مقام الإمام زين العابدين في أرنون: محطة للتبرك والنذورات والزيارات والصلوات
يقع مقام الإمام زين العابدين بالقرب من قلعة الشقيف السياحية والأثرية، ومن يأتي لزيارة القلعة يزور المقام ويتبرك من صاحبه ويصلي فيه. وقد قامت لجنة الوقف الديني في البلدة وبلدية ارنون بتأهيله وترميمه، بعدما تعرض للقصف الإسرائيلي، فبات اليوم مكانا للتبرّك والسياحة الدينية. وهو موئل للحجاج والمواطنين من البلدة وجوارها في يحمر وكفرتبنيت، وصولاً إلى النبطية وجوارها.
وتولي لجنة الوقف الديني في بلدة ارنون-النبطية، برئاسة امام البلدة الشيخ محمود قاطباي، إهتماماً بالمقام من حيث التأهيل الدوري والطلاء. وهو مكان للتأمّل والصلاة من قبل أبناء البلدة، الذين يزورونه لقراءة القرآن والادعية واقامة مجالس العزاء، ووفاء النذور لشفاء مريض أو قريب. ويروى أن رجال المقاومة كانوا يقيمون الصلوات فيه، قبل الانطلاق في أي عملية ضد اسرائيل على طريق قلعة الشقيف أو في داخل ارنون أو حتى على طريق الزفاتة.
في هذا السياق، يلفت الشيخ قاطباي، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الامام الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان أقام صلاة شعبية لأهالي أرنون والمنطقة، بعد تحرير البلدة وإزالة الاسلاك الشائكة الإسرائيلية من حولها في شباط 1999، وإلى أن وزراء ونواب وعضو هيئة الرئاسة في “حركة أمل” خليل حمدان صلّوا بإمامة الشيخ قبلان بالقرب من المقام، وكانت صلاة دينية لا تخلو من البهجة لتحرير أرنون، ومنذ ذلك الحين الوفود تؤم المكان، من كل حدبٍ وصوب، من سوريا ولبنان وايران، لبركة الإمام وقدسية اسمه بين الائمة الاثني عشر.
ويشير إلى أن بلدة أرنون رفعت الراية الحسينية على المقام لمناسبة عاشوراء وجلّلته بالسواد، وهي البلدة التي تنتشر فيها معالم أساسيّة تاريخيّة، فلا يمكن أن تذكر بلدة أرنون من دون أن تذكر تلك المعالم، ومنها قلعة الشقيف التاريخية، التي خرّبها ودمر جزءاً منها الجيش الإسرائيلي خلال احتلاله للجنوب، الا أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعقيلته رندة بري أعادا بناءها، مع الحفاظ على الطابع الأثري لها من حجارتها القديمة والتراثية والتاريخية.
ويوضح الشيخ قاطباي أنه “تنتشر في البلدة الاثار القديمة، وهي فينيقية مرّ عليها الصليبيون ورمّموها، وبالتالي تحول الموقع المميز القريب من القلعة، والذي يطل على فلسطين وسوريا، مركزاً لكل القوى الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ولأفواج المقاومة اللبنانية –أمل وللمقاومة الاسلامية، بينما اتخذها الجيش الإسرائيلي، خلال احتلاله للجنوب، موقعاً حصيناً، مارس منها عدوانه على الجنوب، قصفاً وقنصاً واعتقالا للمواطنين الأبرياء وزجّهم في معتقلاته في الخيام”.
النشرة