخطر ما يمكن ان يشاهده ابناءنا ذلك ان كسر القيم المجتمعية السائدة وعدم احترام القواعد والاخلاق ضمن المجتمع الواحد انما هو بداية هدم ركائزه وأسس التضامن ما بين اعضائه كما ان الاستسهال بالقيام بما هو غير طبيعي ومنبوذ في المجتمع يؤدي الى هدم ركائز المجتمع وصولا الى جعل ما هو ممنوع مُباح ومسموح ..

كما ان الاخطر من ذلك كله هو انصياع الجيل الحالي وراء مستلزمات التريند التي تفرض في كثير من الاحيان التخلي عن القيم والاخلاق والكرامات في سبيل تسجيل رقم قياسي بالمشاهدات من اجل حفنة دولارات ..
انطلاقا من ذلك لا يمكننا المرور عند واقعة الرجل ذات الرداء الاحمر في صيدا على انها حادثة عابرة او انها في خانة ” المزحة ” ذلك ان المشهد مسّ بالصميم القيم المجتمعية المتعارف عليها في خرق واضح وتعدي على المفاهيم السائدة وكي لا نجعل من ابنائنا وقودا لحرق القيم في سبيل ال” Trend “ !!!!!

حنان نداف – صيدا اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى