“النبطية تستحق” و”انصار للجميع” تخوضان تنافساً “رمزياً”… الدوير ودير الزهراني تحكمهما العائلية وكفررمان “ضبابية”

النبطية – سمير صبّاغ
كما كان متوقعاً سارت العملية الانتخابية في قضاء النبطية بسلاسة وفي غياب الإشكالات بعدما حصر “الثنائي الشيعي” معاركه التنافسية بعدد من البلدات “النبطانية” اذ لم تواجه لوائحه منافسة سوى في مدينة النبطية وبلدات كفررمان ودير الزهراني والدوير وانصار، فيما كانت البلدات الاخرى مسرحاً لترشيحات فردية في هذه البلدة او تلك اغلبها ذات طابع اعتراضي عائلي. فكيف بدا المشهد في البلدات التي شهدت تنافساً مع لوائح “التنمية والوفاء”؟
البداية من مدينة النبطية التي لم تشهد منذ العام ٢٠٠٤ تنافساً جدياً مع لائحة “الثنائي”، فكانت لائحة “النبطية تستحق الحياة” المؤلفة من ١٢ مرشحاً اغلبهم من الوجوه الشبابية تخوض معركة “رمزية” بهدف اثبات “وجود حالة ثالثة “نبطانية” تريد المشاركة في القرار الانمائي للمدينة بعيداً من الانتماء السياسي سيما بعدما حولها العدوان الى مدينة منكوبة”، كما اكد مرشحوها لـ”النهار”.
الصور بعدسة الزميل سمير صباغ
لا شك ان الحضور “الطاغي” في مراكز الاقتراع كان لمندوبي “الثنائي” بالمقارنة مع المنافسين الذين استطاعوا تأمين مندوب واحد على كل صندوق تقريباً. ويرجح ان تنال لائحة “التنمية والوفاء” المكتملة من ٢١ مرشحاً برئاسة عباس فخرالدين قرابة ٣٥٠٠ الى ٤٠٠٠ صوت من اجمالي الناخبين البالغ عددهم ٢١ الف ناخب فيما يبقى رقم اللائحة المنافسة رهن ما ستحمله الصناديق من خيارات الاهالي.
الدوير
وفي الدوير المشهد كان هادئاً جداً رغم وجود تنافس قوي بين لائحة “التنمية والوفاء” مع لائحة “الدوير للجميع” المدعومة من الحزب “السوري القومي الاجتماعي” مع وجود مرشح منفرد هو الدكتور علي ابراهيم تحت عنوان “الخيار الديمقراطي”.
وعلى الرغم من اعطاء طابع سياسي للوائح المتنافسة كان الطابع العائلي في الاقتراع واضحاً، مما قد يعطي حظوظاً للخرق وان كانت الكفة راجحة لجهة “الثنائي” المتغلغل بشكل كبير في العائلات. ويسجل ان الحضور النسائي كان طاغياً في اقلام الاقتراع مع وجود ثلاث مرشحات على لائحة “التنمية والوفاء” فضلاً عن مرشحة نسائية (رماح قبيسي) على مركز مختار، مع العلم ان الدوير فيها عدد كبير من المنتسبين الى القوى الامنية وهؤلاء لا يحق لهم الاقتراع.
انصار
وعلى نقيض الدوير كانت الزحمة خانقة في جارتها انصار عند ابواب مركز الاقتراع سيما لجهة مندوبي المقاعد الاختيارية الذين كانوا يتصيدون الناخبين وكانهم في معركة مصيرية.
وعلى هامش المعركة الاختيارية الحامية، كانت لائحة “التنمية والوفاء والتوافق” البلدية التي تضم الى “الثنائي” “القومي” والشيوعي” تواجه لائحة “انصار للجميع” المؤلفة من ثلاث شبان وشابتين خارجين من رحم ” ثورة ١٧ تشرين” كما اعلموا “النهار”، مركزين على ان “هدفهم التأكيد على رفض تعطيل اي عملية ديمقراطية ببدعة التزكية”وفق قولهم. وبالتوازي هناك ٦ ترشيحات فردية عائلية ترفض ما اختاره المتوافقون من اسماء.
دير الزهراني
اما معركة دير الزهراني البلدية، فلم تشبه معارك الجنوب الانتخابية، اذ كانت لائحة”التنمية” المؤلفة من ١٥ مرشحاً والمدعومة من حركة “امل” دون “حزب الله” تواجه لائحة مستقلين عائلية مؤلفة من ١٠ مرشحين ولائحة اخرى يدعمها الشيوعي مؤلفة من ٥ مرشحين مع وجود مرشحين منفردين، علماً ان المجلس البلدي مؤلف من ١٥ عضواً.
ولوحظ ان مسار التصويت لم يكن حزبياً بقدر ما كان عائلياً ومبني على العلاقات الشخصية في ظل ترك “حزب الله” الحرية لمناصريه باختيار الانسب كما سجل تحالف بين “الشيوعي” مع بعض المرشحين على لائحة المستقلين التي لم تختر رئيساً او نائب رئيس لها بانتظار تشكل المجلس البلدي بفعل نتائج الفرز الذي قد يطول لساعات متاخرة.
كفررمان
وكانت بلدة كفررمان على موعد مع المشهد الانتخابي الاكثر سخونة بعدما لامست نسبة المشاركة الـ 40٪ مع ساعات الظهيرة في ظل تنافس ثلاث لوائح، الاولى”التنمية والوفاء” والثانية “كفررمان للجميع” غير المكتملة برئاسة رئيس بلدية كفررمان السابق كمال غبريس و”كفررمان تستحق” المدعومة من الشيوعي وتيار التغيير ومستقلين.
وكانت حركة الاقتراع ناشطة من ساعات الصباح الاولى من قبل لائحة “كفررمان للجميع” و”كفررمان تستحق” ومحازبي “امل” فيما كانت ماكينة “حزب الله” تراقب الارقام حتى الساعة ٣ بعد الظهر حيث اعطيت التوجيهات ببدء تحرك بلوك الحزب المؤلف من ١١٠٠ صوت انتخابي باتجاه الصناديق. ويرجح اذا كان التزام الحزب عالياً بلائحة كاملة ان تكون النتيجة مضمونة لنجاح كل من في لائحة “التنمية والوفاء” سيما وان عدد المقترعين المتوقعين بحدود ٣٥٠٠ من اصل ٦٧٠٠.
وعليه سيكون تصويت”حزب الله” حاسماً برفع المعدل الوسطي الى ١٣٠٠ صوت وما فوق في مواجهة لائحة “كفررمان للجميع” الخارجة من رحم حركة “امل” نتيجة خلافات مع التنظيم، فيما يقدر ان تنال لائحة “كفررمان تستحق” قرابة الالف وما فوق بقليل، وبالتالي سيصعب عليها الخرق. ولكن ماذا لو كان في البلدة كتلة حسمت امرها بالخلط بين اللوائح الثلاث لا سيما بوجود لائحة واحدة مكتملة هي لـ”الثنائي” ، يبقى الجواب في صندوق الاقتراع؟