أخبار الجنوب

عدشيت تواجه آثار الحرب بجهود البلدية وإصرار الأهالي

رغم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب والدماء التي روت الأرض، تنبض القرى الجنوبية من جديد بفضل إصرار أهاليها وعزيمتهم على العودة، ما أجبر العدو على الانسحاب. بدورها، تواصل البلديات العمل رغم ضعف إمكانياتها والدمار الذي طال بنيتها، فتخوض سباقًا مع الوقت لإعادة تأهيل القرى.

في عدشيت، كما في غيرها من البلدات، عاد الأهالي حاملين معهم الأمل، فيما تعمل البلدية بكل طاقتها لمساعدتهم على استعادة أبسط مقومات الحياة.

وفي حديث لموقع جمعية العمل البلدي، قال رئيس بلدية عدشيت محمد سويدان إن حجم الأضرار التي لحقت بالبلدة جراء الحرب زاد من تأزم الأوضاع فيها. وأشار إلى أن جميع المنازل والمحال التجارية تضررت، ما بين جزئي ودمار كلي، حتى بلغت نسبة الدمار الكلي نحو 15% من المنازل.

ولم تسلم الممتلكات العامة من وحشية العدو، فقد ألحق العدو الضرر بمبنى البلدية بشكل كبير، بالإضافة إلى تدمير آليات للبلدية، ما جعل العمل الإداري والخدمات العامة أكثر صعوبة.

حتى المقدسات والمرافق العامة تعرضت للكثير من الدمار. فقد دمر العدو المساجد، بما فيها حسينية البلدة، ولحق الضرر بالجبانة. ويلفت سويدان إلى أن الأضرار طالت محطة تكرير المياه، ما ساهم في تفاقم الأزمة في البلدة. كما قطع العدو خط التغذية الوحيد لمياه البلدة، وهو مشروع الطيبة.

وفي حديث لموقع جمعية العمل البلدي، شرح سويدان كيف دمر العدوان بشكل كامل شبكات الكهرباء والاتصالات، بما في ذلك أعمدة التيار الكهربائي والتمديدات الخاصة بشبكة الكهرباء العامة. ولم يسلم قطاع الزراعة من أضرار الغارات، فقد أغار العدو على مزارع المواشي والأراضي الزراعية، بالإضافة إلى حرمان الأهالي من حصاد مواسمهم بسبب التهجير القسري الذي دام أكثر من عام.

ومنذ اليوم الأول من انتهاء المدة الممددة لاتفاق وقف إطلاق النار، عملت البلدية على تسهيل هذه العودة من خلال فتح الطرقات وانتشال جثامين الشهداء وتنظيف الجبانة عبر استئجار الآليات اللازمة لذلك. وبالتعاون مع جهاد البناء، تم مسح الأضرار وتقديم وعود للأهالي بالتعويضات المناسبة، كما تم التنسيق مع مجلس الجنوب وبلدية بني حيان لمواصلة مسح أضرار البنى التحتية.

رغم هذه التحديات، تسعى بلدية عدشيت جاهدة لإعادة الحياة إلى البلدة. وللغاية، تواصلت مع مؤسسة كهرباء لبنان ومؤسسة مياه لبنان لإعادة تشغيل الشبكات، وتم التواصل مع اليونيفيل لتوفير مولد كهربائي. وفيما تحاول البلدية تأمين المياه للسكان في ظل الظروف القاسية، حذر سويدان من تفاقم الوضع في ظل غياب دعم الدولة والوزارات المعنية.

وأشار سويدان إلى أن البلدية لديها خطط مدروسة لكنها تفتقر إلى التمويل الكافي لتنفيذها. من بين هذه الخطط، إنشاء خزان مياه كبير، فتح الطرقات، وإنشاء بئر ارتوازي لتأمين المياه بشكل مستدام. ورغم ذلك، لم تلقَ هذه النداءات أي استجابة من الجهات المعنية.

ورغم هذه الظروف الصعبة، أثنى سويدان على عزيمة الأهالي الذين عادوا إلى البلدة رغم الدمار الذي طال بيوتهم، مما يعكس إصرارهم على إعادة بناء حياتهم وأرضهم. وقد قدر أن حوالي 70% من السكان قد عادوا إلى عدشيت، مؤكداً مواصلة الدعم بالتعاون مع الصليب الأحمر، لتأمين الخدمات وتوفير الحصص التموينية وسائر الحاجيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى