أخبار النبطية

النبطية في جنوب لبنان عادت تنبض… لكنّها “ليست بخير” (صور)

النهار – سمير صباغ

شكل واقع نكبة النبطية في جنوب لبنان صدمة لكل العائدين الى قرى قضاء النبطية وبلداته، لأن ما شهدته من دمار، مدينة وبلدات وقرى، جراء الحرب الاسرائيلية في ايلول 2024، فاق باضعاف ما حصل إبان عدوان تموز 2006.
إلا أن مشاهد الدمار دفعت “النبطانيين” الى المبادرة ذاتياً منذ الأسبوع الأول لوقف النار، الى إطلاق ورش ترميم منازلهم ومتاجرهم ومصادر ارزاقهم، من دون انتظار لجان الكشف من مجلس الجنوب أو مؤسسة “جهاد البناء” التابعة لـ”حزب الله” والتي تأخرت أكثر من أسبوعين لإطلاق آليات عملها بالمسح أولاً والتعويض ثانياً.

 

 

وفي هذا الاطار، أوضحت مصادر متابعة لـ”النهار” أن “هناك 53 ألف وحدة سكنية متضررة، من صيدا مروراً بالنبطية وإقليم التفاح وصولاً الى البقاع الغربي. وعليه، كانت عملية المسح معقدة خصوصاً أن هناك أكثر من 720 مبنى مطلوب الكشف عليها إنشائياً لتحديد هل سيكون الهدم فيها جزئياً او كلياً، كما أن مسالة رفع الركام ارتبطت منذ اليوم الاول بالجهات الرسمية، مع إعطاء “جهاد البناء” أولوية لمسألة  دفع بدلات الإيواء والأثاث”.

وعليه، كانت عملية رفع الركام العاجلة التي شهدتها سوق النبطية التراثية، محاولة يتيمة على نطاق واسع، قام بها النادي الحسيني في المدينة بتمويل من المرجعية العليا في العراق. واقتصرت أعمال ترميم المحلات والمنازل المتضررة بشكل جزئي على  مبادرات فردية، إذ بات الترميم يسابق دفع التعويضات التي قدمها “حزب الله” وفق آلية كشف أول أو ثان يحددها سقف المبلغ، فيما اقتصرت جولات مجلس الجنوب على التسجيل من دون البحث في آليات الدفع.

 

بلدية النبطية

وهنا، يؤكد رئيس بلدية النبطية المهندس خضر قديح أن”النبطية بهمة أبنائها نهضت من تحت الركام منذ الأسبوع الأول، ووجدنا ورش الترميم  قائمة للمحلات والمنازل المتضررة،فيما فتح أصحاب المحلات والمصالح المدمرة بدائل جديدة. كذلك عاودت المدارس فتح أبوابها كما المؤسسات الرسمية، وقمنا كبلدية بالعمل على  إعادة وصل ما انقطع من شبكتي الكهرباء والمياه، علماً أن خسائرنا في مستودع البلدية فاقت 800 ألف دولار”.
ويشير الى أن “الحركة التجارية بدأت تعود تدريجاً الى السوق التجارية، وما حركة السير الكثيفة إلا خير دليل على واقع المدينة بعد انقضاء 60 يوماً من وقف النار”.

 


جمعية التجار

من جهته، يرى رئيس جمعية تجار محافظة النبطية موسى شميساني انه رغم “ترميم العديد من المحلات التجارية وعودة بعض المؤسسات الى العمل، فان هذا لا يعني قطعاً أن الحركة التجارية جيدة. العدو دمّر 250 مؤسسة مع محتوياتها في المربع التراثي، وهذا ترك فراغاً كبيراً دون آلية واضحة لسبل دعم المتضررين، فكيف تكون المدينة بخير؟”.

 

 

ويلفت الى ان الجمعية “سعت مع الجهات الحكومية وحتى الحزبية الى دراسة ملف تعويض المحتويات، ناهيك بمطالبتنا بالرفع العاجل للأنقاض ودعم التجار عبر اعفاءات ضريبية وغيرها، مع البحث في آليات واضحة وسريعة للبدء بإعادة الاعمار للسوق التجارية. غير أننا لم نجد اهتماماً من أي جهة بما نطالب به كقطاع تجاري حيوي يعتاش منه المئات بل الآلاف من أبناء النبطية، كأن هذا القطاع هو فقط لدفع الضرائب!”.

 

 

وتبين لـ”النهار” أن آلية تعويضات “حزب الله”، وهي الوحيدة المتاحة جنوباً حتى الآن، لا تلحظ تعويض الإيواء والأثاث للجمعيات والنقابات والمكاتب، أو حتى على مستوى المحتويات التالفة من بضائع ومعدات في المؤسسات، رغم مسحها من فرق الحزب”.

صحيح ان الهمة “النبطانية” عالية لاعادة نبض الحياة في عاصمة جبل عامل، لكن في الواقع غالب الأهالي والتجار سيبدأون مجدداً من الصفر أو ما تحت الصفر!”. لذا، بحسب شميساني، “مطلوب من الجهات الرسمية والحزبية إعطاءنا إجابات واضحة وشفافة عما ستؤول إليه عملية التعويضات وإعادة البناء وخصوصاً للتجار”. فهل تحمل الأيام المقبلة آليات سريعة وواضحة تؤازر الآليات الحزبية للتعويض مع تشكيل الحكومة الجديدة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى