“طاولة حوارية” عن المرأة والقيادة في نادي الشقيف في النبطية بمشاركة وزيرة البيئة

نظم نادي الشقيف في النبطية وجمعية مبادرات للتنمية والقيادة، “طاولة حوارية” بعنوان “المرأة والقيادة: رؤية ، تجرية وتأثير”، شاركت فيها وزيرة البيئة تمارا الزين، السيدة مليحة موسى الصدر، الاعلامية سمر ابو خليل، الاستاذة اسمهان زين، وحضرها ممثل النائب هاني قبيسي حسان صفا، ممثل النائب ناصر جابر مدير مكتبه محمد حجازي، محافظ النبطية هويدا الترك، وحشد من الشخصيات والفعاليات والوجوه الاجتماعية والثقافية والتربوية . بعد النشيد الوطني ونشيد نادي الشقيف افتتاحا، ألقى رئيس نادي الشقيف أكرم فران كلمة قال فيها: “هلاً بكم في هذا اللقاء الحواري الهادف حول المرأة والقيادة. ها نحن اليوم، نشمّ رائحة عباءته العابقة مجداً وعنفواناً، ونتلمّس خيوطها إشعاعًا من عينيّ كريمته النابضتين نشاطاً واندفاعاً وطموحاً، بين زميلات من النساء اللواتي اقتحمن أسوار الممنوع وتنافسن في العلم والإعلام والمجتمع والثقافة. فكانت معالي الوزيرة تمارا الزين، وكانت الإعلامية المقاومة سمر أبو خليل وكانت مليحة الصدر والأستاذة أسمهان زين. يشرفنا ويسرّنا في نادي الشقيف الثقافي،وبتوأمة ومشاركة من جمعية ميدال، إطلاق الطاولة الحوارية حول جدلية المرأة والقيادة في ظل كل الصعوبات والمعاناة والمعوّقات التي تتهدّدنا، وتحت وطأة واقع مأزوم في بلدٍ لا زال فطيماً رغم وصوله إلى القرن الحادي والعشرين،نتيجة ذكورية السلطات والسياسات المتعاقبة عليه،وها هي المرأة التي نحب ونحترم، تكرّس حضورها يوماً بعد يوم متفوّقة أحياناً على الرجل وعلى المجتمع وعلى التقاليد والأعراف. فكانت منهنّ المبدعات والشاعرات والعالمات والإعلاميات وكانت منهن الشهيدات وأمهات الشهداء”. الظواهرة ثم كانت كلمة تعريف للاعلامية نسرين الظواهرة والتي ادارت “طاولة الحوار” وقالت: “في زمن تغيّرت فيه المفاهيم، لم تعد القيادة مجرد منصب، بل أصبحت رسالة… رسالة تحملها نساء أثبتن أن الإلهام لا يعرف حدودًا، وأن القوة الحقيقية تبدأ من الإيمان بالذات. اليوم، نحن هون لنسمع قصصًا من نساء لم يكتفين بكسر الحواجز… بل صنعن منها جسورًا نحو تحقيق الذات نحو التغيير ونحو زرع الأمل. أهلاً بكنّ جميعًا في هذه الجلسة التي نحتفل فيها بالقيادة بصوتٍ نسائي، صادق، وملهم.” ، واقول لكم “القيادة ليست امتلاك سلطة… بل امتلاك رؤية ، وصوت ، وتأثير” . مداخلات ثم كانت مداخلات للمشاركات في ” الطاولة الحوارية” تحدثن فيها عن تجربتهن المهنية ، وما واجهن من صعوبات وعقبات ، واهمها التحدي الاكبر، وهو تحدي العائلة ، وتحدي المجتمع الذي يطغى عليه المفهوم والرؤية الذكورية ، بتفكيره ونظرته للمرأة ، واجمعن على اهمية المساواة في المجتمع وفي الوظيفة ، حيث ان المرأة اللبنانية بالاخص اثبتت جدارتها وكفاءتها وبطولتها بالوصول الى معظم المناصب ، وكن الاغلبية في كثير من المواقع الوظيفية ، وهذا بفضل ارادتهن وجرأتهن. واشارت اسمهان زين الى ان “المرأة قادرة ان تكون عنصر مساعد وتمتلك المؤهلات العلمية والاكاديمية للوصول ، مؤكدة على حقوقها في هذا المجال”. بدورها لفتت الزين الى ان “هناك ظلما في آلية وصول المرأة الى الوظيفة ، فهناك 60 بالمئة من حملة الدكتوراه مثلا في لبنان هن من النساء ، بينما لا يتعدى وجودهن في التعليم في الجامعات نصف هذه النسبة”، لافتة الى “ضرورة تعديل القوانين التي تراعي ظروف المرأة في العمل وتأمين متطلبات بيتها، اي توقيت الوصول الى المنزل”ـ معتبرة ان “المنصب لا يحدد موقع المرأة، بل كل مرأة قادرة من خلال موقعها ان تكون قيادية وكل مرأة قادرة ان تضطلع بدورها بطريقة ناجحة وسليمة”. بدورها اعتبرت ابو خليل انه “لا يمكن ان نتحدث دائما عن مساواة بين الرجل والمرأة ، بل يجب ان تكون حقوق المرأة بنسبة 60 بالمئة ، مقابل 40 بالمئة للرجل، فالمرأة هي الوطن ، وهي الحرية، وهي الثورة”. وتحدثت الصدر وقالت: “أتخيل أن الإمام يوجه لكل امرأة منكن رسالة في مجال إبداعها. السيدة تمارا الزين، إلى حارسة الأرض، باسم الحياة التي تتدفق في كل ورقة، وباسم الأرض التي تنبت لنا الخير، وباسم الأجيال التي تنتظرنا بعد… أنتِ ومن معك الأوفياء للأرض، يقول الإمام أننا نعيش في “كون كلّه محراب كبير، كلّ جزء من أجزائه، ساجد، ومسبح، ومصلٍّ” كون يسبح بحمد خالقه، حيث الشمس والقمر والنجوم والطيور والأشجار تناجي ربها. هذه الطبيعة التي تسجد لله بكل ذرة فيها، تنادينا لنكون أوفياء لها كما نكون أوفياء لأنفسنا. فلنكن أوفياء لدورنا الإلهي الذي خصَّنا الله به، في حماية الأرض التي وهبتنا الحياة، والحفاظ على قدسية الماء الذي ينعش كل كائن حي. لسنا أسياد الطبيعة، بل جزء منها. إذا أهلكناها، فإننا نهلك أنفسنا. فلنعمل معًا، ليس لأن الأرض تحتاج إلينا، بل لأننا نحتاج إليها. سيروا في هذا الدرب القويم، ودعونا نسير معكم لنكون خط الدفاع الأول عن الأمانة الإلهية لهذا العالم. إن كل شجرة تغرسونها، وكل قطرة ماء تحافظون عليها، وكل حيوان تحمونه، هي لبنة تضاف إلى صرح مستقبل مشرق وآمن لأجيالنا القادمة. فليبارك الله جهودكم، ويسدد خطاكم، لنجنيَ ثمراته جنة الله على الأرض. فعملكم ليس مجرد حركة، بل هو قطعة من كيانكم الإنساني تتحول إلى عطاء، كما تتحول المواد في جوف الأرض إلى ثروات. أنتم بحق حراس الأرض المقدسون”. أضافت: “السيدة اسمهان زين، إلى صانعة المعجزة، إلى كل امرأة عاملة، تحمل مشاعل النور تنير بها دروب الحياة المظلمة، فتصنع فجر الأمل من عتمة اليأس، أتوجّه إليك بقلب يرى في جهدك قوةً، وفي صبرك عزيمةً، وفي إخلاصك نبضًا للحياة. إلى الرائدة والناهضة بالمسؤولية، لقد صدق الإمام الصدر حين قال: “إن الحياة لا تقدم هدايا للمتقاعسين بل للكادحين”. وها أنتِ، تجسّدين هذا المعنى بأبهى صوره. تقتحمين معترك العمل، وتنافسين ببسالة، وتثبتين يومًا بعد يوم أنك لست مجرد لوحة فنية تزين الأيام، بل قوة فاعلة، وعقل نيّر، وإمكانيات هائلة تسهم في تسيير عجلة الزمن والمجتمع. تذكري دائمًا أن المحن هي أبواب الانفراج. وكما أن البذرة تتألم تحت ضغط التراب والماء لتنمو وتزهر، فإنّ جهودك قد تنطلق من تحديات وصعاب، لكنها حتمًا ستثمر إنجازات تضيء دروبك ودروب من يأتين بعدك. يا كل امرأة عاملة في أي ميدان، يقول الإمام، إن محاولتك هي رسالة أمانة. نجاحك هو نجاح للأمة بأسرها، ودفعة قوية لكل امرأة تطمح للإسهام والبناء. أما الفشل – لا قدّر الله – فهو ليس فشلاً شخصيًّا فحسب، بل عقبة في طريق كل من تسعى بعدك. لذلك، يوصينا بالإخلاص في العمل، والجدّ في السعي، والصبر على التحديات. فإنّ هذه الصفات الثلاث هي مفاتيح النجاح، وهي الزاد الذي نتسلح به في معركة الحياة. تذكري أيتها الخائضة في غمار التحديات أنك لست مجرد يدٍ تتحرك أو جسدٍ يعمل، بل أنت طاقةٌ تتفجر، وعقلٌ يبتكر، وروحٌ تبني الحضارات. فليبارك الله هذه اليد المعطاءة، البيضاء، الحاضنة للأمل والمستقبل وللخير”. وتابعت: “السيدة سمر أبو خليل، إلى ضمائر الإعلام الحية، في خضم ساحة الكلمة الصادقة، حيث للرأي العام نبض وللحقيقة صوت، نستلهم من كلمات الإمام موسى الصدر، في تأبين فارس الكلمة كامل مروة، نبراسًا يضيء دروبَنا ويذكرنا بجوهر رسالتنا. لقد وصفَ الإمام، بحدة بصيرته، الصحافةَ بأنها “من أهم ميادين الجهاد وأدقها”. إنها ليست مجردَ نافذة على الأحداث، بل هيَ قوة تشكل الوعيَ، تنشئ الثقافةَ، بل وتعيد صياغةَ الروح الإنسانية في كل منعطف. إنها سيف ذو حدين، قادر على بناء صرح مجتمع قويم، أو أن يتحولَ إلى وكر للضلال إن تخلى عن ميثاقه. فإليك أيتها النبيلة في بلاط الكلمة، أقول من وحي الإمام إن هذا المقامَ الرفيعَ الذي نتبوأه يضع على عاتقنا أمانةً عظمى تجاهَ مجتمعاتنا، وفي المقابل، يمنحنا حقا أصيلًا لا يمارى: الحرية. فالحرية ليست منةً تمنح، بل هيَ “أفضل وسيلة لتجنيد طاقات الإنسان كلها”. إنها اعتراف بكرامته، وثقة بفطرته النقية. وكل قيد يفرض عليها ما هوَ إلا ارتياب في جوهر الإنسان وإهانة لقدره. ولكن، الأهم من كل ذلكَ، ما سطره الإمام بحكمة نافذة: “لا صيانةَ للحرية إلا بالحرية”. فالحرية الحقة تتجاوز رفعَ الأغلال الخارجية لتشملَ التحررَ من قيود الذات، من أهواء النفس وشهواتها. إن حقنا كصناع رأي على مجتمعاتنا هوَ صون هذه الحرية لنا، وفي هذا الصون، خدمة جليلة للمجتمع نفسه. ومن حقنا أيضًا أن يحميَنا المجتمع من كل ما يعيق رسالتَنا من ضغوط مالية أو روحية أو إغراءات تضلل البوصلة. فلنتخذ من هذه الكلمات نبراسًا، ولنجعل من حريتنا مسؤوليةً مقدسةً، نسعى بها لترسيخ الحق، ونصرة الحقيقة، وبناء مجتمعات واعية، حرة، وكريمة”. وختمت: “كلمة أخيرة، نحن اليوم أمام نساء قويات، مؤمنات بقدراتكنّ، واثقات بأن عملكنّ هو لبنة أساسية في بناء مجتمع أفضل، ومستقبل أكثر إشراقًا. فبجهدكنّ وعزيمتكنّ، تثرينّ الحياة وتصنعنّ الفرق. سرنّ على بركة الله، وكل التوفيق رفيق دربكنّ. ولذا يخاطب الإمام الأم، الأخت، الزوجة، العاملة، القائدة.. يا من تحملين في قلبك نبض الحياة وفي يديكِ قوة التغيير، يقول أنتِ لستِ مجرد نصف المجتمع، بل أنتِ روحه النابضة وقلبه الخافق. بكِ تبدأ الحكايات، ومنكِ تنبعث القيم، وعليكِ تُبنى الأجيال. أنتِ الطاقة الكامنة التي تُحدث التحولات. تذكري دائمًا أن كل خطوة تخطينها هي بصمة في تاريخ الإنسانية، كل كلمة تنطقينها هي بذرة في عقول الأجيال، كل عمل تنجزينه هو لبنة في صرح الوطن، كل ابتسامة توزعينها هي شمعة تضيء الدرب. بكِ يبدأ التغيير.. وبكِ يُبنى المجد.. فكوني كما أرادكِ الله: قوة ناعمة، وعزيمة صلبة، وإرادة لا تقهر: “وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا” (النساء:124). سيدي الامام كم اشتاقك، كم نحن بحاجة الى عباءتك لتغمرنا مع كل اختلافتنا”. حوار يعد ذلك دار حوار بين الحضور والمتحاورات، ثم قدم فران لوحات تقديرية لهن.
إقرأ المزيد بالضغط على الرابط التالي https://3nn.org/?p=77338